منظمة دولية توثق انتهاكات وممارسات عنيفة بحق المهاجرين في اليونان

منظمة دولية توثق انتهاكات وممارسات عنيفة بحق المهاجرين في اليونان

وثقت منظمة أطباء بلا حدود الدولية تفاصيل مروّعة لعشرات حالات الطرد غير القانوني للمهاجرين وطالبي اللجوء على حدود الاتحاد الأوروبي في اليونان، مشيرة إلى تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف ضد المهاجرين هناك، بما في ذلك الضرب والترحيل القسري والاعتداءات الجنسية.

وقالت المنظمة في تقرير، إن السلطات اليونانية تنفذ عمليات إعادة قسرية "منهجية" بحق المهاجرين القادمين من تركيا، في ممارسات لا تخلو من العنف، استمرت على مدى العامين الماضيين.

وقدّمت المنظمة بين آب/أغسطس 2021 وتموز/يوليو من العام الجاري، الدعم لحوالي 8 آلاف شخص في اليونان، وأفضت مقابلات أجرتها المنظمة مع العشرات من اللاجئين، إلى التوصل لنتائج "مقلقة" تشير إلى أن السلطات باتت بشكل منهجي تعيد المهاجرين بشكل قسري إلى تركيا، دون أن تحترم حقوقهم.

وأشارت إلى أن معظم من التقت بهم تعرضوا لممارسات عنيفة سواء في البر أو البحر، حيث أصبحت عمليات الإعادة القسرية أمراً طبيعياً، في ظل "الغياب الصارخ للحماية للأشخاص الباحثين عن الأمان في اليونان".

ونقل التقرير شهادات عن سحب وإيقاف القوارب في البحر إلى المياه التركية، فيما قال بعض المهاجرين إنه تم اعتقالهم في منطقتي ليسبوس وساموس الحدوديتين قبل أن يتمكنوا من طلب اللجوء، حيث تعرضوا لمعاملة سيئة.

عنف بحق المهاجرين

ولفت التقرير إلى ممارسة خفر السواحل اليوناني العنف بحق قوارب المهاجرين القادمة من تركيا، ما عرّض حياتهم للخطر، والأمر ذاته وفق المنظمة يجري في منطقة نهر إيفروس الحدودية مع تركيا.

وتقول مهاجرة تدعى أديل وكانت حاملاً أثناء محاولتها اجتياز الحدود، "إنها صادفت ضابط شرطة يرتدي ملابس مدنية، أخذنا في سيارته قائلاً إنه سيساعدنا، ولكن بدلاً من ذلك، قادنا إلى مكان آخر - بدا وكأنه قاعدة عسكرية أو شيئاً من هذا القبيل - حيث رأينا أشخاصاً من قاربنا محاطين بعدة رجال يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحة".

وأضافت أنه من ثم "أمرنا المسلحون بالصعود إلى قارب" في نهر إيفروس، "وهنا فهمنا أنه سيتم إعادتنا إلى الجانب التركي".

في السياق، قال العديد من المهاجرين إنهم تعرضوا لعنف واعتداءات جسدية وعمليات تفتيش، بما في ذلك للأطفال، من قبل "ضباط يرتدون الزي الرسمي وأفراد ملثمين مجهولي الهوية".

ومن بين أعمال العنف التي تتكرر بانتظام: تقييد المعصمين أو الكاحلين بكابلات بلاستيكية، والضرب بالهراوات أو العصي، والإهانات اللفظية، والتفتيش الجسدي التطفلي أمام الغرباء.

ودعا كريستوس كريستو، الرئيس الدولي لمنظمة "أطباء بلا حدود"، إلى وضع حد نهائي لعمليات الصد على الحدود، وإنشاء نظام مراقبة مستقل على جزر بحر إيجه وتعزيز عمليات البحث والإنقاذ في البحر.

"إيقاع بالمهاجرين"

وفي وقت سابق، حصل موقع "أورينت نت" على شهادات للاجئين حاولوا الوصول من تركيا إلى أوروبا عبر اليونان، تكشف اتّباع خفر السواحل اليوناني طريقة جديدة من أجل الإيقاع بالمهاجرين المتجهين إلى أوروبا عبر البر والبحر.

وأكد لاجئون أن خفر السواحل يعتمد على المهرّبين للإيقاع بالمهاجرين، مشيرين إلى أن هذه الطريقة أفضت للقبض على عشرات المهاجرين الذين تعرضوا للضرب بوحشية والطرد، فيما تحدّث آخرون عن اتّباع الخفر القبرصي (التابع لليونان) لنفس الطريقة أيضاً.

وكانت منظمة الهجرة الدولية، قد ذكرت في تقرير سابق، أن أكثر من 50 ألف مهاجر، بينهم سوريون قضوا على طريق الهجرة في جميع أنحاء العالم، وذلك منذ العام 2014.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف حالات الوفيات الفردية تم توثيقها على الطرق المؤدي إلى أوروبا وداخلها، حيث أودت طرق البحر الأبيض المتوسط ​​بحياة 25,104 أشخاص على الأقل.  

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات