مظاهرات حاشدة في السويداء باسم"الجمعة العظيمة" وانشقاقات بحزب "البعث"

في يومها السابع والعشرين وضمن ما أطلق عليه ناشطو السويداء (مظاهرات الجمعة العظيمة)، شهدت ساحة الكرامة أكبر تجمع للمتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف أغسطس/آب الماضي، وذلك بعد توافد المئات من قرى وبلدات ريف المحافظة للمشاركة في المظاهرة.

وغصّت ساحة الكرامة بآلاف المحتجين، الذين توافدوا من مختلف أنحاء محافظة السويداء، للتأكيد على المطالب الشعبية الداعية إلى التغيير السياسي وإسقاط النظام، فيما كان حضور النساء في هذه المظاهرة مميزاً أيضاً حيث احتشدن بالمئات في ساحة الكرامة رافعين هتافات (ما في للأبد… عاشت سوريا ويسقط الأسد)، (سوريا بدها حرية).

أكبر مظاهرة منذ بدء الانتفاضة

وشهدت مدينة السويداء وصول وفود متتالية من قرى وبلدات صلخد وعرمان وملح والمقرن القبلي التي تجمعت وانطلقت باتجاه السويداء، حيث أظهر شريط مصور إطلاق المتظاهرين للهتافات ضد نظام أسد، خلال مرورهم على أحد الحواجز العسكرية في الطريق إلى السويداء، فيما وصلت وفود أخرى من بلدات القريا وشهبا بريف المحافظة أيضاً.

وأشارت صفحات معنية بأمور السويداء من بينها صفحة السويداء 24، إلى أن الحشود التي توافدت إلى ساحة الكرامة هذه الجمعة هي الأكبر منذ بداية الحراك الشعبي في السويداء قبل حوالي شهر.

هتافات ولافتات

كما تميزت مظاهرة اليوم باللافتات التي تم رفعها، حيث شارك فنان علوي من الساحل السوري يدعى (علي ديوب) المنحدر من مصياف بلوحات تشكيلية، وموجهاً رسالة لأهالي السويداء معرباً فيها عن تضامنه معهم ومع انتفاضتهم، مشيراً إلى أن مشاركته كانت بهدف تقديم رسالة مفادها أن الشعب السوري مليء بالحب والجمال وسوريا المستقبل.

ومن بين اللافتات التي رُفعت، هي رسالة وجهها أب لابنه المسافر يطالبه فيها بالعودة بعد أن ألغى حلمه بالسفر، وأن دافعه بالبقاء هو إسقاط ديكتاتور سوريا، فيما حملت اللافتات عبارات مثل (عندما تجتمع الحكمة والعقل لا يمكن لأحد الوقوف في وجههما لأننا على حق)، و( تستند الحقوق الأساسية إلى القيم المشتركة مثل الكرامة والمساواة والاحترام)، فيما دعت لافتة أخرى لتطبيق القرار الأممي 2254: (لا نريد حرباً مع أحد… لا نريد العنف… لن ننجر كما يريد النظام… نريد تطبيق القرار 2254).

كما ألقى الشاعر حازم النجم في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، قصيدة حيّا فيها صمود أهالي السويداء وأكد على استمرارية الثورة لحين إسقاط النظام.

كما ردد المتظاهرون هتافات مثل (صاح الصايح… طب الأسد خوف)، و (سوريا لينا وما هي لبيت الأسد)، و (سوريا حرة حرة بشار يطلع برا)، (السوري يرفع إيدو.. بشار ما منريدو)، وغيرها من الهتافات التي رددها المتظاهرون من قبل في ثورة 2011.

انشقاقات في حزب البعث

وفيما تشتد وتيرة المظاهرات في المحافظة وريفها، أعلن عضوان في فرع حزب البعث في السويداء انشقاقهما عن الحزب والوقوف مع الأهالي في ثورتهم المنادية بإسقاط النظام ورحيل الأسد.

ويوم أمس، نشر موقع أورينت نت ملخصاً لثورة السويداء تناول فيه أبرز المجريات خلال 26 يوماً، والتي كان على رأسها تفويض حكمت الهجري بقيادة وتمثيل الطائفة الدرزية، إضافةً لإطلاق النار على المتظاهرين أمام فرع حزب البعث في المدينة.

يذكر أن الجمعة العظيمة، هو الاسم الذي أطلقه الناشطون على ما بات يعرف باسم (مليونية حماة) خلال ثورة 2011، حيث تجمع نحو مليون شخص في ساحة العاصي بمدينة حماة منادين بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد سنة 2011، الأمر الذي قابلته ميليشيات أسد بإطلاق النار الكثيف والذي سقط على إثره عشرات القتلى.