حكومة أسد تخدع الأمم المتحدة بشأن باب الهوى والأرقام تكشف حجم الكارثة

حكومة أسد تخدع الأمم المتحدة بشأن باب الهوى والأرقام تكشف حجم الكارثة

رغم مرور قرابة أربعة أسابيع على إعلان الأمم المتحدة التوصّل لاتفاق مع حكومة ميليشيا أسد يخوّلها بإدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى، إلا أن ذلك الاتفاق المحدّد بمدة 6 أشهر فقط لا يزال مجرد حبر على ورق، إذ لم تسلك أي قوافل إغاثية المعبر دون أي توضيحات من مسؤولي الأمم المتحدة.

وتشير الإحصائيات الأممية إلى أن المعبر الذي يُستخدم منذ عام 2014 بموجب قرار أممي، كانت تمر عبره نحو 85 في المئة من شحنات المساعدات الإنسانية. 

غير أن نجاح روسيا في 11 من تموز الماضي، في إنهاء الآلية الأممية لإدخال المساعدات عبر الحدود، حوّل شريان الحياة الخاص بأكثر من 4 ملايين شخص إلى ورقة ضغط بيد بشار الأسد لتنخفض أعداد شاحنات الإغاثة الأممية بشكل حاد.

دوجاريك يتحدّث عن تفاصيل عملياتية 

وخلال مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، تحدث ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن استمرار إيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود التركية.

بيد أن اللافت كان تأكيد دوجاريك، أن القوافل الإغاثية الأخيرة تدخل من معبري باب السلامة والراعي دون أن يتطرق لباب الهوى، الأمر الذي أثار تساؤل إحدى الصحفيات ودفعها للاستفسار عن أسباب ذلك، ليرد دوجاريك بأن العمل لا يزال جارياً على تفاصيل عملياتية تتيح بدء العمل بموجب الاتفاق المحدد أصلاً بمدة 6 أشهر فقط.

وبشكل يدعو للتساؤل والريبة، تجنّب دوجاريك الحديث عن طبيعة التفاصيل العملياتية التي يدور النقاش حولها، كما لم يحدّد أي موعد لاستئناف دخول المساعدات عبر المعبر الذي تسبّب إغلاقه بحالة شلل إغاثي جزئي قد يتحول شاملاً خلال أسابيع، ولا سيما أن حكومة ميليشيا أسد قصّرت فترة السماح باستخدام معبري باب السلامة والراعي إلى ثلاثة أشهر فقط، والأخير أي الراعي لم تمرَّ عبره أي مساعدات بعد.

أرقام أوتشا تكشف حجم الكارثة

ما حاول دوجاريك إخفاءه تفضحه عملياً إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، التي توضّح أنه لم يدخل منذ 11 من تموز، وهو تاريخ انتهاء تفويض الآلية الأممية، سوى 184 شاحنة مساعدات عبرت جميعها من معبر باب السلامة، 32 منها بعد إعلان الأمم المتحدة التوصل لاتفاق مع حكومة أسد في 10 من آب الماضي. 

وعلى سبيل المقارنة دخل إلى الشمال السوري من المعابر الثلاثة (باب الهوى- السلامة - الراعي) 424 شاحنة مساعدات أممية في شهر أيار، و893 في شهر حزيران حينما زادت الأمم المتحدة عملياتها تحسباً من إنهاء الآلية، وهو ما حدث بالفعل مع حلول 11 من تموز.

عواقب ذلك التقليص سرعان ما انعكست على آلاف النازحين حيث أصدر فريق منسقو استجابة سوريا يوم 21 من آب الماضي بياناً أكد فيه أن حركة معبر باب الهوى لا زالت متوقفة بشكل كامل أمام دخول المساعدات الإنسانية، وكذلك الحال بالنسبة لمعبر الراعي رغم شموله بالاستثناء فيما يشهد معبر باب السلامة حركة ضعيفة جداً أمام دخول المساعدات الإنسانية.

 كما وثّق الفريق توقّف كامل لبرنامج الأمن الغذائي للنازحين على مدى الأسبوعين السابقين للبيان، حيث اضطرت آلاف العائلات إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحد فقط يومياً، كما اتقطع الخبز عن المخيمات واضطُرّ آلاف النازحين إلى حذف الوجبات الغذائية المعتادة لتأمين كفاية الخبز اليومية من الشراء.

وكنتيجة طبيعية لنقص المساعدات، لوحظ ارتفاع في أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية في الأسواق المحلية، ما سبّب ضغطاً إضافياً على العائلات لتأمين الاحتياج اليومي من الغذاء.

كما زاد وقف دعم العديد من المشافي والنقاط الطبية المنتشرة في شمال غرب سوريا، من الأعباء على المشافي للعمل وفق الطاقة المحددة.

3 غايات رئيسية 

وعن غايات حكومة ميليشيا أسد في التلاعب بورقة المعابر، يقول الناشط الإنساني الدكتور  مأمون السيد عيسى، إن نظام أسد يلعب بمكر بهذه الورقة ويستخدمها بالمقام الأول للمفاوضة وتحصيل امتيازات كمشاريع التعافي المبكر التي تنهبها حكومته، وذلك مقابل أي تمديد لعمل المعابر.

ومن ناحية أخرى، يعمل النظام وحليفه الروسي بشكل تدريجي خنق المساعدات تدريجياً لحصر عملية دخولها لشمال غرب سوريا عبر الخطوط من مناطق سيطرته، وبالتالي يتحكم بآليات وصولها ومحتوياتها ويسلب منها ما يشاء. 
 
كما يحاول من خلال التحكم بملف المساعدات إظهار أنه لا زالت لديه السيادة ولا زال لديه أوراق يستطيع اللعب بها على الساحة الدولية ومنها ورقة المساعدات.

ويستبعد السيد عيسى الذي يشغل كذلك المنسق الطبي في جمعية عطاء قدرة حكومة أسد حالياً الضغط لإنهاء تدفّق المساعدات للمنطقة، لكنه يحذّر من أن حياة 4 ملايين سوري في المنطقة باتت عرضة لألاعيب أسد وروسيا التي نجحت من خلال الفيتو في مجلس الأمن عبر السنوات السابقة من تقليص عدد المعابر من 4 إلى 1 قبل أن تنجح بإنهاء الآلية الأممية وإغلاق الشريان الأخير في 11 من تموز الماضي. 

 

 

 

التعليقات (1)

    الشيطان العلوي

    ·منذ 8 أشهر 4 أيام
    متى تتخلص البشرية من هذا الشيطان اللعين الذي دمر البلد وهجر الولد وكسر الحجر وحرق الشجر ....وباع سوريا وشعبها بسوق النخاسة ارضاء لايران المجوسية الارهابية ؟؟؟
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات