ما بين لبنان وليبيا.. مأساة عائلة سورية اختُطف نصف أفرادها

ما بين لبنان وليبيا.. مأساة عائلة سورية اختُطف نصف أفرادها

لا تزال وسائل الإعلام المحلية والدولية تنقل لنا كل يوم صوراً وأنباء عن المآسي التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، سواء في الدول التي نزحوا إليها أو التي حاولوا الهروب والاحتماء بها كدول الاتحاد الأوروبي، وما يتعرضون له خلال تلك الرحلة من مخاطر وعمليات خطف وتعذيب.

وفي خبر له، ذكر موقع "المهاجرون الآن"، أن عائلة سورية لاجئة في لبنان تعرض نصف أفرادها للخطف والاعتقال في ليبيا خلال رحلة لجوئهم إلى إيطاليا عبر البحر، فيما هُدّد النصف الباقي بالترحيل إلى ميليشيا أسد والتعرض لمصير أسود.

وأشار الموقع إلى أن الستيني السوري "أحمد صالح البخاص" الذي نزح من حي "بابا عمرو" الحمصي قبل نحو 12 عاماً هرباً من قصف ميليشيا أسد وإجرامها، تعرضت معظم عائلة ابنه الكبير إلى الخطف على يد ميليشيات ليبية خلال رحلة عبورهم البحرية إلى السواحل الإيطالية.

وبيّن اللاجئ السوري أن حياتهم في لبنان باتت مسدودة الأفق، لذا فكروا بالهروب عبر البحر إلى دول الاتحاد الأوروبي علهم يجدون فيها ملاذهم الآمن، وأقدموا على هذه الخطوة رغم ما تحمله تلك الرحلة من مخاطر واحتمالات سيئة على رأسها الخطف أو الموت غرقاً، ولاسيما بعد تشديد الأوروبيين إجراءاتهم لمنع وصول اللاجئين.

ولفت "البخاص" إلى أن عائلته تشرذمت بين الجانبين اللبناني والليبي، ففي البداية قام بالتسجيل لدى مفوضية اللاجئين في لبنان، لكنهم لم يختاروه مطلقاً وتم استبعاده من برامج إعادة التوطين، إضافة إلى أن عائلته أصبحت في خطر الترحيل إلى سوريا. 

وتابع أنه بعد أن فقَد أوراقه الثبوتية وعجز عن الحصول على جوازات سفر أو هويات له ولعائلته، فكر في القيام برحلة لجوء عبر البحر، خاصة أنه لا يمكنه الذهاب إلى سوريا ولديه ولدان منشقان عن ميليشيا أسد الأمر الذي زاد من خطورة بقائه في لبنان خشية تعرّضه للترحيل ومن ثم الاعتقال والإخفاء القسري على يد الأسد وحلفائه.

 

البحر آخر الحلول

وتحت هذا العنوان، أكد اللاجئ السوري أن بعض أفراد عائلته اختاروا التوجه للهجرة غير الشرعية، عبر زوارق بحرية إلى قبرص أو إيطاليا، ومنها يواصلون رحلتهم إلى مقاصدهم النهائية، والتي هي في الغالب ألمانيا، مشيراً إلى أنه ابنه الكبير أرسل 3 من عائلته عبر البحر، وبقي معه 3 آخرون.  

وأردف أن الجيش اللبناني داهم قوارب المهاجرين خلال صعودهم وانقسمت بعض العائلات وبينها عائلة ابنه، حيث ذهبت الزوجة وثلاثة أطفال، وبقي الزوج وثلاثة من بناته على الشاطئ، وتم اعتقالهم وترحيلهم إلى سوريا، وبعد التفاوض مع ميليشيا أسد أُفرج عنهم مقابل 4 آلاف دولار.
 
وأوضح البخاص أن مَن صعد على متن الزورق، وعددهم نحو 15 فرداً من عائلته وأقاربه ضمن 110 أشخاص من جنسيات سورية ولبنانية، وصلوا إلى مشارف جزيرة مالطا، لكن زورقاً يحمل العلم الليبي طاردهم، في حين قامت الزوارق الإيطالية بإنقاذ 72 شخصاً منهم.

وأشار إلى أن الاتصال انقطع بعد ذلك مع عائلته واعتقد أنهم أصبحوا لدى الجانب الإيطالي، لكن المفاجأة عندما تم إرسال مقاطع صوتية له من عائلته يؤكدون فيها أنهم محتجزون عند كتيبة طارق بن زياد في مرفأ بنغازي بليبيا، وذلك بعد تعرضهم لعملية قرصنة.

وفي ختام كلامه، ناشد البخاص المنظمات الحقوقية والإنسانية للمساعدة بالإفراج عن عائلته، موضحاً أن إحدى حفيداته اللاتي بقين مع والدهن لا يتجاوز عمرها الشهرين، كما دعا السلطات الليبية لعدم ترحيلهم إلى سوريا، ولاسيما أن لبنان يمتنع عن استقبالهم بعد قرارات جديدة أصدرها مؤخراً.

 

خطف وابتزاز

وقبل أيام أقدم مسلحون ليبيون على اختطاف مهاجرين كانوا على متن مركب انطلق من المنطقة الحدودية اللبنانية القريبة من سوريا باتجاه الشواطئ الإيطالية. 

وذكر موقع منظمة "إنذار فون" أنه كان على اتصال بقارب يحمل على متنه حوالي 110 أشخاص، من بينهم 40 طفلاً خرجوا من لبنان، وكانوا يحاولون الفرار إلى إيطاليا، مضيفاً أنهم تلقوا اتصالاً من المهاجرين الموجودين على متن المركب بأن سفينة تحمل العلم الليبي كانت تطاردهم، وأن رجالاً مسلحين كانوا يطلقون النار عليهم، ما أدى إلى إصابة شخص.

وأشار الموقع إلى أن المنظمة أبلغت العديد من سلطات الاتحاد الأوروبي بحالة الطوارئ بما فيها السلطات المالطية والإيطالية واليونانية وأطلعتهم على ما تعرض له المهاجرون في مناطق البحث والإنقاذ المالطية واليونانية وطالبتهم بعملية إنقاذ. 

وأوضحت المنظمة أنهم بقوا على تواصل مع المهاجرين الموجودين على متن المركب الذين كانوا يتحدثون عن أشخاص مسلّحين يتتبعونهم ويحاولون اختطافهم، لذلك أبلغوا خفر السواحل اليوناني الذين قالوا: إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لأنهم في منطقة البحث الإداري الخاص في مالطا.

تقرير وانتهاكات

وأظهر تقرير صحفي ابتزاز واستغلال شبكات التهريب ومكاتب السفر في دمشق وبيروت لمواطنين سوريين عبر تسفيرهم إلى ليبيا بطيران “أجنحة الشام” ووعدهم بتأمين وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد التعاون مع هيئة الاستثمار العسكري التابعة لميليشيا خليفة حفتر.

وبعنوان (طريق دموي” عبر ليبيا.. مصائر المهاجرين إلى أوروبا بين “أجنحة الشام” و”جيش حفتر”) كشف موقع "درج" الذي يعنى بشؤون المهاجرين، عمليات الابتزاز التي يقوم بها سماسرة في سوريا وبنغازي وعمليات الاعتداء والتعذيب التي تقوم بها ميليشيات إجرامية في طرابلس وغرب ليبيا.

وبيّن الموقع أن شبكات تهريب البشر ومكاتب السفر تستغل السوريين الذي يدخلون ليبيا عبر رحلات منظمة تجريها "أجنحة الشام" وبالتعاون مع هيئة الاستثمار العسكري التابعة لحفتر والتي تتقاضى 500 دولار عن كل مهاجر في شكل رسوم تُدفع مع حجز تذكرة الطيران.

 

وذكر التقرير الصحفي أن رحلة الهجرة مع مكاتب السفر السورية تبلغ تكلفتها ما بين 1200 إلى1800 دولار وذلك عبر طيران أجنحة الشام من مطار دمشق الدولي إلى مطار بنينا- بنغازي، ويشمل السعر الموافقة الأمنية للدخول مع تذكرة السفر، في حين يزعم أصحاب شركات السفر أن الرحلة مضمونة وهناك من يقوم باستقبال المهاجرين بمطار بنغازي إلى حين وصولهم إلى أوروبا.

وفيما يخص عمليات الابتزاز والاعتداء على المهاجرين، قالت السورية سعاد (اسم مستعار) إنها فرت وابنها من درعا عام 2021، وتواصلت مع المدعو عصام لنقلها من بنغازي إلى طرابلس، وقام بعدها بأخذهم الى منطقة زوارة، حيث سافروا بمركب صغير مكتظ بمئات المهاجرين، وتعرضوا للضرب. 

وأضافت السيدة السورية أن خفر السواحل الليبي اعترضهم وأعادهم إلى طرابلس، حيث سُجنت في سجن “غوط الشعال”، ثم رُحّلت إلى سجن “الدرج” بمنطقة غدامس، وبقيت هناك 4 أشهر تعرضت خلالها للتحرش الجنسي والتهديد والتعنيف.

التعليقات (1)

    ربا البزي

    ·منذ 8 أشهر 5 أيام
    يا جماعتنا معلومة موثوقة من مطار دمشق الدولي الاسلحة الامريكية تتدفق من العراق لسوريا الغريب ان الاسلحة و الصواريخ ليست ايرانية بل امريكية الصنع و المصدر و الشاحنة اللي اتدهورت بخلدة لحزب الله كمان امريكية الصنع . تدفق الشحنات من الاسلحة الاميركية ايضا لاسابيع عبر مطار دمشق الدولي.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات