تقرير يفضح تورّط أجنحة الشام بتهريب سوريين وتعريضهم للتعذيب والابتزاز

تقرير يفضح تورّط أجنحة الشام بتهريب سوريين وتعريضهم للتعذيب والابتزاز

أظهر تقرير صحفي ابتزاز واستغلال شبكات التهريب ومكاتب السفر في دمشق وبيروت لمواطنين سوريين عبر تسفيرهم إلى ليبيا بطيران “أجنحة الشام” ووعدهم بتأمين وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد التعاون مع هيئة الاستثمار العسكري التابعة لميليشيا خليفة حفتر.

وبعنوان (طريق دموي” عبر ليبيا.. مصائر المهاجرين إلى أوروبا بين “أجنحة الشام” و”جيش حفتر”) كشف موقع "درج" الذي يعنى بشؤون المهاجرين، عمليات الابتزاز التي يقوم بها سماسرة في سوريا وبنغازي وعمليات الاعتداء والتعذيب التي تقوم بها ميليشيات إجرامية في طرابلس وغرب ليبيا.

وبيّن الموقع أن شبكات تهريب البشر ومكاتب السفر تستغل السوريين الذي يدخلون ليبيا عبر رحلات منظمة تجريها "أجنحة الشام" وبالتعاون مع هيئة الاستثمار العسكري التابعة لحفتر والتي تتقاضى 500 دولار عن كل مهاجر في شكل رسوم تُدفع مع حجز تذكرة الطيران.

ووفق الباحث الحقوقي "أحمد القصير" فإن عمليات التهريب نشطت بعد العام 2020، أي عقب هزيمة ميليشيا حفتر وإخفاقها في دخول طرابلس، الأمر الذي أدى لانقطاع التمويل عنها، فكان لا بد لها من البحث عن موارد أخرى كتهريب البشر لتعويض خسائرها.

وبالمثل، ذكر "طارق لملوم" رئيس مجلس إدارة مؤسسة “بلادي لحقوق الإنسان” أنّ هيئة الاستثمار العسكري الليبية تنشر إعلانات بشكل مستمر لجلب عمال دون معرفة وظائفهم، ولكن الحقيقة هي أنها تقوم بجلب مهاجرين بالتواطؤ مع أجنحة الشام. 

وبالعودة للشركة التابعة لميليشيا أسد، يظهر قيامها بـ 362 رحلة إلى بنغازي ما بين الأعوام 2020 و2021 و2022، وحتى تاريخ 24 حزيران 2023 وذلك بحسب موقع “فلايت ردار 24” الخاص بتحليل رحلات الطيران، كما يتبين أن الطائرة التي تتسع لـ150 راكباً قد نقلت أكثر من 54 ألف شخص إلى ليبيا.

من ناحيتها، صرحت "سارة بريستياني" مديرة برنامج الهجرة واللجوء في الشبكة اليورومتوسطية لحقوق الإنسان بوجود سبب آخر لزيادة وصول السوريين إلى ليبيا، وهو أنهم ضحايا لعمليات صد المهاجرين على حدود أخرى، ولا سيّما بين تركيا واليونان، مشيرة إلى أنه عندما تُغلق طرق الهجرة عبر الإعادة القسرية يحاول حينها اللاجئون إيجاد طرق جديدة للوصول إلى أوروبا.

مبالغ ضخمة

وذكر التقرير الصحفي أن رحلة الهجرة مع مكاتب السفر السورية تبلغ تكلفتها ما بين 1200 إلى1800 دولار وذلك عبر طيران أجنحة الشام من مطار دمشق الدولي إلى مطار بنينا- بنغازي، ويشمل السعر الموافقة الأمنية للدخول مع تذكرة السفر، في حين يزعم أصحاب شركات السفر أن الرحلة مضمونة وهناك من يقوم باستقبال المهاجرين بمطار بنغازي إلى حين وصولهم إلى أوروبا.

 

ضرب وتحرش واعتداء

وفيما يخص عمليات الابتزاز والاعتداء على المهاجرين، قالت السورية سعاد (اسم مستعار) إنها فرت وابنها من درعا عام 2021، وتواصلت مع المدعو عصام لنقلها من بنغازي إلى طرابلس، وقام بعدها بأخذهم الى منطقة زوارة، حيث سافروا بمركب صغير مكتظ بمئات المهاجرين، وتعرضوا للضرب. 

وأضافت السيدة السورية أن خفر السواحل الليبي اعترضهم وأعادهم إلى طرابلس، حيث سُجنت في سجن “غوط الشعال”، ثم رُحّلت إلى سجن “الدرج” بمنطقة غدامس، وبقيت هناك 4 أشهر تعرضت خلالها للتحرش الجنسي والتهديد والتعنيف.

تعذيب وفدية

وتحت هذا العنوان، ذكر موقع درج حكاية الشاب السوري المنحدر من مدينة حمص "أحمد فهمي" (اسم مستعار) الذي سافر عبر أجنحة الشام إلى ليبيا، وحاول العبور بالبحر عبر الغرب، لكنه أخفق فاتجه إلى الشرق، حيث قُبض عليه ونقل إلى سجن أسامة في منطقة الزاوية.

وتابع أحمد أنه في السجن تعرض ورفاقه للاعتداء والضرب بالعصي، وجاءه بعد ذلك عدة أشخاص يطلبون منه دفع مبلغ 6 آلاف دينار ليبي من أجل إطلاق سراحهم فيما يشبه (الفدية)، كما هددوهم بأنهم في حال لم يدفعوا سيتم بيعهم إلى سجن الماية سيئ السمعة.

يذكر أن لجنة تقصي الحقائق الأممية في ليبيا، أصدرت تقريراً في 27 آذار العام الحالي بيّنت فيه وجود أدلة دامغة على تعرض المهاجرين للتعذيب الممنهج في ليبيا، وأنه يتم استعبادهم وإجبارهم على العمل القسري وسجنهم وابتزازهم، كما أكدت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي يحتجز 4 آلاف مهاجر في ظروف غير إنسانية ويعرضهم للتعذيب والابتزاز للحصول على فدية وإطلاق سراحهم.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات