هرب بعد اعتقاله.. الصحفي كنان وقاف يفضح إجرام ميليشيا أسد بالسجون: يعتبروننا عبيداً بمزرعتهم

كشف الصحفي "كنان وقاف" عن ظروف اعتقاله في سجون أسد وسطوة أجهزته الأمنية، بعد أن فرّ من مناطق سيطرة أسد عبر طرق التهريب، مشيراً إلى أن والده أوصله إلى الحدود وسلّمه للمهرب لينجو بروحه، وذلك بعد أن اعتُقل 3 مرات خلال العامين الماضيين.

مزرعة الوطن

وقال وقاف في مدوّنة نشرها على موقع "العربي الجديد": "الفساد عندنا هو الحاكم، والمفسدون هم أزلامه، وأننا مجرّد عبيد في مزرعتهم التي أقنعونا كذباً أنها وطن"، طالباً من والده أن يستمر في الكتابة لفضح فساد النظام.

وعن ظروف اعتقاله، ذكر وقاف أنه في المرة الأولى اعتُقل بعد نشر تحقيق عن شبكة فساد في أهم مؤسسة تابعة لحكومة أسد مرتبطة بإحدى المحاكمات، بعد أن تمّ استدراجه بحيلة شيطانية إلى فرع الأمن.

وأشار إلى أن قابلَ عناصر وضباطاً من أجهزة ميليشيا أسد كانوا من المعارضين قلباً، والمحتجين على نظام الفساد، حتى إن الكثير منهم كانوا يشتمون النظام.

وتحدث عن زجّه في غرفة صغيرة للحجر الصحي فيها 50 سجيناً، وذلك أثناء انتشار وباء كورونا، وشرح كيف كان ينام بجانب الحمام، ويستيقظ بسبب رذاذ البول الذي يتناثر على وجهه كلّما دخل أحدهم ليقضي حاجته.

تهم جنائية

ولفت إلى حملة التضامن التي نظّمها سوريون معه على مواقع التواصل الاجتماعي رغم سطوة الأجهزة الأمنية، وقذارة أساليبها ووحشية معاملتها.

وأوضح أنه التُّهم التي وُجهت إليه في البداية كانت "المسّ والنيل من هيبة الدولة وتحقير الإدارات العامة"، إلا أنه وبعد حملة التضامن معه كان ردّ النظام أن وجّه إليه تهماً غير مرتبطة بعمله الصحفي، بل لارتكابه جرمين جنائيين قذرين، هما: اغتصاب فتاة قاصر وسرقة سيارة، بالإضافة لجرم ثالث يتمثّل بتهرّبه من أداء الخدمة الإلزامية، ما يستلزم محاكمة عسكرية أيضاً.

وبحسب ما ذكر وقاف، أدت حملة التضامن الشعبي معه ومحاولة النظام وقفها، إلى تحرّك 3 وزراء (داخلية، إعلام، عدل) لإخراجه من السجن، بعد أن تم إثبات أنه معفى من الخدمة العسكرية، وأنه عُرض أمام القاضي بتهمة نشر تحقيق استقصائي صحفي في جريدة رسمية.

كبش فداء

وأشار وقاف إلى أن النظام اضطر إلى إيجاد كبش فداء كعادة كلّ الأنظمة الديكتاتورية، والاختيار وقع على قائد الشرطة نفسه.

وقال إن محافظ طرطوس أخبره أن "القصر الجمهوري" تدخل وصدرت الأوامر ثانية لإخراجه من السجن فوراً بالإيعاز للنائب العام بتوقيع مذكرة إخلاء سبيله في ساعتها.

انتقاد بشار الأسد

وكانت مصادر موالية من الساحل السوري كشفت بوقت سابق تفاصيل اعتقال وقاف في مدينة طرطوس، من خلال استخدام النساء والخديعة للإيقاع به، وذلك بعد أسابيع على ملاحقته من قبل أجهزة المخابرات بسبب انتقاده رأس النظام بشار أسد.

وأفادت المصادر حينها أن كنان سلّم نفسه لمخابرات أسد في طرطوس بالغصب والإكراه والإجبار عبر خديعة لجأت إليها المخابرات واستخدمت فيها جاره ووالدته.

ولفتت أن مخابرات أسد اعتقلت ابن جيران وقاف أثناء مداهمة منزله للتحقيق معه، وتم استدعاء والدته أيضاً وتوقيفها، ليضطر وقاف إلى تسليم نفسه مقابل الإفراج عن الأم وابنها.

وكان وقاف هاجم بمنشور ساخر على "فيسبوك" رأس النظام بشار الأسد واستقباله بعض الفنانين وآخرهم سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان، في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة الأسد احتقاناً شعبياً بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية إلى أسوأ مستوياتها، وخاصة بعد رفع الدعم الحكومي عما يسمى "البطاقة الذكية".