برنامج الغذاء العالمي يوقف دعم 2.5 مليون سوري ومنظمة تدق ناقوس الخطر

برنامج الغذاء العالمي يوقف دعم 2.5 مليون سوري ومنظمة تدق ناقوس الخطر

رغم الأزمة الإنسانية الكارثية التي خلّفها الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب سوريا في شهر شباط الماضي، عمد برنامج الأغذية العالمي WFP على البدء بإجراءات حذف أكثر من 2.5 مليون مستفيد في سوريا من المساعدات الغذائية اعتباراً من يوليو/تموز القادم، فيما دقت منظمة إنسانية ناقوس الخطر.

وأشار برنامج الأغذية العالمي في تقرير له إلى أن نقص التمويل سيؤدي إلى إجبار برنامج الأغذية العالمي على إلغاء المساعدة لما يصل إلى 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا اعتبارًا من يوليو تموز.

ولفت إلى أنه في نيسان/أبريل الماضي، ساعد برنامج الأغذية العالمي 5.2 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك 358 ألف شخص تلقوا مساعدات نقدية بقيمة تحويل 4.5 مليون دولار أمريكي.

وواصل برنامج الأغذية العالمي وفق التقرير تقديم المساعدات الغذائية المُنقذة للحياة، للسكان المتضررين من الزلزال في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا أسد ومناطق أخرى في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص.

إلا أن سعر سلة المواد الغذائية المرجعية القياسية ارتفع بنسبة 10٪ في الربع الأول من عام 2023 - وهو الآن يقارب أربعة أضعاف متوسط أجر معلم المدرسة.

وبالأرقام فإن 12.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، فيما يوجد 5.5 مليون لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المنطقة، إضافة إلى 6.8 مليون نازح داخلياً.

ويطلب برنامج الأغذية العالمي ما لا يقل عن 180 مليون دولار أمريكي للحفاظ على المساعدات الغذائية الطارئة بالمستويات الحالية.

وشهد الربع الأول من عام 2023 ارتفاع متوسط السعر الوطني لسلة الغذاء المرجعية القياسية بنسبة 10٪، ليصل إلى 511،623 ليرة سورية اعتبارًا من مارس/آذار 2023 وفقًا لنشرة مراقبة أسعار السوق في سوريا التابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وهذا هو ما يقرب من أربعة أضعاف متوسط أجر معلم المدرسة (95000 ليرة سورية).

منظمة تحذّر من نقص عمليات التمويل

من جهته، حذّر فريق منسقو استجابة سوريا، من عجز هائل في عمليات تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا لعام 2023 من خلال عدم تقديم المبالغ اللازمة لتمويل القطاعات الإنسانية، حيث وصلت نسبة العجز في الاستجابة إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 89% من التمويل اللازم.

وقال الفريق إنه يُضاف إلى العجز الحالي، عجز جديد في تمويل الاستجابة الخاصة للمتضررين من الزلزال الذي أصاب المنطقة بتاريخ السادس من فبراير شباط الماضي، بنسب عجز تجاوزت 70%.

على صعيد الأمن الغذائي، سيقوم برنامج الأغذية العالمي بزيادة المدة الزمنية لتقديم المساعدات من شهر واحد إلى أكثر من 40 يوماً في حال استمرّ العجز في تمويل العمليات الخاصة به خلال الفترة القادمة.

وأكد الفريق أن الأمم المتحدة لم تستطع تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تم التعهد بها سابقاً خلال مؤتمرات المانحين، ولن تستطيع في الفترة القادمة تأمين تلك الالتزامات، ما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع. 

ووفق الفريق فإن جميع الأرقام المعلن عنها حتى الآن تشمل كافة الأراضي السورية ولدى الانتقال إلى مناطق شمال غرب سوريا نلاحظ وجود عجز أكبر في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يُظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص. 

وأعرب الفريق عن ازدياد مخاوفه من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيون في شمال غرب سوريا، مطالباً الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات. 

كما دعا جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى توفير الحماية والدعم الذي يعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفاً وهذا يشمل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال. 

وسبق أن هاجم الفريق مؤتمر بروكسل الذي سيُعقد خلال منتصف حزيران الجاري لدعم المتضررين من آثار الزلزال المدمر في سوريا وتركيا، مؤكداً أنه لم يُحسّن من أوضاع  العمليات الإنسانية للسوريين، حيث بات المؤتمر وسيلة "للسخرية" منهم.

وقال الفريق إن المؤتمر سيُعقد خلال يومي 14-15 حزيران الجاري، تحت اسم "مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، فيما سبق أن اجتمع المانحون في آذار الماضي لدعم المتضررين من آثار الزلزال المدمر، ولم يحقق أي تحسّن ملحوظ في العمليات الإنسانية للسوريين، إنما باتت أوضاعهم تشهد تراجعاً، ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة أزمات إنسانية متزايدة للسوريين.

وفي آذار الماضي، وافق مانحون دوليون على تقديم سبعة مليارات يورو لمساعدة سكان تركيا وسوريا المتضررين من الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين في السادس من شباط/فبراير 2023. وتعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم مليار يورو لمساعدة تركيا في إعادة الإعمار، و108 ملايين يورو (115 مليون دولار) في شكل مساعدات إنسانية لسوريا بعد الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 56 ألف شخص في البلدين.

 

التعليقات (1)

    اليسر

    ·منذ 11 شهر أسبوع
    وكأن الرزق عليهم وعلى كل خائن يتفقون معه تحت الطاولة لإجبارهم على العودة القسرية هذه الأمم الملتحدة عليهم وعلى كل من يظلم الضعفاء لعنة ابليس
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات