لحظات تحبس الأنفاس.. إنقاذ طفلة من تحت الأنقاض في عفرين (فيديو)

مع انحسار فجر يوم أمس الإثنين، تكشفت المدن والبلدات في شمال غرب سوريا وجنوب تركيا، عن كارثة كبيرة حلّت بسكانها بعدما ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر المنطقة، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين.

وبالرغم من كل اللحظات العصيبة التي عاشها السكان أثناء وقوع الزلزال وما تلاه من هزات ارتدادية، لم تفقد فرق الإنقاذ الأمل في البحث عن ناجين تحت الأنقاض بعدما أسقط الزلزال المدمر آلاف المنازل على رؤوس قاطنيها.

وبهذا الصدد، نجحت فرق الدفاع المدني السوري بإنقاذ طفلة بقيت عالقة لأكثر من 24 ساعة تحت أنقاض منزلها المدمر في ناحية جنديرس بريف عفرين شمال حلب.

وفي لحظة مليئة بالخوف والأمل معاً، نشر الدفاع المدني عبر معرفاته اليوم الثلاثاء تسجيلاً يوثّق سحب الطفلة من تحت الأنقاض وعملية إخراجها سالمة، لينقلها لاحقاً إلى مستشفى قريب في المنطقة للاطمئنان على حالتها الصحية.

وقال عناصر فريق الإنقاذ إلى الطفلة التي تُدعى نور: "عمو نور ليكي البابا اطلعي عليه"، فيما بدت الطفلة بحالة سكون تام من هول الصدمة.

وكان الدفاع المدني أعلن في وقت سابق إنقاذ طفل ووالدته بعد أكثر من 20 ساعة قضوها تحت الأنقاض في سرمدا في ريف إدلب الشمالي.

وأضاف أن النجاة كُتبت لهم للمرة الثانية بعد تهجيرهم من حمص، مشيراً إلى أن العائلة فقدت ثلاثة أطفال.

صعوبات كبيرة وحصيلة غير نهائية

ولا يزال الدفاع المدني السوري في الشمال السوري يواصل عمليات البحث منذ أكثر 35 ساعة وسط صعوبات كبيرة، واستمرار الهزات الارتدادية.

وأفاد بارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا لأكثر من 810 حالات وفاة وأكثر من 2200 مصاب، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض.

ودُمر أكثر من 210 مبانٍ بشكل كامل وأكثر من 520 بشكل جزئي، فيما تصدعت آلاف الأبنية في شمال غرب سوريا بسبب الزلزال.

وفي مناطق سيطرة ميليشيا أسد، ارتفع إجمالي عدد الوفيات في حماة واللاذقية وحلب إلى 812 وفاة و1449 إصابة في حصيلة غير نهائية.

وفي تركيا، أسفر الزلزال عن مقتل 3432 شخصاً وجرح أكثر من 22 ألفاً، فيما تأكد تدمير نحو 6 آلاف مبنى بحسب إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد).

تحذير من ارتفاع عدد الضحايا

وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً جديداً من احتمالية ارتفاع عدد الضحايا في كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا إلى ثمانية أضعاف، وسط مخاوف من انهيار المزيد من الأبنية بفعل العوامل الجوية السيئة والطقس العاصف.

وفي تصريح لها قالت "كاثرين سمولوود" مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي للمنظمة، إن هناك احتمالاً متواصلاً لوجود انهيارات إضافية لكننا نرى أرقاماً أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية، مشيرة إلى أن هذا هو النمط نفسه المشاهد مع الزلازل للأسف، أي أن الأرقام الأولية للقتلى والجرحى سترتفع بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال.