هل يمكن حدوث تسونامي في سوريا وتركيا وهل ستشهد المنطقة زلزالاً آخر قريباً؟

هل يمكن حدوث تسونامي في سوريا وتركيا وهل ستشهد المنطقة زلزالاً آخر قريباً؟

انتشرت بعد الزلزال العنيف والهزات التي تلته في كل من تركيا وسوريا، العديد من المعلومات المضللة والأخبار المكذوبة، عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، متعلقة بإمكانية حدوث زلزال جديد أو حدوث موجات تسونامي كارثية تزيد من حجم الكارثة الأساسية، إلا أن جميع تلك المعلومات عارية عن الصحة.

وكان من بين المعلومات الأكثر تداولاً في الأوساط السورية، مقطع صوتي مسجل يزعم أن زلزالاً بقوة 9.3 على مقياس ريختر سيضرب سوريا وتركيا، ويجب على الناس الاحتياط لذلك، وإلى جانب هذه المعلومات غير الصحيحة ومجهولة المصدر، حظيت منشورات منسوبة لخبراء تتحدث عن احتمال حدوث زلزال آخر، الانتشار والتداول الكبير ذاته.

هل يمكن بالفعل التنبؤ بالزلازل؟

تقول هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه "حتى مع ما توصل إليه العلم من أجهزة متطورة، تعد إمكانية التنبؤ بحدوث هزة أرضية مسألة معقدة للغاية، فخلافاً للبراكين التي يمكن التنبؤ بثورانها قبل فترة، لا يوجد أساس علمي للتنبؤ بالزلازل".

وتضيف: "تتحرك المستشعرات الزلزالية في خيوط متعرجة فقط أثناء حدوث الاهتزازات الأرضية، ويتطلب إجراء تنبؤات موثوقة إشارات طليعية، وحتى الآن لم يعثر العلماء على أي إشارات يبدو أنها تحدث باستمرار قبل الزلازل الكبيرة".

يمكن حساب احتمالات أن الزلازل الكبيرة ستضرب مناطق جغرافية واسعة على مدار سنوات أو عقود، وهذا ما يسمى بالتنبؤ، ومن ناحية أخرى، يمكن لأنظمة الإنذار المبكر أن تنقل أخبار الهزات الأولى للأشخاص على مسافة بعيدة، مما يمنحهم ثوان لتجهيز أنفسهم، لكن الهدف النهائي المتمثل في التحديد الدقيق لوقت وموقع وحجم الزلزال في المستقبل هو أمر بالغ الصعوبة، وفق المصدر ذاته.

وما يتداوله البعض من وقت إلى آخر عن قرب حدوث زلزال، يتم افتراضه على أساس مقارنات تاريخية لاحتمالية تكرار وقوع هزات أرضية في منطقة زمنية معينة، إلا أن ذلك لا يعني حتمية وقوعها.

ويعني هذا أنه لا يمكن للدول وحكوماتها القيام بتحضيرات استباقية وقائية من الزلازل، باستثناء تلك التي يجب أن تتم أساساً وعموماً، والتي تتعلق باتخاذ أفضل إجراءات السلامة خلال عمليات تشييد الأبنية، إلى جانب تقوية البنية التحتية والخدمات وفرق الإنقاذ والإسعاف تحسباً لأي طارئ.

وفي السياق ذاته، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل، ولم يسبق للهيئة أو لأي علماء آخرين أن نجحوا بالتنبؤ بذلك، وأضافت: "لا نعلم ذلك، ولا نتوقع أن نتمكن من القيام بذلك في المستقبل القريب، وما يمكن لعلماء الهيئة فعله هو حساب احتمالية وقوع زلزال كبير في منطقة محددة خلال عدد معين من السنوات، وليس معرفة تاريخ حدوث الزلزال بدقة".

تنبؤات الخبير

برزت تغريدة مثيرة للجدل لرجل يعرف نفسه على أنه خبير هولندي وباحث في شؤون الزلازل، ويدعى فرانك هوغيربيتس، كتب فيها: "عاجلاً أو آجلاً سيقع زلزال بقوة 7.5 درجة في منطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان".

وشرح هوغيربيتس لاحقاً أسباب توقعاته بالاستناد على "هندسة كوكبية حساسة" على حد تعبيره، وقال: "على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل عادة ما تسبقها هندسة كوكبية دقيقة، وهذا ما رصدته في 4 و5 شباط".

ورغم تنبؤاته الصائبة، يؤكد معظم المختصين على عدم وجود آلية لتحديد وقت وتاريخ وقوع الزلازل، كما أسلفت هيئة الإذاعة البريطانية بالذكر.

هل يمكن أن يحدث تسونامي؟

يقول الباحث في علم الأحياء التطوري في جامعة غوتة في فرانكفورت الألمانية، محمد صلاح سرور، في معرض رده على هذا التساؤل، إنه "ليحدث تسونامي يجب أن يكون مركز الزلزال (epicenter) أعماق البحر أو المحيط، أو يكون قريباً بدرجة تكفي لإحداث أثر في المسطح المائي".

ويضيف نقلاً عن مركز أبحاث الزلازل التابع لجامعة الهند الغربية، والذي يعتبر المصدر الرئيسي للمعلومات عن الزلازل والبراكين في منطقة شرق الكاريبي، إنه "يجب أن تكون شدة الزلزال لا تقل عن 6.5 على مقياس ريختر، ويجب أن يصل تأثير الزلزال للقشرة الأرضية بالقرب من السطح، ويكون مركزها قريباً من السطح (أقل من 70 كيلومتراً تحت سطح الأرض)، ويجب أن يُحدث الزلزال حركة عمودية فى قاع البحر لعدة أمتار".

ويختم: "طبقاً لهذه الشروط لا يحقق زلزال تركيا من هذه الشروط إلا شرطاً واحداً فقط وهو شدة الزلزال التي تجاوزت 7.8 على مقياس ريختر، وبالتالي لا يوجد أي احتمال لحدوث تسونامي".

لا جديد

لا تعتبر المعلومات التي يتم تناقلها عن إمكانية حدوث زلازل في المنطقة، معلومات جديدة أو طارئة، إذ إن العديد من الخبراء والمراكز سبق وأن ذكروها على اعتبار أن المنطقة التي حدث فيها الزلزال الأخير هي من المناطق المعرضة لهذا النوع من الأخطار.

وسبق للخبيرة التركية أيسون أيكان، عضو مجلس إدارة غرفة المهندسين الجيولوجيين في مرمرة، أن قالت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، في نوفمبر من العام 2021، إن "خط الصدع المباشر للزالازل يمر في 24 مدينة وسط تركيا، وهناك 24 مدينة تركية معرضة لخطر وقوع زلزال مدمر في أية لحظة".

وأضافت أن "تركيا تقع على أحد أحزمة الزلازل الأكثر نشاطاً، حيث يوجد فيها 3 خطوط صدع رئيسية هي خط صدع شمال الأناضول وخط صدع شرق الأناضول وخط صدع غرب الأناضول".

وأشارت إلى أنه "عند النظر إلى خريطة الصدوع النشطة فإن هناك ما يقرب من 500 صدع نشط لديها القدرة على إحداث زلازل بقوة 5.5 على مقياس ريختر وما فوق".

وسبق لرائد أحمد، مدير مركز الرصد الزلزالي في سوريا، أن قال إن "سوريا معرضة لحدوث زلزال متوسط الشدة على المدى القريب" بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام موالية، في شهر كانون الثاني الفائت.

وقال أحمد إن "الهزات التي حدثت في البلاد خلال الفترة الماضية، كانت متوسطة الشدة بين أربع وخمس درجات، لكن ازداد تواترها في الآونة الأخيرة".

التعليقات (2)

    حنان

    ·منذ سنة شهرين
    شكرا لكم لقد اطمأنا😥

    لبيد

    ·منذ سنة شهرين
    مع الأسف، جنوب سوريا، وكل لبنان، وكل فلسطين، والأردن، معرضة لزلزال كبير في أي لحظة، يتعلق بفالق البحر الميت Dead Sea Fault System. هذا الفالق سببه ضغط الصفيحة التكتونية الإفريقية على الصفيحة العربية، وحسب التسجيل التاريخي يؤدي إلى زلزال مدمر يفوق 7.2 درجة في كل 250 سنة تقريباً أو بالحد الأقصى 300. مع الأسف هذا الكلام علمياً مؤكد ولا يمكن تلافيه، وسوف يحصل لا محالة. أما آخر زلزال ضخم فحصل عام 1759 ودمرت فيه مدن بأكملها، رغم أنه لم يكن يوجد نظام بناء طابقي، لذلك الآن الأضرار ستكون أكبر بكثير. مثلاً بنايات 14 في المزة بدمشق ماذا سيكون مصيرها؟ أو برج دمشق قرب ساحة المرجة؟؟ أخيراً، الزلزال الأخير مضى عليه حتى الآن 264 سنة، فهو معرض للعودة في أي لحظة منذ الآن فصاعداً.. دمشق وبيروت والقدس وعمان سوف تتضرر بشدة، وللأسف لا يوجد نظام بناء يحسب حساب الزلازل لدينا، فالله يستر!!! كم أتمنى لو كنت مخطئاً، إنما هذا مؤكد.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات