أخطر ما قاله الممثل سيف سبيعي ضد نظام الأسد (فيديو)

وجاء ذلك في جزء قصير جداً لم يتعدَّ الدقيقة من مقابلته مع الإعلامية رابعة الزيات، عبر برنامج "شو القصة"، ولم يتم التركيز عليه من قبل جميع وسائل الإعلام المؤيّدة والمعارضة، التي اكتفت بالتركيز على قصة طلاقه من الممثلة سلافة معمار، وعلاقته بأخويه المعارضَين لبشار الأسد ونظام حكمه.

سيف سبيعي في دقيقة واحدة

ففي الدقيقة  33 من المقابلة سألت الإعلامية "رابعة الزيات" الممثل سبيعي، باللهجة الدارجة: كيف مجتمعاتنا العربية ماشية؟، ليردّ فوراً وبسخرية سوادء : "لم تعد ماشية مجتمعاتنا كل مالها عم تغرق ما معقول بمنطقتنا شو صاير الوضع تعيس نحن أجيال الخيبة، نحن أجيال تحوّلنا بالأربعينات والخمسينات والستينات من أجيال كانت تحلم بتحرير فلسطين بكامل ترابها إلى أجيال تحلم بتأمين بنزين ومازوت وكهرباء".

ثم علّق سبيعي على اعتراضه من قبل المذيعة بسؤال: "بعدك بتحلم بتحريرها؟" بالقول: "ما عاد حدا بيحلم لا  بتحرير فلسطين ولا بتحرير أي منطقة خلينا ندبّر حالنا.. كيف بدنا نحرر فلسطين ونحن أساسيات الصمود لم تعد موجودة لدينا".

ولم تركّز أي وسيلة إعلام على ما قاله سبيعي في هذه الدقيقة، لكن الفنان المعارض "عبد القادر المنلا" لفت الانتباه لخطورة ما قاله سبيعي، وذلك على حسابه الشخصي في فيسبوك.

واعتبر أن كلام سبيعي لا يمكن أن ينصبّ إلا على نظام الأسد الأب والابن منذ استلامهم السلطة، مستنتجاً أن ما قاله سبيعي يؤكد صوابية موقف المعارضين من العائلة (عامر وبشار)، وأن الأب والابن "سبيعي" يعلمان ذلك في قرارة نفسيهما، ولكنهما لم يتخذا موقفاً مشابهاً لعلمهما بوحشية هذا النظام، على حد تعبيره.

 ومن خلال إجابته الأولى يَعتبر سبيعي أن حلم تحرير فلسطين لم يعد موجوداً بعد الستينات، وهي الفترة التي تسلم بها حافظ الأسد حكم سوريا، أما القسم الآخر من إجابته فيؤكد أن نظام الأسد - ممثَّلاً بالابن بشار هذه المرة- هو من جعل الشباب السوري يفكّر فقط بكيفية تدبير المعيشة من المأكل والملبس والكهرباء والبنزين، وهو تماماً ما تشهده مناطق نظام الأسد منذ أعوام، فطوابير البنزين والخبز والمازوت والغاز، أصبحت الشغل الشاعل والهم الوحيد، لكل من يعيش في مناطق جحيم الأسد من موالين وصامتين.

عائلة سيف الدين سبيعي والثورة السورية

وكان سيف الدين سبيعي اتخذ هو ووالده  (رفيق سبيعي) الملقب بـ"فنان الشعب"، موقفاً مؤيداً للنظام منذ بداية الحراك الثوري في سوريا، بينما اتخذ الابن الأكبر الممثل الراحل عامر السبيعي وأخوه المخرج السينمائي بشار سبيعي موقفاً مؤيداً للثورة.

واشتُهر الابن الكبير عامر الذي توفي في مصر بنوبة قلبية عام 2015 بتأييده المُطلَق والواضح للثورة، عبر أغانيه، ومن خلال تعبيره عن ذلك في كل لقاء إذاعي أو تلفزيوني.

ووفقاً لبيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) ، يعاني حوالي 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60٪ من سكان سوريا) من انعدام الأمن الغذائي، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، و"هذا هو أعلى رقم مسجل في تاريخ سوريا، بزيادة قدرها 57 في المئة منذ عام 2019 "، بحسب البيان.  

وفي آخر تقارير الأمم المتحدة، قدّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر  بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشار إلى أن كثيراً منهم يُضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.