جدلية العلاقة بين القضية الكُردية والإعلام العربي

جدلية العلاقة بين القضية الكُردية والإعلام العربي

ثمة توجس كبير لدى الكورد تجاه الإعلام العربي, مرده إلى سنين الحرمان الذي لاقاه الكوردي من تهميش وعدم اهتمام بمجمل القضايا التي تهم وتخص الفرد الكوردي وتحديداً في سوريا والعراق ما قبل 2003. لكن ما غاب عن ذهنية الكوردي أن الإعلام العربي وتحديداً المقصود بالفضائيات العربية الضخمة التي انطلقت بعد موجة العولمة الثالثة, وتطور تقنية الاتصالات, وبروز فائض وأسواق خصبة في مجمل الدول العربية, إن الحالة السياسية الجديدة قد خلقت هاجس الربح والفائدة لدى بعض رؤوس الأموال الحكومية والخاصة, مما دفع بها إلى تسخير الإعلام لجهة الاستفادة من التقنية الرقمية في زيادة الربح من جهة, والتوجيه السياسي المُراد غرزه في ذهنية الفرد الشرقي من جهة أخرى. عدا عن رسم لوحة مفاهيم للشعوب عليهم أتباعها والاقتداء بها, فكان الكوردي ضحية مرتين, مرة لعدم اهتمام الإعلام العربي به بسبب عدم بروز الكورد كقوة إقليمية أو تبوئهم أهمية دولية مقارنة بجملة من القضايا والمشاكل التي كانت تحصل في المنطقة وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي, وعدم رغبة تلك الدول, وعلى الأغلب بتوجيه من بعض دوائر القرار في المجتمع الدولي لجهة عدم أثارة القضية الكوردية أبعد من مجرد مشكلة داخلية, والمرة الثانية التي وقع الكوردي ضحية الأعلام, كانت في اعتماده على الإعلام العربي لنشر قضيته كما يرغب هو, وهذه الرغبة كانت تصطدم بجهة التمويل والراعي والاستفادة من أسواق بعض الدول التي لن تجد حرجاً في منع تلك الجهات الإعلامية من الاستفادة المادية من أسواقها, في حال تجاوز الاهتمام الإعلامي بالكورد مجرد السرد البسيط.

لماذا تغيرت النظرة

إذا اعتمدنا إقليم كوردستان العراق كجهة يُمكن التطبيق العملي عليها من جهة العلاقة بينها وبين الأعلام العربي, أي بين الانغلاق والانفتاح, سنجد أن من بين أبرز القضايا والمشاهد التي هزت الكيان الدولي الإنساني والقانوني كانت مجازر حلجبة والأنفال, وهي المجازر التي لم تُعرض بشكل رسمي واهتمام عالمي إلا بداية حقبة التسعينيات, أي بعد المجازر المروعة بعدة سنين تختلف بحسب تاريخ اقتراف النظام العراقي الأسبق للجينوسايد ضد الكورد. لكن ما إن بدأ النظام العالمي الجديد بالانتقال من حالة الترويج إلى حالة التطبيق وسيطرة النظام الديمقراطي الليبرالي عوضاً عن النظام الشيوعي, بدأت معها حالة الانفتاح الإعلامي على الوسط الكوردي وإن بتأن وبطئ شديدين. ريثما يتم الاستفادة من الأطراف المعادية للكورد إلى أقصى الدرجات. 

فضائيات كوردية بدائية

أضحى للكورد اليوم أكثر من (22) فضائية كوردية, تمتاز غالبيتها بعد اهتمام الشارع الكوردي بها, بسبب عدم مخاطبة تلك القنوات لأي اهتمام أو رغبات الشارع الكوردي. فلو استثنينا عدد قليل جداً من تلك الفضائيات, فإن البقية غير معروفة حتى في أسمها, وهو ما يخلق حالة تناقض غريبة في الشارع الكوردي , إذ في الوقت الذي يجهل غالبية الشارع الكوردي لأسماء المحطات الكوردية, فإنه يتوجه باللوم على الأعلام العربي. يقيناً أي محطة إعلامية تتبع سياسة خاصة بها, وعلينا ككورد عدم نسيان أن الإعلام العربي هو الآخر يحمل في طياته فكر وشعور قومي عربي, لا يقل عن الشعور القومي الكوردي لدى الشعب الكوردي, فالأجدر بنا ككورد الالتفات إلى النقص في الإعلام الكوردي بدلاً من السباب أو التشهير بقنوات لا تهتم بالقضية الكوردية, أو على أقل تقدير لا تقدم المادة الإعلامية كما يرغبها الكوردي. وفي السؤال عن عدد الفضائيات الكوردية, لابد من الاستفسار عن سبب غياب الأعلام الكوردي باللغة العربية, وهو ما يعني غياب الخطاب الموجه للشارع العربي, وبغض النظر عن مألات الثورة السورية وانعكاسات مشروع الشرق الأوسط الكبير على المنطقة وخاصة سوريا والعراق, فإن الوضعية الكوردية الراهنة والمستقبلية ستكون بجوار العرب وتحديداً السُنّة, لذا بات لزاماً ضرورة الانتقال من حالة نقد الإعلام العربي, إلى حالة حجز مكان للإعلام الكوردي ضمن الإعلام العالمي بلغاته المتعددة.

التعليقات (4)

    احمد احمد

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    الاكراد قبائل فارسية وهم بدو الفرس كما يقول ابن خلدون وقد جاؤوا للمنطقة مع المد الفارسي واللغة الكردية هي نفسها تماما الفارسية هذه الحقيقة وهم يسعون لاقامة حلم وهمي باقامة دولة ولو علئ حساب موت كل شعوب المنطقة وعيدهم عيد نيروز عيد فارسي لذلك ليس هناك قضية كردية القضية هي ضياع البوصلة عندهم فليعودوا للامبراطورية الفارسية ويخلصونا

    حسان

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    لم يسمع احد بان للأكراد مشكله وجودية لطالما كانوا اخواننا نتزوج منهم و يتزوجون منا سويا عايشين في نفس الدار و لكن السياسات القهرية التي اتبعها النظام القومي ( ليس قومي ) كانت تحاول عزلهم و هم ايضا بادلوا بالمثل طبعا أتكلم عن سورية و لطالما كانت هناك شخصيات كردية او عائلات معروفة يدين لها المجمع السوري جميعه اما ما حصل في تركيا و العراق فهو موضوع آخر أكراد سورية شيء مختلف بين ما قبل العهد القومي و بعده

    حسان

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    لنكن صريحين ايضا عند اكتشاف البترول في الناطق (الكرديه) رفع شعار من القوميين بترول العرب للعرب و لكن تم التعليق عليه بترول العرب للعرب و الأكراد راحوا لوين (الصراع من اجل الثروات) أنا اعتقد بان إيجاد دولة كردية مستقلة معاديه لمحيطها امر غاية في المعاناه و الصعوبة بمكان و هذا ما يريدونه الأكراد للأسف و أنا اعذرهم و الاتجاهات اليسارية الكرديه ساهمت في تاجيج الصراع الانفصالي و ليس العكس هذا كله في ضمير مستتر لكل مواطن سوري

    مستقل

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    الإعلام العربي بعد عشرات السنوات من البخ العنصري من قبل البعث والقوميين العرب ضد الكورد على أنهم شعوبيين وليس لهم حقوق في الأرض العربية وما هم إلا عبارة عن لاجئين جائوا للبلدان العربية من أجل العمل والعيش هربا من الفقر في جبالهم المقفرة، ضاربين بعرض الحائط بالثوابت التاريخية والآثارية والثقافية للوجود الكردي على أرضه منذ بداية التكون الإجتماعي للجماعات والشعوب، فالإعلام العربي يفتقد لمعرفة التاريخ وللموضوعية والواقعية ويعتمد المنطلقات العاطفية السلبية الخاطئة. لذا فالعدالة تحتاج للحقيقة والجرأة.
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات