دراكولا وليس ديمستورا !

دراكولا وليس ديمستورا !
لا أعرف حقيقة، لماذا تُجهد وسائل الإعلام العربية نفسها، في تعريب اسم المبعوث الدولي إلى سورية. مرة ستافان ديمستورا، وتارة ستيفان دمستورا. فيما الاسم الأكثر دقة وتوصيفاً للحال. هو دراكولا، تيمناً "بالكونت دي دراكولا". النموذج الأصلي، والأشهر في عالم مصاصي الدماء.

ليس مُصادفة. أن يحمل الاثنان لقب "الكونت". الأمير الروماني فلاد تيبيس، الشهير بدراكولا "ابن الشيطان"، و ستافان ديمستورا، المُلقب "بالكونت" أيضاً . المولود لأب إيطالي، وحامل الجنسية المزدوجة "طلياني على سويدي" . بل على الأرجح أن يكون الثاني هو حفيد الأول، ووريثه الشرعي. أو متقمص شخصيته. أو نسخته المودرن المُعدلة. ذلك أن رومانيا، التي ينتسب إليها  فلاد دراكولا. هي البلد الوحيد في مُحيطه السلافي، الذي يشترك مع إيطاليا مسقط رأس ديمستورا، بالأصل اللاتيني للغة، ما يشير إلى احتمال أن يكون النسب واحد. 

بالمقارنة، كان دراكولا "الجد" سفاحاً مُحترماً. حيث اكتفى طيلة حياته "رحمه الله"، بمص دماء نحو 40 ألف بشري فقط، بحسب الأسطورة. بينما لا يرى حفيده ديمستورا، في محاولة إبادة عدد مماثل ببلدة مضايا وحدها، المنكوبة جوعاً. أكثر من مقبلات لفتح الشهية. على هامش نصف مليون ضحية، في حفل الشواء السوري، المتواصل على مدار خمس سنوات، برعاية أممية.  

منذ، أن "شرفنا" الكونت ديمستورا، مبعوثاً لنادي كبار القتلة، المسمى زوراً بمجلس الأمن، بالشهر السابع 2014. وهو يمارس مهمته، كسمسار لترحيل الأموات. أو مقاول في مصالحات "الجوع أو الركوع". ليكون بذلك أقرب إلى سلوك الضبع منه  إلى مصاص الدماء. على اعتبار أن الأخير يُفضل الدماء الساخنة، لا التعيش على جثث الضحايا، أو "السلبطة" على بقايا الأجساد المتآكلة. كما فعل ديمستورا في وعر حمص، وضاحية قدسيا سابقاً. و يفعل حالياً بمضايا، والزبداني، وداريا، والمعضمية، ودوما، والقابون، وغيرها العشرات من مدن وبلدات وقرى سورية المحتلة. لقاء رواتب شهرية معلومة، وأخرى مستترة، معفاة من الضرائب والرسوم. وفوقها الأخلاق.

 هذه المفردة "الأخلاق"، غير مدرجة باللغات المُتداولة، في مجلس أمن القتلة. لذا، لا غرابة بأن يمسح الروس، والإيرانيون مؤخراتهم بالقرار 2139، الصادر عن المجلس بالإجماع، في الشهر الثاني 2014. والمُلزم بمرور المساعدات. ورفع الحصار الفوري عن المناطق المُحاصرة، بالحراب الطائفية لجيش بشار الأسد، الوارد اسماً بنص القرار. وكذلك بالسواطير المذهبية للميلشيا الشيعية.

ميزة ديمستورا، بأنه دراكولا مثقف، ينطق بخمس لغات. لكنه يُفكر باثنتين مُختلفتين، روسية وإيرانية حصراً، عند صياغة "أفكاره". بدءاً من تمرير مصطلح "التغيير من تحت" بلا معنى، في محاولته لإعادة تسويق "الأسد" دولياً. مروراً بالمبادرة التي تُغفل مصيره، وتحتاج إلى مبادرات لتفسيرها. وانتهاءً بتعريف، وفرض "المُعارضة" ذات الدم الأزرق، على شاكلة الإرهابي صالح مسلم، و تابعه "قائد" الغفلة هيثم مناع. 

ورث ديمستورا، عن جده دراكولا  جينات مص الدماء. بيدا أنه لم يرث شرف تعاطيه، من رقاب الأقوياء. مُفضلاً الاسترزاق من فضلات هؤلاء، والتكسب على بقايا ضحاياهم.  

التعليقات (3)

    كمال

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    ليس بين الرصاص مسافه.كل الغرب رصاص في صدر السوري البائس.ناهيك عن إيران في الضاحية.استاذ اياد المحترم مستورا لم تعد مستوره بل مفضوحة.

    محمد الحصان

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    دراكولا يعني تنين ولا يعني شيطان ولم يكن مصلص دماء، بل كان سفاحا بحق المسلمين وخاصه الاسرى منهم

    النصر قادم

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    سيصقط دراكوا تحت نعال التاريخ والشعب السوري كماسقط من قبله الأخضر والأسود.........
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات