عام جديد وأسئلة لازالت حائرة!

عام جديد وأسئلة لازالت حائرة!
خمس سنوات مرت على إنطلاق ثورات العرب وما صاحبها من صراعات دموية أدخلت المنطقة في فوضى عارمة، ما كانت لتحدث لولا الثورات المضادة التي أفرزها التكالب العالمي والإقليمي على منطقتنا، هذا التكالب الذي برر للمجرم إجرامه هو ما جعل المواطن السوري والعربي يقف حائرا في أمره من هول تسارع الأحداث وقسوتها عليه.

الشعب السوري اليوم ومعه شقيقه العراقي ومن قبلهما الفلسطيني خاضوا ويخوضون معركة مصيرية تستهدف وجودهم، وبالتالي فإن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو: ماذا فعلنا كي نتعرض لكل هذا الحقد والإجرام، قتل وتهجير بالجملة، تدمير وطن بأكمله، بماذا أخطأنا كي نقتل ونهجر؟ ألهذا الحد حريتنا مرعبة لهم؟!

عام مضى وآخر قادم ولازالت عشرات الأسئلة العفوية المحقة تفرض نفسها علينا، وهو ما يمكن اختصاره  بحزمة من التساؤلات التي أضعها أمامكم، فأجيبوا عليها إن استطعتم إلى ذلك سبيلا!

لماذا لم يسقط الأسد ونظامه؟

لعل أول هذه الأسئلة وأحد أهم أسباب المأساة السورية التي امتدت لخمس سنوات، هو السبب الحقيقي لعدم سقوط نظام الأسد، فهل كنا لنشهد كل هذه الفوضى لو أن الأسد قد بادر إلى القيام بإصلاحات حقيقية؟ أو أنه قد تنحى بعد أن عمت الثورة كافة أنحاء سورية؟ أما كان وفّر كل هذه الدماء وهذا الخراب اللذين خلفا المآسي لملايين السوريين؟

أما كان أجدى وأفضل لو أن العالم قد ساعد السوريين أو حتى سمح لهم بإسقاط هذا النظام المافياوي الفاجر؟ ثم لماذا وقفت الأقلية العلوية وغيرها إلى جانب نظام الأسد؟ هل لأنها هي النظام؟ أم حفاظا على مكتسباتها؟ أم خوفا على مستقبلها؟ أم لأنها مغرر بها؟

ما سر التدخل الايراني ؟

ما علاقة إيران الفارسية بسورية والمنطقة العربية؟ ولماذا هذا التدخل السافر الوقح في شؤوننا الداخلية؟ أكانت لتفعل ذلك لو أنها علمت فينا قوة؟ وهل إيران حقا متغلغلة في مفاصل الدولة السورية وأخواتها العربيات؟

أليست هي من يدير الحكم في أكثر من بلد عربي كسورية والعراق ولبنان واليمن وغيرها؟ ثم كيف نجحت في امتلاك قرار الشيعة العرب وتوجيههم في غفلة من حكوماتنا وشعوبنا؟ هل نجحت في تحقيق حلم الدولة الصفوية الكبرى؟.

لكن الأهم من ذلك هو لماذا يقبل أشياعها العرب أن يكونوا خنجراً مسموماً تغرسه إيران في ظهر السنة العرب؟ ولماذا رهنوا مستقبلهم ووجودهم بيد دولة خارجية، ونظام أقلوي ديكتاتوري لابد وأنه زائل مهما طال الزمن؟

هل كان تنظيم الدولة الإسلامية ليكبر ويتمدد في أكثر من دولة لو لم يقم المالكي بقمع احتجاجات العراقيين السنة السلمية؟ وهل كانت غالبية سنة العراق لتقف مع التنظيم لولا إجرام الميليشيات الشيعية وتجاوزات وظلم الجيش العراقي الطائفي بحقهم؟

لماذا يهجر العراقيون السنة من مدنهم وقراهم على يد شيعة إيران وبغطاء أمريكي دولي؟

هل التقت المصالح الأمريكية - الروسية في سوريا؟

ما هي مصلحة الولايات المتحدة وروسيا والعالم من التدخل في مسألة ذات شأن داخلي لدولة كسورية؟ لماذا صمت الغرب عن العدوان الروسي؟ هل هم موافقون ضمنياً عليه؟ هل التقت مصالحهم في عدائهم لنا؟ أم هو الضعف الأمريكي، وربما إعادة توزيع لمناطق النفوذ؟. لماذا قامت روسيا باغتيال زهران علوش ولماذا صمت أصدقاؤه عن قتله؟

لماذا هذا العداء لثورات العرب، ومحاولة وأد الصحوة العربية وإخماد جذوتها بحجة الحرب على الإرهاب؟ في حين أن العالم يصم أذنيه ويغمض عينيه عن كافة أنواع التدخل الخارجي لروسيا وإيران وميليشياتها الشيعية الطائفية في سورية لابل ويدعمها؟ 

الدول العظمى هي من يحرق الأخضر واليابس ويسمم الأرض والماء والهواء بآلاف الصواريخ والقنابل؟ أليس هذا إرهابا؟

هل دفع الشعب السوري ثمن اسقاط الطائرة الروسية؟

هل أخطأت تركيا بإسقاطها للطائرة الروسية؟ ولماذا جبنت روسيا عن الرد على تركيا عسكريا، بينما نراها بدلا من ذلك تقوم بتصعيد عدوانها الهمجي على المدنيين السوريين فتمعن في القتل والتدمير؟ ولماذا يتعين على السوريين دفع ثمن صراعات الآخرين؟ ألهذا الحد بات دمنا رخيصا فيستهترون به؟

ماذا وراء تسليح وحدات الحماية الكردية؟

لماذا يتم تسليح وحدات الحماية الكردية، ثم يسمح لها بممارسة سياسة التطهير العرقي والأرض المحروقة في كل مدينة وقرية سورية يحتلونها وبدعم امريكي أيضا؟ هل هناك إتفاق على التقسيم أم وعد بدولة كردية؟ وما سر التحالف الجديد بين الحشد الشيعي وحزب العمال المدعوم من روسيا وإيران والممول عراقيا؟.

لماذا لم تتوحد  الفصائل السورية  حتى الآن؟

ماذا عن الفصائل المسلحة بشقيها الإسلامي والوطني؟ لماذا لم تستطع أن توحد قرارها وأن تجمع كلمتها رغم أنها جميعها مستهدفة؟ لم هذا التناحر والإقتتال فيما بينها؟ وكيف يقبل بعضها أن يكون مطية بيد الآخرين يقاتل نيابة عنهم؟ ماهي مصلحة بعض الفصائل من التحالف مع أذرع حزب العمال حليف الأسد وروسيا وإيران؟

هل حصل الاسد على الضوء الأخضر ليقتل كما يشاء؟

يبقى السؤال الأهم هو لماذا سمحوا لنظام الأسد أن يقتل أكثر من مليون ونصف من السوريين؟ ولماذا لا يستطيع السوريون تغيير هذا النظام سلماً أو حتى حرباً كما هو الحال في كل دول العالم؟ ولماذا تدخلت بعض الأنظمة العربية ضد ثورات الشعوب وقادت ثورات مضادة مولتها من أقوات شعوبها؟ هل أرادت أن تجعل من سورية درسا لكل من يخرج عن طاعتها؟

أصدقاء أم أعداء؟

سؤال يطرح نفسه بقوة عن الذين يسمون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري؟ لماذا لم يوحدوا المعارضة السياسية والعسكرية؟ ولماذا حزبوها وشرذموها عسكريا وسياسيا وماليا؟ ولم هذا الاستقطاب الحاد الذي عزز الفرقة والإنقسام بين السوريين الثائرين على ظلم نظام الأسد؟ هل فعلوا ذلك بالإتفاق معه؟ أم أنها مصالحهم وصراعهم على النفوذ؟ كيف قبلوا بضم معارضين محسوبين على النظام غلى هيئة المفاوضات؟ وهل حقا هناك أنظمة عربية تدعم الأسد وتمول صفقات سلاحه؟

لماذا يتم تهجير السوريين وتوطينهم خارج سورية؟

هل كان استقبال أورويا لمئات الألوف من السوريين عفويا؟ هل هو إفراغ لسورية من شعبها وتسليمها لإيران تغير ديموغرافيتها كما تشاء؟ أم أن ذلك كان عملا إنسانيا أو بدافع الحاجة لتجديد شباب القارة العجوز؟ هل هو نوع من انواع الحلول التي يراد فرضها؟ لكن ماذا عن عملية منظمة لسحب البساط من تحت أقدام الفصائل المسلحة بتفريغ الحاضة الشعبية التي تمدها بالمقاتلين.

اغتيالات القادة، من ينفذها ولمصلحة من؟

من الذي ينفذ الاغتيالات بحق قادة الفصائل الثورية؟ ولماذا يقيم معظم قادة الفصائل في الأردن وآخرون في تركيا؟ ولم تمارس بعض هذه الفصائل ديكتاتورية تماثل في قبحها ديكتاتورية نظام الأسد؟ ولماذا لم يتم تحرير درعا؟ هل علينا أن ننتظر قيام نظام الأسد بفتح الجبهات بدل ان نبادره نحن بالهجوم بعد أن قويت شوكتنا؟ 

ماذا عن معركتي دمشق والساحل؟ وهل صحيح أن قرارها بيد الخارج؟

هل نجحت أي من ثورات العرب؟

سورية، العراق، ليبيا، مصر، اليمن، تونس لم يسمحوا لأي من شعوبها أن تقرر مصيرها بنفسها فأجهضوا ثوراتها أو انقلبوا عليها، فهل هو قرار أممي استعماري بألا تحكم هذه الشعوب نفسها؟ ولكن لماذا؟ هل هو الخوف من الإسلام السني؟ أم لأنها تمثل السوق الذي يصرف به الغرب إنتاجه الصناعي؟ وربما لأن منطقتنا العربية تمتلك ثروات وإمكانيات هائلة؟ وقد يكون نتيجة الصراع الطبيعي بين الأمم وسيطرة القوي على الضعيف؟ والأهم من ذلك ربما هو الخوف على أمن الكيان الصهيوني؟

عشرات الأسئلة التي لا يجد أي منها إجابة منطقية، لا عجب، فكل ما يحدث غير منطقي على الإطلاق، فلماذا حلال هي الحرية على غيرنا وحرام علينا؟ لماذا حلال سفك الدم المسلم السني حرام غيره؟ هل دماؤنا ماء وأرواحنا هواء؟ قتل وتهجير وتدمير وانتهاك حرمات، ظلم واستبداد، شراء ذمم وضمائر، تزييف وتسويف، قهر وذل وحرمان، فهل بقي شيء من كرامة الإنسان؟

بقي أن نسأل فصائل المعارضة المسلحة: هل كان أعداؤنا ليستهتروا بدمائنا لو أنكم جميعا وقفتم موقفا وطنيا صادقا لا مهادنة فيه؟

لقد كان لدى العالم كل الوقت الذي يحتاجه لوقف جرائم الأسد بحق الشعب السوري الأعزل ومنع تدخل إيران وروسيا، وإيجاد حل يلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، لكنهم لم يفعلوا.

فلا تلوموا المظلوم إذا ما صرخ إني كفرت بكم وبكل ما انجبتموه من حرية وعدالة وبكل ما تتشدقون به من حضارة، ولا تلوموه إذا ما صاح بأعلى صوته اللهم إني مظلوم فانتصر. "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون".

التعليقات (2)

    انه العهر العالمي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    جواب كل هذه الاسئلة الحائرة هو اننا في زمن العهر العالمي

    أحمد الحريري

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    الجواب ليقضي الله أمرا كان مفعولا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات