وإذا كنّا نحن أهل السنة خصوصاً والسوريين عموماً، أتخذنا من حدث اغتيال علوش"زلزال ثوري"كونه مرجعية للاستنباط والتفكير الحقيقي للثورة المجدية، وكوننا ندرك أن الواقع الثوري العظيم يخلق شخوصاً أكثر مصداقيةً من الواقع المتمرد عليه، أي أنه علوش شخصية تمثل أوقع الواقع الذي نطمح إليه، إن جاز التعبير.
كل شخص قلل من زالزال استشهاد علوش أو شمت أو هاجم شخصه، لا يقل فساداً عن العصابات الأسدية والطيران الروسي الإرهابي. سأركز على نقطة، أن هؤلاء الفاسدين المتآمرين على الثورة، ويحسبون أنفسهم أحراراً، لا يمكن أن يكون بريئاً سلوك التلميح إلى التقليل من قيمة شخصية قيادية، مثل علوش، كون هَذَا السلوك يمثل شكل من الإختراق أو التآمر، أو هو في القليل يشير إلى عجز أو فشل خصومه، سياسياً، مما يغريهم بالتآمر على تشويه صورته شعبياً.
النقطة الثانية التي سأتناولها، أن الفهم الشائع لدى صديقي الطبيب الرقي الذي ترك أهله واشتغل طبيباً ميدانياً في الغوطة الشرقية، وثقته على المستوى الشخصي، أن علوش شخص نبيل يشتغل من أجل مستقبل سوريا، وهو يمثل الفهم الشائع لدى أهل الغوطة وعموم أهل السنة على وجه الخصوص. وهو رأي أكثر إقناعاً من الفهم الذي يحاول ممثلي دور النخبة النبيلة في مقاهي أسطنبول وباريس من تشويه صورة الرجل النبيل، عبر تسويق ذلك إعلامياً. استشهد الرجل في ساحات القتال الأمامية، دفاعاً عن الديمقراطية في سوريا المتآمر عليها من قبل ديكتاتور قصر المهاجرين. أتخيل الأسد كان يراقب من قصره بالمهاجرين، شماتة هؤلاء المتآمرين باغتيال القائد ممن يحسبون على الثورة، أكثر من متابعته رد فعل منحبكجيته.
إذاً استشهاد القائد زهران علوش على بوابات دمشق دليل لا يقبل النقض عن أكذوبة المتآمرين على شخص علوش. دفن علوش لن ينسينا، اللحظات التي سجلها قائد جيش الإسلام وإنجازاته العسكرية التي لا يركز عليها الإعلام الثوري الفاسد. السُوري علوش سليل الأسرة الدومانية العريقة من بينهم جميعاً، من القلة التي كانت مدفوعة بقضية عامة، سورياً. بينما انشغلت نخبة المقاهي بنسج أكذوبات أسموها مقالات عن سجناء صيدنايا، بدفع من التآمر والحقد.
لا شيء أبعد عن الحقيقة مثل أكذوبة المقال الشهير عن سجناء سجن صيدنايا، الذين أطلقهم الأسد للقضاء على روح الثورة التي يمثلها كاتب الأكذوبة، المقيم في مكان بعيد عن الغوطة، بوعي كامل لأسباب سياسية بحتة. هذه كذبة سياسية أكذب من الكذب نفسه، إن جاز التعبير، وتعبر عن فشل شخوص تحاول الاستيلاء على موقع حي في ضمائر الناس، من أجل لعب دور البطولة. ففي حرب مثل التي تخوضها المعارضة السورية ضد ديكاتور قصر المهاجرين، من يخوض هذه المعركة ضده ناس من داخل هذه البلاد، عندما يغتال شخص بحجم وكاريزما القائد زهران علوش على يد أعداء من داخل البلاد وخارجها، فلا بد أن تعامله هذه النخبة، بما يليق به من احترام، حرصاً على أن لا تكون في معسكر واحد مع العصابات الأسدية والطيران الروسي الإرهابي. رحمه الله كان قائداً نبيلاً. هكذا يليق بنا رثاء النبلاء.
إن اغتيال علوش المطلوب الأول للنظام والروس والإيرانيين، لما يشكله الرجل من نبض للثورة على بوابات دمشق الأموية، واغتيال الثورة من قبل النظام، كان يتطلب اغتيال رجالاتها. وخاصةً أن جيش الإسلام وانتصاراته العسكرية وتمثيله السياسي الراقي، أقنع الأوربيين والأمريكيين، حتى على صعيد السياسة الاحترافية لمكتبه الإعلامي وحرصهم على تسويق مشروعهم في الصحف الأمريكية والغربية والعربية. مما جنب جيش الإسلام من أن يتواجد على لوائح الإرهاب الأممية بمطلب من النظام وداعمه الروسي، لذلك كَانت المرحلة سياسياً تتطلب من قبل النظام، الإسراع في إغتياله، لأنهم يعرفون سحر الكلمة التي ستجدها المعركة داخل أسوار دمشق. أو مجرد بقاء علوش حياً.
لم يكن صعباً على الروس والنظام تحديد موقع القائد زهران علوش، لأنه مثال للقائد الذي يتقدم جنوده في ساحات المعركة، كان من السهل العثور عليه في أحد بيوت جبهات القتال الأمامية.
على عكس جرذ قصر المهاجرين الذي لا تعرف فصائل المعارضة مكان تواجده، البعيد عن ساحات القتال.
لن نكتفي نحن أهل السنة خاصةً والسوريين عموماً، بمنشورات الرثاء، سيكون له تمثال في دمشق، ومدرسة مسماة على اسمه، يجلس أطفالنا على مقاعدها، مستقبلاً، يتعلمون كيف استشهد القائد زهران علوش من أجل سقوط الديكتاتورية والمتآمرين عليها.
التعليقات (9)