أبرز 5 قادة نعتهم الثورة السورية؟

أبرز 5 قادة نعتهم الثورة السورية؟
قدّمت الثورة السورية خلال أقل من 5 سنوات مئات الألوف من الشهداء بين نشطاء إعلاميين وإغاثيين ومدنيين ومعتقلين قضوا تحت التعذيب، غيرَ أن مرحلة العمل المسلّح وتأسيس الجيش الحر، تميزّت بظهور قادة عسكريين باتوا رموزاً خلّدهم السوريين في ذاكرتهم وتناقلوا صورهم ومآثرهم قبل وبعد استشهادهم.

التقرير الحالي يحاول تسليط الضوء على أبرز هؤلاء القادة الذين نعتهم الثورة السورية، بحسب تاريخ استشهادهم.

أولاً: أبو فرات (يوسف الجادر)

شخصية أجمع عليها السوريون، كلماته بسيطة... تركت شجاعته أثراً في قلوب السوريين. العقيد يوسف الجادر (أبو فرات)، رفض أن يقصف مدينة الحفة في اللاذقية، فقرر الانشقاق عن جيش الأسد، والانضمام لصفوف الجيش الحر ليصبح قائد أركان لواء التوحيد، وأحد أهم ضباطه.

في المرحلة الإعدادية من دراسته، كان الشهيد عازفا ً على الترومبيت (البوق)، ثم انتسب للفرقة المسرحية في مدينة جرابلس. منذ طفولته تعجبه الشخصيات التاريخية، فكان يحب تجسيدها على المسرح بقوتهم وصدقهم.

يروي أحد المقاتلين الذين رافقوا أبو فرات خلال معارك تحرير مدرسة المشاة بعض المواقف للشهيد: "كانت لديه قدرة على الإقناع وخاصة العسكريين من جنود وضباط النظام، واستطاع إقناع العشرات بالانشقاق عن صفوف النظام، وكانت معاملته حسنة مع كل الذين قرروا الانشقاق. كان يقول لهم : نحن أخوة في الوطن".

ويضيف: "كان دائماً في المقدمة، كان بمثابة الأب لنا، يحرص على حياتنا، لم يكن ينام سوى لساعات قليلة أثناء عمليات تحرير مدرسة المشاة، لأنه كان المشرف الأول على عملية التحرير، وكان يقول لنا : إذا رأيتم أي عسكري في صفوف النظام يحاول الانشقاق، احرصوا على حياته وقوموا بتغطيته إذا تعرض للخطر، عاملوه بمحبة الثوار، وبصدقهم.

hnK8i86FNT8

يسأله أحدهم ما شعورك بعد تحرير مدرسة المشاة، فيقول : "والله مزعوج لأن هذه الدبابات دبابتنا وهؤلاء العناصر إخوتنا، والله العظيم كل ما بشوف إنسان مقتول مننا أو منهم أزعل..." 

كثرت الروايات حول طريقة استشهاد أبو فرات. ويقول ابنهُ محمد الجادر عن طريقة استشهاده : "ذهب مع مجموعة من الثوار للتصدي لاختراق من جهة معسكر التدريب الجامعي الملاصق لمدرسة المشاة، وعند تقدمهم وجدوا أن القوة تستوجب سلاح مضاد للدروع، وكون أن الأرض منبسطة اضطروا للتمركز داخل أحد الخنادق، حيث تم استهدافهم بقذيفة دبابة قرب الخندق وأصابت الشظايا المجموعة، ومنهم أبو فرات".

ثانياً: عبد القادر الصالح 

لم يتعدَى 33 عاماً لحظة استشهاده، وهبهُ الله (كاريزما ثورية) جمعت العديد من الكتائب حوله ليصبحَ قائداً لأكبر فصيل عسكري في حلب وريفها (لواء التوحيد).

كان الصالح أو "حجي مارع" من القلة القليلة التي اجتمعت على محبتها  قلوب السوريين، فكان  شخصية جامعة، ومعروفة بإخلاصها، وبنزاهتها، وكان يترجم عواطفه تجاه الآخرين بتقبيلهم أو احتضانهم بود، وهو الذي يحرص على أن يكون الصديق والأخ وليس القائد فحسب.

jSVkods5G8E

كان "الصالح" معروفاً ببساطة عيشه وتواضعه، وفي زيارته الأخيرة إلى قريته "مارع" في ريف حلب الشمالي، طلب أن يَحفر قبره بنفسه، وأوصى بأن يدفن في مسقط رأسه.

عُرف بشجاعته وقوة اقتحاماته، خاض جميع معارك تحرير الريف الحلبي، وكان على رأس الثوار القلائل الذين دخلوا مدينة حلب في رمضان 2012. وكذلك كان من بين القلائل الذين وقفوا في وجه النظام على جبهة اللواء 80 قبيل اسشهاده، حيثُ كان آخر ظهور إعلامي لهُ هناك، يحثُ المقاتلين ويرفعُ من معنوياتهم.

أُصيب عدة مرات، وجرت أكثر من محاولة اغتيال له، ووضع النظام مبالغ مالية طائلة على رأسه.

DnMU8feuKWs

صدم السوريين نبأ استشهاده في الثامن عشر من تشرين الثاني 2013، متأثرا بجراحه نتيجة استهداف قوات النظام لاجتماع كان فيه في مدرسة المشاة بحلب، في 14 تشرين الثاني 2013. وأُقيمت له صلاة الغائب في مختلف المحافظات والمناطق السورية اضافة إلى تركيا و الكويت و السعودية وأكثر من 40 بلداً حول العالم. 

ثالثاً: أبو يزن الشامي

عُرفَ أبو يزن الشامي بأنه "رجل المراجعات الفكرية" في حركة "أحرار الشام"، حيثُ مرّت عليه حادثتان أثرتا به كثيرا، أولهما ظهور داعش وما تسببت به من انحسار الثورة، والثاني اغتيال أبي خالد السوري الذي كان يعامل أبو يزن معاملة الأب لابنه. فحصلت عنده مراجعات فكرية تهدف إلى إرجاع الثورة شعبية كما كانت، وبث الروح بها من جديد.

ورغم علم أبو يزن أنه لم يكن سهلا على قيادات أحرار الشام أن يتراجعوا عن مفاهيم حملوها سنين وقاتلوا عليها وسجنوا من أجلها، إلّا أنه انحاز للشعب، ليتجلي ذلك قبل استشهاده بفترة قصيرة بعد تغيير حركة أحرار الشام شعارها من "مشروع أمة" إلى "ثورة شعب".

تدرّج أبو يزن الشامي في قيادة حركة أحرار الشام، فكانَ أمير الحركة في حلب سابقاً وعضو مجلس شورى الجبهة الإسلامية .. كما كان نائب القائد الحموي، ومن أبرز الشرعيين في الحركة .. محبوباً من مقاتلي الحركة، وعلاقته جيدة مع المدنيين، وصديق الشباب ومرجعيتهم. وكان مقصد الإعلاميين كلما أرادوا استفساراً أو شكوى أو احتجاجاً، ويلتقي الجميع بابتسامة.

كان من بين شهداء قادة حركة احرار الشام الذين استشهدوا في التفجير الشهير الذي أودى بحياة عدد كبير من قادة الصف الأول في الحركة. ويقول من صاحبهُ أنه كان مرحاً، حلو المعشر، آية في الذكاء، رحيما على الناس

نعاهُ الآلاف من السوريين بعد استشهاده وتناقلوا صوره وعباراته، و لم يمض على حفل زفافه حينَ قضى بالتفجير أكثر من أسبوعين.

رابعاً: حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) 

القائد العام لحركة أحرار الشام،والمؤسس الفعلي لها. درس الأدب الإنجليزي، وعمل مدرساً قبل أن يعتقله النظام سنة 2004، وأطلق سراحه مع بداية الثورة السورية، وذكرت بعض المصادر أنه حاصل على الدكتوراه في العلوم الشرعية، وعرف بأخلاقه الرفيعة، وإخلاصه، وإقدامه.

أسس عبود كتائب "أحرار الشام" بعد إطلاق سراحه بأشهر قليلة، قبل أن تتحول إلى "حركة أحرار الشام"، التي برزت كقوة عسكرية فاعلة في معارك خاضتها ضد قوات النظام، وتنظيم داعش.

أكد خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" على أن البيعة لن تكون إلا للشعب السوري فقط، مشدداً على أن السوريين لن يقبلوا أبداً مرة أخرى ببشار الأسد أو شبيه له بعد كل الدماء التي سالت. وعُرف عنه الصدق، والإخلاص، وحبه للناس.

امتاز عبود بعلاقات جيدة، ووثيقة مع بقية فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية مثل حركة الزنكي، وجيش المجاهدين، وجيش الإسلام، وصقور الشام، وجبهة النصرة، واختلف مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وقاتلهُ، لاسيما بعد اغتيال التنظيم للطبيب (أبو ريان) من حركة أحرار الشام.

وكانت الحركة التشكيل الأكبر الذي قاد عملية تحرير الرقة مطلع مارس/ آذار 2013، ومدينتي الطبقة وتل أبيض قبل سيطرة التنظيم عليها، كما أدّت دوراً وازناً في تحرير بعض القطع العسكرية في درعا والسيطرة على معابرها الحدوديّة، ولها حضور عسكري جيد في غوطة دمشق

انضوت "أحرار الشام" مع خمسة فصائل أخرى ذات توجه إسلامي وهي ألوية "صقور الشام"، كتائب "أنصار الشام"، "جيش الإسلام"، "لواء التوحيد"، "لواء الحق"، تحت لواء "الجبهة الإسلامية" التي أعلن عن تأسيسها في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. يبلغ عدد مقاتلي "أحرار الشام" نحو 18 ألف مقاتل.

شغل الحموي منصب رئيس الهيئة السياسية في الجبهة الاسلامية بعد تأسيسها عقب اغتيال عبد القادر الصالح، ونعاهُ كثير من السوريين بعد استشهاده مع ثلّة من قادة الصف الأول في حركة أحرار الشام.

خامساً: زهران علّوش

من أكثر القادة جدليةً في الثورة السورية، لكن في الوقت ذاته من الأسماء البارزة و القوية التي تعتبر حجرة أساسية في الثورة السورية لاسيما في مرحلة العمل المسلّح. 

قادَ "علوش" أحد أهم الفصائل في الثورة السورية وأكثرها تنظيماً، حيثُ بدأ بسريةٍ، و إنتقل بها إلى كتيبةٍ ، فلواء وصولاً إلى جيش فعلي "جيش الإسلام".

GXtEaPTCwaQ

وُجهت لهُ اتهامات عديدة باختطاف ناشطين، لم يتم اثباتها، وكانَ من أوائل الذين حاربوا تنظيم داعش من بين الفصائل العسكرية في الثورة السورية.

استشهد مع عدد من قادة الصف الأول في غارةٍ روسية استهدفت مقراً سرياً لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، وقال عنه "النقيب اسلام علوش" بعد استشهاده: كان لا يخرج إلا وقلمه في جيبه، وساعته في يده، وبكامل أناقته، حتى في أرض المعارك..رحمه الله".

تنويه: لاشك أنّ الثورة السورية أنجبت أبطالاً في كل محافظة وكل منطقة وكل قريةٍ وكل حيٍ خرجَ لينادي بالحرية ووقف بوجه النظام المجرم، وتضم ذاكرة الثورة أسماء عدد كبير من القادة ومنهم حسين الهرموش وعشرات آخرين لايسع المجال لذكرهم جميعاً، لكن اختيار المحرر تم بناءً على معايير عدّة لعلَ أبرزها من تأكد استشهادهم، والصدى الإعلامي والشعبي الذي رافق ذلك.

التعليقات (18)

    amjad alahmad

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    1-لماذى أبرز قيادات الثورة خرجوا من سجون الاسد في بداياتها وحولوها إلى ثروة وأصبحت ارصدتهم بالملايين (أين النزاهه ) ؟ 2-لماذا أبرز الجيوش التي تشكلت في ثورتنا الشهيدة أوقفت القتال مع النظام وتنضر إلى الخارج وكأنها تنتضر إشارة التقدم وإشارة التوقف (هل الغرب من سينصرنا على صديق له ) ؟

    رجب ابراهيم

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    هناك في مدينتي ديرالزور الشهيد البطل رحمة الله عليه دكتور بجامعة الفرات خليل الورداني قائد كتائب محمد عليه الصلاة والسلام من خيرة القادة للثورة السورية ومن الذين خرجوا بصدق وإخلاص ومعاركه. تشهد له

    ابو طارق السوري

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    تقبلهم الله وأكرم نزلهم .. ولعل المحرر لمو يوفق في اختياره فقد نسي القائد أبو مصعب جند الأقصى الغني عن التعريف تقبله الله ..

    لاتنـــــــــــــــــــسوا أحدا

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    اين حســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين الهرموش يا سوريين وإبراهيم اليوسف وغيرهم ... كلهم كانوا ولايزالوا أبطال أمام الاستيطان الروسي لســــــــــــــــوريا منذ وصل الامطل ابو الامطل الاثول

    صالح

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    رحمكم الله يا شهداء

    Islam AK

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    رحمهم الله وتقبلهم والجنة مثواهم. ويارب ارزقنا حسن الختام

    أبو عبد الله - ميونخ

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) هنيئا لكم الشهادة بإذن الله وتقبلكم الله في الفردوس الأعلى.

    مضر بركات

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    انا لا أؤمن بأغلبهم لانهم كانوا اداة بيد اعداء النظام .لا سيما ان اغلبهم من عامة الناس القادة الحقيقيون هم الذين تركوا رفاهيتهم وانتقلوا لصفوف الجماهير السورية ومن ابرزهم النقيب احمد الفج من الاتارب رحمه الله

    عبد القهار رمكو

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    جميع الاحرار يعرفون جيدا حين يواجهون نظام الاستبداد نظام ال الاسد الشمولي بان قمة النضال هو الشهادة وجميع الذين استشهدوا وضعوا انفسهم في المقدمة لكي نحيا حياة حرة كريمة لذلك نحن مدانين لجميع الشهداء الاحرار الذي اصروا على التغيير والتعددية ورفض ال الاسد الشوفينيين وعلى دولة القانون وحقوق الانسان من الكورد والعرب والمسيحيين والدروز والعلويين وغيرهم لجميع الشهداء جنات الخلد والخزي لال الاسد الشوفينيين والطائفيين

    احمد القريشي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    انشالله الجميع في نار جهنم وبئس المصير

    Alaa Dahdal

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    مقال جميل و صادق .هناك ايضا شخصيات بارزة اخرى نعتهم الثورة السورية مثال : مشعل تمو رجل الحراك الشعبي و ياسر عبود قائد لواء فلوجة حوران و غيرهم.

    سوري ودمشقي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    الى جنان الخلد جميعهم ان شاء الله ومن سبقهم ومن لحق بهم على هذا الدرب العظيم وجمعنا الله بهم في مستقر رحمته رغم تقصيرنا على أن نكون معهم في جهادهم لكن الأمل برب العالمين ألا نحرم صحبتهم في الآخرة .

    النصر قادم

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    رحم الله شهدائنا والنصروالعزة لمجاهدينا وجهنم مأوى بشاروأتباعة ...

    ابو سلطان

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    لا تنسى المقدم ياسر العبود الله يرحمه قائد عمليات المنطقه الجنوبيه في درعا ،

    محسن حسين المنصور

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    كل ماذكرتموه هو صحيح وشهادة هي بحق قيمة لأنهم يستحقون ومااروعهم من شهداء ولكن هناك شهيد طالته يد الغدر خارج البلاد من المهم ذكره لأن.. النظام كان عنده عيد يوم أستشهاده هو المقدم جميل رعدون رحمه الله.

    درعا

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    هناك قائد من حوران العقيد الشهيد البطل ياسر العبود

    الاحوازي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    سلام عليكم و رحمة الله و بركاته أنا سؤالي نفس سؤال أخي أمجد الأحمد ليش أبرز القيادت تم اطلاق سراحهم في بداية الثورة؟يعني الأسد غبي لكي يطلق سراح سجناء بعضهم كانو معارضين له و دخلو السجن متهمين بالخطر علي أمن الدولة؟ و اذا ما كان في خطة ورا هذا الموضوع كان قتلهم بالسجن بدل من إن يطلق سراحهم اللهم انصر الشام و اهلها علي هذا النظام المجرم

    عبدو

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    الشهيد عبدالباسط الساروت أبو جعفر حنجرة الثورة الشهيد حجي مارع ، الذي قاد جيش التوحيد من حلب إلى القصير لمناصرتها .
18

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات