رايتس ووتش لروسيا.. هذا هو دليل استخدامكم للذخيرة العنقودية

رايتس ووتش لروسيا.. هذا هو دليل استخدامكم للذخيرة العنقودية
كانت روسيا وزيمبابوي الدولتين الوحيدتين اللتين قامتا بالتصويت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 7 كانون الأول 2015، بدعم المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية؛ والتي تطالب كذلك بتطهير الأراضي من مخلفات الذخائر العنقودية ومساعدة ضحاياها.

استخدمت روسيا الذخائر العنقودية منذ بداية عدوانها على سوريا في 30 أيلول 2015، وكان النظام السوري بدأ في استخدام الذخائر العنقودية في شتى أنحاء البلاد منذ أواسط 2012.

استخدام النظام للأسلحة العنقودية 

قدمت "هيومن رايتس ووتش" دليلاً بصرياً  لعدة هجمات قام بها النظام وحلفاؤه الروس باستخدام الذخيرة العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان، ونشرت المنظمة جدولاً لهجمات بالذخيرة العنقودية في سوريا منذ بدء الهجوم الروسي 30 أيلول 2015 (الجدول المرفق في نهاية التقرير)

واستطاعت "هيومن رايتس ووتش" تحديد  7 أنواع من الذخائر العنقودية، التي بعضها يُلقى من الجو والبعض الآخر يطلق من الأرض، والتي استخدمت حديثا في المحافظات السورية الشمالية، حلب وحماة وإدلب.

وبالرغم من إصدار وزارة الخارجية التابعة للنظام، في 9 تشرين الثاني، بياناً أصرت فيه على أن "الجيش العربي السوري": "لم ولن يستخدم أسلحة عشوائية"، في نفس اليوم وثقت هيومن رايتس ووتش بالصور ذخائر عنقودية سقطت على مخيم للنازحين في اليونسية، وهي قرية في محافظة إدلب قرب الحدود التركية، أفاد موظفون في المشفى الميداني أن الهجوم أسفر عن استشهاد 7 مدنيين وإصابة العشرات.

وحددت هيومن "رايتس ووتش" أن القوات الروسية والسورية هي المسؤولة عن الذخائر العنقودية، وأن جماعات المعارضة المسلحة لا تستخدم طائرات، كما أن الأنواع الأربعة من الذخائر العنقودية التي أُطلقت من الأرض هي من مركبات كبيرة معقدة التشغيل ولم تُشاهد في حوزة الثوار.

وتبين الصورة عدة هجمات بصواريخ عنقودية من طراز "9إم55كي" وأن هذه الصواريخ أطلقت من قاعدة في جبل زين العابدين شمال مدينة حماة مباشرة، وهي منطقة يسيطر عليها الجيش السوري.

فيما حددت"هيومن رايتس" 2نوعين من الذخائر العنقودية التي تسقطها طائرات النظام، أولهما هو القنابل العنقودية الروسية الصنع من طراز "آر بي كي-500 إس پي بي إي" التي تحتوي على ذخائر صغيرة ذات صمامات تفجير استشعارية، تسقط هذه الذخيرة بمظلة، وصُممت لتدمير العربات المدرعة بإطلاق سبائك من المعدن المصهور ذاتية التشظي لأسفل على العربة المدرعة بعد كشفها بنظام الاستهداف.

أما النوع الثاني، فهو مقذوف ذخيرة عنقودية من طراز "3أو8" عيار 240 ملم، يحتوي على ذخائر صغيرة من طراز "أو-10"، ويُطلق من على الأرض بواسطة مدفع الهاون 2 إس4 طيولبان عيار 240 ملم ذاتي الحركة، أو مدفع الهاون إم-240 المقطور.

وتظهر الصورة التالية  بقايا ذخيرة عنقودية أصابت مدرسة في دوما في 13 كانون الأول 2015.

كما استُخدمت صواريخ باليستية مزودة بذخيرة عنقودية في هجوم على مخيم  النازحين في قرية الناجية في محافظة إدلب 3 كانون الأول2015، ما أسفر عن استشهاد مدني واحد على الأقل.

ووُجدت أيضاً ذخيرة ثانوية غير منفجرة من طراز " 9 إن235" من صاروخ عنقودي من طراز "9إم55كيه"  في مخيم للنازحين بالقرب من النقير في محافظة حماة بعد هجوم بذخيرة عنقودية على المخيم في 7تشرين الأول 2015، قتلت 3 مدنيين على الأقل.

وتم العثور على عربة رضيع أمام خيمة أكلتها النيران في مخيم للنازحين بالقرب من النقير في محافظة حماة بعد هجوم بذخيرة عنقودية على المخيم في 7 تشرين الأول 2015، وأيضاً قتلت 3 مدنيين على الأقل.

مواقف الدول من الأسلحة العنقودية 

وصفت منظمة العفو الدولية الهجوم الذي  تشنه روسيا في سوريا قد يرقى إلى جريمة حرب، بسبب عدد المدنيين الذين قتلتهم الضربات الجوية، والتي ذكرت المنظمة الحقوقية أنها تظهر أدلة على انتهاك القانون الإنساني.

وحذّر"التحالف الدولي المناهض للذخائر العنقودية" الذي ترأسه هيومن رايتس ووتش روسيا من استخدام الذخائر العنقودية في سوريا بسبب الخطر"الذي يمكن تنبؤه وتجنبه" المحدق بالمدنيين.

أما قرار"الجمعية العامة للأمم المتحدة" االصادر في 7 كانون الأول كان الأول من نوعه بشأن اتفاقية الذخائر العنقودية، وكان القرار غير المُلزم  قد صدر بتصويت 139 دولة لصالحه مقابل رفض دولتين، مع امتناع 40 دولة عن التصويت.

فيما هناك نحو 36 دولة لم تحظر الذخائر العنقودية بعد لكنها صوتت لصالح القرار، في حين ضمت الدول الممتنعة عن التصويت الصين وإيران وإسرائيل والسعودية وسوريا والولايات المتحدة.

أما في "مؤتمر الاستعراض الدوري الأول لاتفاقية الذخائر العنقودية"، اعتمدت أكثر من 100 دولة الإعلان بإدانة أي استخدام للذخائر العنقودية من قِبل أي طرف.

تدمير مخزون الأسلحة 

انتهت حتى الآن، 28 دولة من تدمير مخزونها من الذخائر العنقودية بمقتضى الاتفاقية، إذ اتلفت أكثر من 1.3 مليون ذخيرة عنقودية فيها أكثر من 160 مليون ذخيرة صغيرة.

وأعلنت ألمانيا التي تملك 573700 ذخيرة عنقودية تحتوي على 60 مليون ذخيرة صغيرة، وهو أكبر مخزون لدى أي من أعضاء الاتفاقية، الانتهاء من تدمير المخزون في 25 تشرين الثاني.

فيما دمرت إيطاليا آخر الذخائر في مخزونها المُقدر بـ 5113 ذخيرة عنقودية تحتوي على 2.8 مليون ذخيرة صغيرة في 31 تشرين الأول.

يشار إلى أن الأسلحة العنقودية هي أسلحة تتناثر منها ذخائر صغيرة أو قنيبلات، تحوي أعداداً كبيرة (أحياناً مئات) من الذُخيرات أو القنيبلات الصغيرة المتفجرة.

وتلقى القنابل العنقودية من الجو أو تقذف من الأرض، وهي مصممة لأن تفتح في الهواء قاذفة ما تحويه من ذُخيرات، والتي تغطي مساحات شاسعة قد تبلغ مساحة عدة ملاعب لكرة القدم، وهذه المساحة المتأثرة تعرف بـ "الأثر".

والقنابل العنقودية هي أسلحة تأثير منطقة، أي أن أثرها لا ينحصر في هدف واحد محدد، كدبابة مثلاً،  فبدلاً من ذلك المنطقة بالكامل تغطى بالقنابل العنقودية،  وفي هذه المنطقة هناك خطر لا يميز بين عسكريين و مدنيين. 

وبما أن عدداً كبيراً من القنابل العنقودية لا ينفجر مثل ما هو متوقع لة بعد سقوطه، تبقى كميات كبيرة من القنابل العنقودية على الأرض جاهزة للانفجار، حيث تشكل مثل الألغام الأرضية تهديداً مميتاً لأي شخص في المكان ولفترة طويلة بعد انتهاء النزاع.

وهي تمنع الناس من استخدام أراضيهم أو من الوصول إلى المدارس  و المستشفيات، حيث يمكن أن تبقى تهديداً لعقود من الزمن.

كما وثقت هيومن رايتس ووتش الهجمات بالذخيرة العنقودية في سوريا من قبل الروس والنظام  منذ 30 أيلول ضمن جدول:

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات