إيران تحاول مقايضة الأسد بالحوثيين .. وهكذا ردت السعودية!

إيران تحاول مقايضة الأسد بالحوثيين .. وهكذا ردت السعودية!
يبدو، أن إيران مُستعجلة على افتتاح سوق التسويات بالمنطقة، وهذا ما ذهبت إليه "أورينت نت” دون سواها، في مقال رأي بعنوان “رأس الأسد بالبازار الدولي لكن المساومات خطيرة”، المنشور يوم الأحد الماضي. إذ كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، “الأثنين”،  عن جهود دبلوماسية تُبذل، لتسهيل حوار مباشر بين إيران والسعودية، من أجل تسوية الخلافات والقضايا الاقليمية بينهما. وهي جهود تمت بمبادرة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تشمل سوريا واليمن والعراق. وتم ابلاغها إلى كل من، نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغبري، و مبعوث الملك سلمان. خلال زيارتهما للجزائر، بحسب ما أعلنه مصدر دبلوماسي جزائري أول أمس

الأسد مقابل الحوثيين!

لا شك، أن الملفات العالقة بين الطرفين، تتجاوز حدود تلك الدول. و تمتد من بيروت إلى صنعاء، مروراً بدمشق و بغداد والمنامة. بيد أن ما تسعى إليه طهران بالدرجة الأولى، هو مقايضة دمشق بصنعاء. وهذا ما كان أعلنه الرئيس اليمني، عبدر ربه عدلي منصور، منذ أواخر شهر آب 2014، أي قبل انطلاق عاصفة الحزم العربي، بقيادة الرياض  

لا مانع لدى طهران وعلى طريقة “التقية السياسية” من التنازل  في اليمن، حيث هزيمة الحوثيين،محسومة، وما يؤجل رضوخهم للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216. هو الأوامر الإيرانية، ورغبة طهران بالمقايضة عليهم. في حين أن البحرين، تحت سيطرة السلطات، ولا تُشكل حالياً جبهة ضاغطة، على التحالف العربي. فيما العراق، ورغم حساسيته، كشوكة في الخواصر الخليجية، خصوصاً السعودية، إلا أنه مؤجل. ويرتبط إلى حد كبير بتطورات الأوضاع ، في الجبهةالسورية. وهي الأكثر اشتعالاً وحساسية. ذلك أن الحسم فيها، ينسحب تلقائياً إلى لبنان. ويُحدد خارطة كامل المنطقة، وحدود النفوذ فيها

 

دمشق في الميزان الإيراني!

ما أفصح عنه المسؤولون الإيرانيون، بشأن سورية . تارة بصفتها المحافظة الإيرانية 35، ومرات كونها درة تاج حلمهم الإمبرطوري، وصمام "أمنهم القومي". يُكثف مدى أهميتها، كركيزة لأوهام طهران، بإعادة احتلال الهلال الخصيب، ثم السيطرة الكاملة على الخليج العربي. بل إن طهران فضلت تجرع كأس السم، بتوقيع الاتفاق النووي، على أن تتجرعه، باستعجال انهيار مشروعها التوسعي في المنطقة، تحت ضغط العقوبات الإقتصادية. عدا ما حصدته من تفاهمات غير مُعلنة مع إدارة أوباما، بعدم السعي الجاد لاسقاط “الأسد” في دمشق عسكرياً، وبمنع حلفائها من السعي لإنجاز المهمة

 

لم تكتف طهران بتحييد واشنطن، إنما استقوت بموسكو عسكرياً. بهدف منع تنفيذ تركيا منطقة عازلة في الشمال السوري، تُسرع باسقاط “ أسدها” بدمشق. و كذلك للحؤول دون تنفيذ الرياض لتهديداتها المُتكررة، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، بوجوب رحيل بشار الأسد بعمليات عسكرية، إن لم يكن بعملية سياسية

لكن،  المثل القائل “جلب الدب إلى كرمه”، انطبق على طهران، وهذا ما أكده تقرير صادر عن مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية مؤخراً، بعنوان “ إيران والمنطقة والخطر الروسي”، حذر فيه من أن التدخل الروسي، بات يهدد المكانة الإيرانية في عموم المنطقة. ويرجح الكفة لصالح روسيا، التي بدأت تتحرك بشكل قوي داخل الساحة السورية، وعلى حساب إيران. رغم التكاليف العالية جداً، التي تحملتها الأخيرة، على مدار السنوات الأربع الماضية

موسكو تغدر بطهران!

الواقع، أن تضارب المصالح بين موسكو وطهران، تحول إلى صراع واضح. حيث كشف موقع “سحام نيوز” المحسوب على الزعيم الإيراني الإصلاحي مهدي كروبي، عن قصف الطائرات الروسية لقواعد الحرس الثوري الإيراني في سورية. ونقل عن مصادره المطلعة، بأن الضربات التي استهدفت قواعد “الحرس الثوري” على طريق “حلب دمشق"، وطريق “دمشق تدمر”. أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. إضافة إلى تركيز المواقع الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، على ارتفاع وتيرة سقوط القتلى الإيرانيين، منذ التدخل الروسي، ليصل إلى نحو 100 مقاتل، بينهم قيادات عسكرية رفيعة. بينما بلغت الشكوك ذروتها، في عملية مقتل رجل حزب الله سمير القنطار، ودور موسكو  في التنسيق مع “إسرائيل” لتسهيل الاغتيال. خاصة مع إقرار بوتين، من منبر الأمم المتحدة، بما اعتبره

حق “إسرائيل” بالدفاع عن مصالحها في سورية

لا تقل أزمة إيران الإقتصادية تعقيداً، عن أزماتها العسكرية، وفقاً لأحدث تقارير صندوق النقد الدولية السنوية  قبل أيام. والذي توقع تراجع نمو الاقتصاد الإيراني، من ثلاثة بالمئة في العام الحالي، إلى نحو صفر بالمئة عام 2015، مصحوباً بتضخم يناهز 14 بالمئة. وذلك على خلفية التراجع بأسعارالنفط، والأوضاع الصعبة للشركات والمصارف. مع توقع باستمرار معاناة الاقتصاد الإيراني حتى رفع العقوبات نهائياً، واستئناف الصادرات النفطية بشكل تام.

تشدد سعودي

هذه المعطيات، إضافة إلى رأي خبراء مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، بضرورة انفتاح طهران على المعارضة، وعدم التركيز على لاعب واحد “الأسد”. والانفتاح على التفاوض مع السعودية وتركيا وقطر، كلها دفعت طهران إلى تعديل استرايجيتها، ومحاولة “أن تأخذ في دمشق، وتُعطي في صنعاء و ربما غيرها ” . لذا لم يكن مُستغرباً أن تُسارع موسكو على لسان مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، بالترحيب بالخطوات الرامية لتقريب المواقف بين إيران والسعودية، وباقي المسائل. باعتبار أن فتح باب التفاوض مع طهران، يفتح لموسكو باب تفاوض مماثل، على ضمان مصالحها، في القواعد العسكرية، كما في الغاز والنفط، وخطوطهما المُستقبلية المحتملة نحو أوروبا، التي تخيف روسيا فعلاً

بالمقابل، تتجاهل  الرياض تماماً حتى اللحظة، الرد على تجاوب إيران مع “المبادرة الجزائرية” إن جاز التعبير. لكن اللافت ما أعلنه الملك سلمان أمس، خلال افتتاحه أعمال مجلس الشورى السعودي في الرياض، وإعادة تأكيده المواقف السعودية. وتمسك المملكة بالحل السياسي في اليمن، وفقاً للمبادرةالخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ولقرار مجلس الأمن 2216. وكذلك سعيها لحل سياسي في سورية. يضمن وحدة الأراضي السورية، وفقاً لقرارات جنيف1. فيما كان لافتاً عدم تطرق العاهل السعودي، لقرار مجلس الأمن 2254 حول سورية، والذي فتح باب المساومات بالمنطقة على مصراعيه، وكأنه لم  يصدر أساساً، أقله حالياً       

   

التعليقات (3)

    عاطف البعلبكي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    عبد ربه منصور هادي وليس عدلي منصور الرئيس الإنتقالي في مصر

    أبو أحمد

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    إيران ترغد وتزبد في المنطقة لأن العرب تركوها في موقع الهجوم ولكن لو تعاملوا مع بعض مكونات الشعوب في إيران من عرب وأكراد وبلوش وغيرهم حيث أن الفرس أقلية لتراجعت إيران إلى دائرة حدودها ولخافت على كيانها الهش والقابل للتشظي أكثر من أي دولة في المنطقة

    حسان الحموي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    الجميع في ورطة في سوريا ولاحل إلابإجتثاث النظام النصيري وأتباعة من كافة الطوائف
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات