حزب الله باع "القنطار" لإسرائيل .. وخطاب "إنشائي باهت" لنصرالله

حزب الله باع "القنطار" لإسرائيل .. وخطاب "إنشائي باهت" لنصرالله
افتتحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عددها صبيحة ضربة نفذتها الطائرات الإسرائيلية وأدت إلى مقتل القيادي في ميليشيا "حزب الله" سمير القنطار في جرمانا بدمشق بعبارة "أغلق الحساب"، في حين لمح خبراء في الاستخبارات الإسرائيلية، إلى وجود تواطؤ روسي أسهم في نجاح عملية اغتيال القنطار، بينما كان رد "حسن نصر الله" زعيم ميليشيا "حزب الله" باهتاً، يعبر عن تخبطه وارباكه.

 ضوء أخضر روسي 

وبينما رحبت السلطات الإسرائيلية الرسمية بمقتل "القنطار" دون أن تتبنى العملية، ركز محللون إسرائيليون على الدور الروسي المفترض، مشيرين إلى أن موسكو التزمت الصمت منذ العملية. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن الخبير الإسرائيلي "عاموس هرئيل" تساءل في صحيفة "هآرتس" حول العلم الروسي المسبق بعملية الاغتيال، مؤكداً أن ذلك سيشغل إيران وحزب الله، خصوصاً أن منطقة جرمانا تغطيها مظلة الدفاع الجوية الروسي إس 400.

وفتح اغتيال القيادي في حزب الله سمير القنطار في سوريا الباب أمام التساؤلات حول التنسيق الإسرائيلي الروسي في ضوء تدّخل موسكو العسكري، حيث اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن العملية كانت نتاج هامش الحرية الذي أتاحه التنسيق الإسرائيلي  الروسي في سوريا.

وكانت عملية اغتيال القنطار أثارت موجة من التساؤلات في لبنان في أوساط مناصري حزب الله كما خصومهم، سائلين عن الدور الروسي الحليف الذي يهّدد تركيا من مغبة اختراق المجال الجوي السوري لكنه لم يفعل شيئا حيال هذه العملية.

إسرائيل تغلق حساب القنطار

من جهته، ذكر موقع "المدن" اللبناني أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أجمعت على مضمون عبارة "أغلق الحساب"، خصوصاً أن الإنتقام من القنطار كان هدفاً إسرائيلياً منذ خروجه من المعتقل، لكن لا شك أن تداعيات اغتيال القنطار، ستكون أشمل وأوسع من مجرد عملية إنتقام وردّ عليها من قبل "حزب الله". خصوصاً في ظلال الوجود الروسي في سوريا، وما أصبح مؤكداً عن تنسيق بين إسرائيل وروسيا. 

منذ التدخل الروسي ازدادت الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله 

وتعتبر إسرائيل نفسها في وضع أفضل من أي وقت منذ إندلاع الثورة السورية إلى اليوم، بمعنى أن التدخل الروسي أتت ثماره لصالح مصالحها الإستراتيجية، إذ أنه في الساعات الأولى لهذا التدخل زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو روسيا حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وجرى الإتفاق على حماية أمن إسرائيل، وعدم اقتراب روسيا من أراضيها، بالإضافة إلى الإتفاق على أن القوات الإسرائيلية ستستهدف أي تحركات قرب حدودها. وعليه فمنذ التدخل الروسي تزداد الضربات الإسرائيلية ضد مواقع لحزب الله وقوافل أسلحته.

وأقرت مصادر في ميليشيا "حزب الله" للموقع أن موضوع الاستهداف الإسرائيلي لكوادر الحزب في سوريا، هي خارج الحسابات الروسية، وهناك ثمة قاعدة أصبحت ثابتة في سوريا ما بين إسرائيل وروسيا، مفادها أن الروسي حين يستهدف المعارضة السورية ومن يريد تصفيتهم فإن إسرائيل لا تتدخل، وكذلك في المقابل، فإنه حين تستهدف إسرائيل عناصر ومجموعات وقوافل أسلحة تابعة لحزب الله فليس من شأن الروسي أن يتدخّل.

امتعاض شيعي من روسيا

ولا شك أن ثمة امتعاضاً من قبل الحزب ومن خلفه إيران من المظلة التي أمنتها روسيا لإسرائيل في سوريا وأجوائها، إذ تؤكد مصادر متابعة إلى إن الغارات الإسرائيلية على مواقع لحزب الله وقوافله في سوريا بعد الدخول الروسي هي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل هذا التدخل، لناحية الوقت ونوعية العمليات التي شنها الطيران الإسرائيلي. وكذا الأمر بالنسبة الى إيران التي تعتبر أن نتيجة التدخل الروسي كانت ارتفاع عدد الخسارات الإيرانية البشرية خصوصاً في صفوف الحرس الثوري، لكن ذلك سيبقى تحت الرماد، لانه ليس من مصلحة إيران أو الحزب التشويش على الروس في سوريا.

نصرالله خيّب الآمال بخطاب "باهت" عن القنطار

من جهة أخرى، أشار موقع "جنوبية" اللبناني إلى الردّ غير الحماسي لزعيم ميليشيا الحزب "حسن نصر الله" على اغتيال القنطار، حيث جاء خطابه يوم أمس هادئاً، وعبّر عن أحد أمرين، إما أن الحزب مُربك ولا يعرف كيف يرد، وإما أنه ينتظر مؤشرات معينة قد تصدر من إيران، لتحديد خطواته المقبلة.

السمة الغالبة للخطاب هي الإرباك، وقد ترجم منذ البدء بأخطاء لغوية لافتة ليست من عادات نصرالله، وقد استهل هذا الخطاب بالتهاني بالأعياد لتطرية الأجواء وطمأنة اللبنانيين الخائفين من الحرب. ما دلّ على أنه لن يتحدث جدياً عن موضوع سمير القنطار، ثم انتقل فورا للتعزية بشهداء نيجيريا الشيعة، باعتبار ان الحركة الاسلامية هناك تنتمي إلى المرجعية نفسها التي لحزب الله أي إيران.

بانتظار الإشارة من إيران

استفاض "نصرالله" بكلمات انشائية عن القنطار وفلسطين، مثل قوله: خرجت من فلسطين لأعود اليها، ثم حديث عموميات عن استمرار المقاومة عبر الأجيال رغم سقوط الشهداء والقادة. 

وتحدّث عن جيل الملحمة في فلسطين واستفاض في الموضوع لتعبئة الوقت، لأن الناس كانوا ينتظرون خطاباً طويلاً وحربيّاً، وصولاً إلى بيت القصيد جاء إعلان الموقف باهتاً ، إذ كرّر نصرالله "المعادلة" التي أطلقها عند اغتيال عناصر الحزب في القنيطرة مطلع العام، وشدّد على أنه "عندما تعتدي اسرائيل أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان من حق المقاومة أن تردّ أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان"، و"من حقنا أن نرد على اغتيال (القنطار) في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة.

الأرجح أن "نصرالله" يؤجل إعلان الموقف الناري، لأن ثمة شريك منافس اليوم في سوريا، هو روسيا، ولا يمكن أن يكون الرد في هذه الدولة، لأنه قد يمسّ بالتفاهم الروسي الاسرائيلي حول سوريا، ولا بد ان يتخذ القرار على أعلى مستوى في إيران.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات