هكذا ردت روسيا على الخرق الإسرائيلي ومقتل "القنطار"

هكذا ردت روسيا على الخرق الإسرائيلي ومقتل "القنطار"
أعلن حزب الله عن مقتل القيادي في الحزب سمير القنطار، إثر غارة إسرائيلية فجر يوم الأحد، في بلدة جرمانا بريف دمشق، وقالت وسائل إعلام إن الغارة أدت إلى مقتل قياديين في مليشيا الدفاع الوطني بالإضافة إلى عناصر من حزب الله، وبينما كان اتهام الحزب واضحا لإسرائيل، وشاركته بالاتهام إيران، لفت الضبابية الأخبار التي أوردها نظام الأسد، إذ قالت وكالة أنباء النظام الرسمية سانا، إن القنطار قُتل جراء قصف صاروخي "إرهابي معادٍ" دون أن تحدد الوكالة مصدر القصف الصاروخي، ولها في ذلك بعض الحق حيث أن ماء الوجه جف، ولم تعد عبارة الرد في الزمان والمكان المناسبين تأتي أوكلها، فيما لو وجه النظام الاتهام مباشرة لإسرائيل، لكن الوافد الجديد إلى المنطقة واللاعب الدولي الكبير، المنضم حديثا إلى المحور "الممانع"، روسيا، لم تتبنَ صراحة أيا من الروايتين ويعود لذلك لأسباب أهمها:

أن رواية سانا ركيكة ولا منطقية، إذ أن صور البناء المدمر تدلل على أن قصفا عنيفا طاله من الأعلى، أي من طائرات حربية حسب تأكيد المحللين العسكريين؛ من جهة أخرى فإن قبول رواية حزب الله وإيران بأن الطائرات الإسرائيلية هي من استهدفت البناء، يعني أن العملية تمت بموافقة روسية "حتما". فاكتفت "روسيا اليوم " بعرض الروايتين بحيادية.

القنطار ومن كان معه، قتلوا، وإسرائيل رحبت وغالبا هي المسؤول، وروسيا بالضرورة تعلم، لأنها ببساطة تملك الأجواء السورية تماما، كما أنها نشرت مؤخرا منظومة الصواريخ المتطورة S400 ، وهذه المنظومة وراداراتها تتيح لها مراقبة الأجواء السورية والمطارات الإسرائيلية بدقة، فلماذا لم تعترض للمقاتلات الإسرائيلية؛ ببساطة لأنها لا تريد، ولا يعنيها أبدا إزعاج إسرائيل أو التأثير على تحركاتها، وقد يتجاوز الأمر هذا كله، ليصل لدرجة التنسيق حتى في نوعية الأهداف وتقاسم التنفيذ، وهذا مرده إلى أن روسيا بدأت منذ دخولها الفعلي الساحة السورية بتصفية الأخرين من الحلفاء لتكون وحدها دون شركاء، وعلى رأسهم إيران وأذرعها فتزايد عدد القتلى والجرحى من الإيرانيين وحزب الله من ذوي الرتب العالية، وأخرهم قاسم سليماني، فروسيا لا تريد التعامل مع عصابات "الذئاب المنفلتة" التي لا يمكن السيطرة عليها في كل وقت وحين، ولا تريد أن تعطي إيران حصة من الكعكة السورية، فيما لو أتمت مهمتها بنجاح، كما أنها تحاول أن تمسك كل خطوط القتال من جهة النظام حتى تستطيع التفاوض باسمهم في البازار الدولي.

روسيا لم تمرر القصف دون أن يكون لها رد عنيف مزلزل، لكن في مدينة إدلب المحررة، إذ أوقع قصفها للمدينة، قرابة الخمسين شهيدا ومئات الجرحى، ودمارا هائلا في المباني التي استهدفت بالصواريخ الفراغية، فضلا عن غارات أوقعت شهداء وجرحى في مدن وبلدات الباب وكفرناها وتادف في ريف حلب، وبلدة الأشعري في الغوطة الشرقية.

القصف الروسي على مدينة إدلب يبدو أنه دُرس بعناية من قبل منفذيه، ولم يكن أبدا للقتل والتدمير فقط، بل تعدى ذلك لأهداف أخرى، مراقبون قالوا إن توقيت القصف يحمل دلالات كثيرة، إذ يأتي بعد القرار 2254 الذي جاء بعد إجماع نادر من دول مجلس الأمن الدولي، ليكون رغم "سلبياته" خارطة طريق مفترضة لحل سياسي، فأتى القصف الروسي ليحدد أول الخطوط العريضة للتنفيذ، وهو إخراج محافظة إدلب المحررة بالكامل، من دائرة إي وقف مستقبلي للعمليات العسكرية، كما أن استهداف المباني الإدارية التي يستخدمها جيش الفتح "كسلطة إدارة" في المدينة يعني شمل "الفتح" بمكوناته كافة ضمن دائرة الاستهداف، والحجة أن النصرة عموده الفقري، رغم أنها غير معنية بالشؤون الإدارية، وهذا أيضا مقدمة لإرساء الفرز الإرهابي من المنظور الروسي، إضافة إلى أن القصف ترافق مع تطبيق المرحلة الثانية من هدنة "الفوعة كفريا-الزبداني"، مما يؤكد أن الروس غير معنيين بأي اتفاق أو هدنة تبرمه إيران أو نظام الأسد، وبأن بنك أهدافهم يختلف تماما عن حسابات الإيرانيين أو النظام، وبذلك تكون روسيا قد صفعت إيران مرة أخرى، وحاولت تحجيم دورها السياسي "التفاوضي" بعد أن حجمت الدور العسكري الميداني، فهل يمكن أن يكون صراع داعي نظام الأسد قد بدأ فعليا، من السذاجة الإجابة بنعم فقط، لأن الصراع بدأ منذ اللحظة الأولى التي رست فيها أولى القطع البحرية الروسية على الشواطئ السورية، ومنذ أن حطت أولى المقاتلات، لأن إيران وقتها أصدرت ضجيجا خفيفا عبر بعض قادتها عن دور وطموح "الرفيق الشمالي" وأهدافه الخاصة التي لا تتقاطع بالضرورة مع أهداف طهران، ليصبح السؤال الجدر بالإجابة إلى أين سيصل الصراع؟

الشعب السوري وأرضه المحتلة هي خاسر من وجود هؤلاء جميعا وهذه حقيقة، لكن نظام الأسد هو الآن الخاسر الأكبر إذ تحول من شريك مع إيران يملك الأرض على الأقل، ويشارك في الرؤية والهدف، إلى أداة فقط وورقة لعب لا يملك شيء ويمكن أن يباع بأي وقت، خاصة بعد أن أصبح العنصر الأضعف، ولا يمثله على الأرض سوى أشياء كالتي يُظهرها على إعلامه بين الحين والأخر لرفع المعنويات، والحديث عنه عن الشيء المسمى "النمر" وأمثاله. 

التعليقات (4)

    المخضرم

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    عقبال حسن نصر الله لدي سؤال طالما ان سمير القنطار مكث سجينا في إسرائيل ثلاثون عاما وأطلقت سراحه بعد ذلك لماذا اغتالت الان ؟ وكان بأماكن إسرائيل قاله خلال فترة سجنه دعوه التفكير

    مروان سرور

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    تقلون في الاخبا ر وبعض التعليقات لقد فقد بشار شرعيته لانه يقتل شعبه الصواب ان تقو لوا يقتل ويقصف الشعب السوري الحر لاننا لسنا شعبه فهو لايستحق ان يكون مواطنا سوريا وهذا كثير عليه

    25888

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    انهم ربائب الصهيونية وربائب اسرائيل اخي المخضرم تقول كان سجينا في اسرائيل او معتقلا فهل تتذكر شكله وقت خروجه وهلا قارنته مع المعتقلين في سجون الاسد .عندما خرج هذا الدعي من اسرائيل خرج وكانه قادم من منتجع او من رحلة ترفيهية لا ينالها كل واحد خرج الخنزير .جاء وكانه قادم من اجمل المنتجعات فهل حقا كان سجينا او معتقلا .اما معتقلينا فمن المعتقل الى القبور....تذكر شكله جيدا عندما جاء الى لبنان الى حضن العميل الثاني نصر الشيطان...

    Abdel Salam

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    هؤلاء ليسوا ب " الذئاب المتفلتة" , فالذئاب منهم براء...
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات