نجاح كاذب لاجتماع نيويورك.. والتحالفات الإقليمية تقرع طبول حرب شاملة!

 نجاح كاذب لاجتماع نيويورك.. والتحالفات الإقليمية تقرع طبول حرب شاملة!
الأرجح، أن يتم الإعلان عن نجاح اجتماع مجموعة “دعم سوريا” في نيويورك اليوم، واحاطته بهالة من التفاؤل الكاذب، خصوصاً مع إعلان الرئيس الروسي أمس، عن حدوث توافق بين موسكو وواشنطن، ًبشأن القرار المزمع تقديمه إلى مجلس الأمن، والذي وصفه بوتين بالمقبول عموماً

فيتو اقليمي!  

لكن بوتين، الذي تحدث أمس في اجتماعة السنوي الموسع، عن حلول وسط تُرضي جميع الأطراف، وربما لا تعجب "القيادة السورية"، جدد تأكيده على ثبات موقفه من رحيل بشار الأسد. ما يعني الفشل المُسبق للقرار الأممي المُرتقب، وعدم وجود قنوات لتصريفه "اقليمياً" على الأرض، خصوصاً مع وجود فيتو "سعودي تركي قطري" يرفض أي دور للأسد وزمرته سواء في مستقبل سوريا، أو خلال المرحلة الانتقالية، وهو ما توافقت عليه "المعارضات" السورية في مؤتمر الرياض، ولم يُعجب موسكو، ولاحتى واشنطن، إذ سارع وزير الخارجية جون كيري إلى إعلان تحفظه على نقطتين، دون أن يحددهما، وتتعلقان على الأغلب بمشاركة فصائل عسكرية منها "أحرار الشام"، واستبعاد "المُعارضات" التي صنعها نظام الأسد مُسبقاً، وعلى رأسها جماعة صالح مسلم الإرهابية المحسوبة على محور "موسكو، طهران، الأسد"، وهي تماماً النقاط التي أثارت حفيظة موسكو، ودفعتها إلى تصعيد قصفها الوحشي للمدنيين في سوريا، مع التركيز على ريفي دمشق وحلب.

تفريغ جنيف ونسف مؤتمر الرياض!

تلك التحفظات معطوفة على قائمة التنظيمات الإرهابية، والتي يتولى الأردن إعدادها، وتشمل 160 تنظيماً "إرهابياً"، ومن ضمنها، إضافة إلى النصرة وداعش طبعاً، "أحرار الشام ولواء التوحيد، ونور الدين الزنكي" وغيرهم من فصائل المعارضة المعتدلة، بحسب ما سربته قناة "روسيا اليوم"، تتطابق مع حسابات جماعة الأسد تماماً، ومع مساعي موسكو للالتفاف على نجاح الرياض، بجمع شمل المعارضة السورية، وتوحيد رؤيتها لسوريا مدنية ديمقراطية، وكذلك تفريغ جنيف1 من مضمونه، بتحويل هيئة الحكم الانتقالية بصلاحيات كاملة، إلى "حكومة وحدة وطنية" يقودها "الأسد" وتُعيد تأهيله.      

ما تريده موسكو، ويُناسب إدارة أوباما ضمناً، تُدركه الرياض وحلفاؤها، لذا أكد وزير الخارجية السعودي عادل جبير قبيل انعقاد مؤتمر الرياض، بأن المبادئ المتوقعة منه لن تكون ملزمة، بسبب غياب قوة داعمة لها، لكنها تهدف إلى توحيد رؤية المعارضة، وسحب أي ذريعة قد تستغلها بعض الدول لتشتيت مواقف المعارضة

الجبير،تجنب تسمية الدول. بيد أن الحذر الدبلوماسي خان الوزير كيري، حين تسرع بإعلان تحفظه ليكشف عن اصطفاف إدارته الحقيقي إلى جانب موسكو، التي تُدرك سلفاً حقيقة الموقف الأمريكي وتستند بمواقفها عليه أساساً.

أسرار الموقف الأمريكي!

هذا التناغم بالمواقف، بدأ منذ "صفقة" تسليم الأسد للترسانة الكيماوية بالشهر التاسع 2013 ، ولحساب "إسرائيل" التي تُنسق مع موسكو حالياً، بغرفة عسكرية مُشتركة، من مطار حميميم بجبلة، و تُراقب بشغف استمرار تدمير سوريا، دون أن تتكلف أثماناً عسكرية أو سياسية، أوحتى أخلاقية

      ما بدأ لحساب "إسرائيل"، تواصل لحساب طموح أوباما الشخصي، على الطريق لانجاز "اتفاقه" النووي مع طهران، ومن أهم تفاهماته غير المُعلنة، امتناع واشنطن عن اسقاط بشار الأسد، بل قطع الطريق أمام أي محاولة جدية لحلفائها لانجاز المهمة، وهو ما كشفته "أورينت نت" مُبكراً نقلاً عن مصادرها الخاصة، ليترجمه أوباما لاحقاً، في تصريح لقناة العربية، منتصف الشهر الخامس، من العام الجاري ، باستبعاده حل "النزاع السوري" قبل انتهاء ولايته مطلع 2017 لم يتردد الرئيس الأمريكي ، بتحويل المأساة السورية ، إلى أداة وظيفية، تخدم استراتيجيته بالانكفاء عن المنطقة، والتنصل من التزامات بلاده بحماية أمن دول الخليج العربي، وفق مبدأ ايزنهاور، وهذا ما اعتبرته طهران، فرصة لا تتكرر لملئ الفراغ، على غرار ما حصل في العراق، وتحقيق مشروعها  التوسعي ومرتكزه دمشق، على حساب دول الاقليم، ومنها تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي ، الذي تقوده الولايات المتحدة.   

تحالفات عسكرية شرسة، وحروب نفط وعاز!

بدورها، التقطت موسكو الفرصة ذاتها، في لحظة اتخاذ السعودية قرارها الاستراتيجي، بالمواجهة ،المباشرة مع أدوات إيران في اليمن وسوريا، دفاعاً عن وجودها،ووجود الخليج العربي برمته، وبالتحالف مع تركيا، المُهددة قومياً بانشاء كانتون كردي انفصالي، داخل خاصرتها الحدودية الجنوبية، وبدعم عسكري أمريكي مباشر، لجماعة صالح مسلم الإرهابية، ومؤخراً “لقوات سوريا الديمقراطية” الرديفة لتلك الجماعة،وبغض نظر سياسي، بل وبتواطؤ مع التدخل العسكري الروسي المُباغت في سوريا، وإحدى أولوياته منع إقامة منطقة آمنة للمعارضة، خالية من داعش، بغطاء عسكري تركي، وعلى امتداد نحو 100 كم، من جرابلس إلى عفرين واعزاز، وبعمق 45 كم، على أن تكون مدعومة سياسياً من واشنطن، كما يُفترض.

خارطة التحالفات الجديدة، التي رسمتها الطموحات الإيرانية، على خلفية الانكفاء الأمريكي،عززتها حرب اقتصادية كبرى على النفط والغاز "اعترف بها بوتين أمس بشكل موارب"، ومع الاكتشافات الواعدة لكميات هائلة من الغاز، في حوض المتوسط، اصبحت الاصطفافات أكثر شراسة ووضوحاً، بين تحالف "قطري سعودي تركي" في مواجهة آخر "روسي إيراني عراقي أسدي"، ولكل منهما أدواته وتجلياته، منها الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر أول أمس، وكذلك الإعلان عن التحالف الإسلامي، لمواجهة داعش والقاعدة وغيرها، من مختلف التنظيمات الإرهابية، والذي يضم 34 دولة، بقيادة السعودية، ومقره الرياض، رداً على غرفة انشأتها موسكو في بغداد تحت ذريعة محاربة "الإرهاب"، ومحاولتها مع طهران تصويره على انه  "إرهاب سني حصري" يواجهانه في العالم ، استناداً إلى خلفية "أرثوذكسية شيعية" مدعاة، حرصت السعودية على دحضها، عبر مستشار وزير دفاعها العميد الركن أحمد عسيري، حيث وصف جميع الميليشيات التي تدعمها إيران في سوريا واليمن والعراق ولبنان  بالإرهابية، فيما لم يستبعد وزير الخارجية السعودي، إرسال قوات على الأرض، ضمن خطط التحالف الجديد، الذي لن يكون له جيش واحد.

هذا التحالف، رغم اللغط والتفسيرات المُختلفة لبعض أعضائه حول أهدافه، لن يكون خارج حسابات سعي التحالف "السعودي التركي القطري" لاسقاط بشار الأسد عسكرياً، ما لم يرحل سياسياً، وفقاً لتأكيدات الوزير عادل الجبير المتكررة، ولترجيح السيناتور الأمريكي جون ماكين، الذي أكد أمس بأن أعضاء التحالف الإسلامي حريصون على اسقاط الأسد، بالقدر نفسه من التصميم على محاربة تنظيم الدولة، باعتباره خطراً أكبر من التنظيم.       

المفارقة، أن التنظيم، هو آخر هم الجميع، وأولهم بوتين المنشغل بكيل الوعيد، وبتهديد أردوغان، وتحديه بأن يُرسل طائراته إلى الأجواء السورية، في حين يواصل أوباما ممارسة "التقية السياسية"، والتظاهر  بمراجعة سياساته في المنطقة ، والتي مهدت عملياً لهجمات باريس الإرهابية، تلاها هجوم كاليفورنيا، وما أثاره من جدل عنصري، يسحب البساط الانتخابي من تحت أقدام الديمقراطيين.

        

طبول الحرب!

لا شك أن هجمات داعش في باريس عشية فيينا2، فرضت الانتقال إلى نيويورك، لكنه لا يتعدى، أكثر من حفل علاقات عامة، يرقص فيها اللاعبون على طبول حرب، وبأجواء من التحالفات والاحساس بالظلم، شبيهة بتلك التي سادت قبيل اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، مع صعود النزعات الدينية والمذهبية بدلاً من النزعات القومية، ورغم ذلك لا يزال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يتمتع بروح الدعابة، حين يُبشر بفرض مجلس الأمن وقفاً لاطلاق النار في  جميع أنحاء سوريا، بينما الصواريخ العابرة للقارات، تطل برؤوسها على عموم المنطقة، بل العالم، مالم يردعها حل  سياسي، يُخرج بشار الأسد من المشهد، تمهيداً لإخراج داعش، لكنه حل لم تنضج ظروفه الإقليمية والدولية، على ما يبدو.

التعليقات (7)

    بشار عبدو

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    كلام واقعي ولا كن تحالف الإسلامي انا متأخر ونتمنى أن يحقق اهدافه

    سوري حر

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    والله كل الكتاب والصحافه لا تفهم معنا الحياة التي تعيش فيه هذه الشعوب هل انتم اغبياء ايها الصحفيين ام ماذاهل تعلمو انا امريكا تدعم الاهبل ام ماذا هل تعلمو انا امريكا هي التي تحافظ على الاهبل وهي تريد تطيل امده والله عار على كل واحد لا يفهم انا الشياطين لا تريد الخير لهذا الشعب

    مصطفى

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    تقسيم العراق الى ثلاث وسوريا الى ثلاث الحرب اولى للقطبين عندالعرب

    ابو هادي الخطيب

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    أوضح المقال التشابكات حول سوريا واغفل مطلب الشعب السوري الذي يقاتل لتحرير بلده من استعمار إيران وروسيا والذي لايزال يرفض أي حل إلا رحيل الاسد ومحاسبته مع أركان نظامه وإقامة حكومة شرعية تحكم بدستور يوضع وفق شريعة الإسلام ويستبعد كل من تعاون مع الاسد وشارك بقتل الشعب السوري

    سيهزم الجمع ويولن الدبر

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    ظهرجليا مدى كراهية أبوحسين أوباما لأهل السنة وتعلقه بأجداده الصفوين

    التخطيط روسي والتطبيق امريكي والهدف صهيوني

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    يا حبايبنا بشار كان يخاطب العالم انه يمكنه زعزعة العالم وكان الجميع يتسائل مثلما كان الجميع يتسائل عن صلابة ابيه المقبور لعنة الله عليه وعلى اسلافه ... والحقيقة بشار وابيه ليسا سوى فراشين للسوفيت والروس في اجندتهم على المنطقة لاسيما وحربهم على الاسلام والعمق الاسلامي بدءا من الدول المحيطة الى العمق التركي والسعودي القطري وليست ايران سوى سوى دعم روسي لضرب الاسلام من الداخل وباسم الاسلام : ولهذا كان التشييع وطبعا هناك مارقون كثر وخونة كثيرون لكن بالاجمال امريكا وروسيا تلعبان ويتقاسمان الادوار

    حقيقة

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات