مؤتمر الرياض ينهي أعماله.. رحيل الأسد ووحدة سوريا

اشترط المجتمعون في الرياض رحيل بشار الأسد وأركان نظامه مع بداية تطبيق فترة الحكم الانتقالي، وتوافق المجتمعون على نقاط عدة أهمها وحدة سوريا والتفريق بين الدولة والنظام، حيث سيتم الحفاظ على مؤسسات الدولة وحل مؤسسات النظام التي شاركت في ممارساته.

لغة مرنة

انتهى مساء اليوم "مؤتمر الرياض" الذي تم برعاية السعودية، لمعظم القوى والتجمعات السياسية والعسكرية بصالحها وطالحها والتي أفرزتها الثورة السورية، وتمكن المجتمعون من الخروج ببيان موحد، يمكن له أن يشكل خطوة أولى على طريق تشكيل خطاب سياسي موحد، وعودة التفاعل بين الفصائل الثورية والتجمعات السياسية، التي ما زال السوريون يعانون من حجم التباين والخلاف بينهما.

واتفق المجتمعون على تشكيل وفد مشترك للمشاركة في المؤتمرات والمفاوضات التي بشر بها مؤتمر فيينا، وجاء الوفد مؤلفاً من 32 شخصية استطاعت فصائل الثوار أن تنال فيه نسبة الثلث (10 ممثلين) بينما تقاسم الائتلاف والهيئة بالإضافة للمستقلين باقي المقاعد.  

بالعودة للبيان الختامي فهو يقدم رؤيته لسوريا المستقبل ضمن خطوط عامة ترضي جميع الأطياف وصيغ البيان بلغة مرنة في بعض النواحي وجازمة في بعضها الآخر، لا سيما التشديد على رفض أي دور للنظام ورجالاته في مستقبل سوريا، حيث شدد البيان على " التمسك بوحدة الأراضي السورية، ومدنيتها، وسيادتها على كافة الأراضي السورية على أساس مبدأ اللامركزية الإدارية، على أن يكون نظام الحكم تعددي، يمثل كافة أطياف الشعب السوري، من دون تمييز أو إقصاء على أساس ديني، أو طائفي، أو عرقي، ويرتكز على مبادئ احترام حقوق الإنسان والشفافية والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون على الجميع، وعلى رفض وجود المقاتلين الأجانب في أراضيها."

فصائل وازنة

كان لخبر انسحاب وعودة حركة أحرار الشام (الحركة لم تؤكد عودتها ببيان رسمي بعد) صدى واسع بين السوريين، حيث كان واضحاً في بيان الحركة أنها تتحفظ على حجم الدور الممنوح لهيئة التنسيق، حيث كان لوجود الفصائل الثورية الوازنة دور هام في إكساب مؤتمر الرياض أهميته، وقطع سلسلة المؤتمرات الهزيلة التي اعتاد الائتلاف الوطني وغيره على عقدها، فوجود هذه الفصائل زاد من ثقة السوريين بالمؤتمر كما أنه سحب من يد روسيا وإيران حججهم التي يلجأون إليها في المحافل الدولية عن كون "المعارضة مشرذمة ومتفرقة وغير قادرة على الحلول مكان النظام الحالي" .

وعبّر البيان الهام الذي نشرته حركة "أحرار الشام الإسلامية" قبيل انطلاق المؤتمر والذي حددت من خلاله رؤيتها وثوابتها، عن انسجام الحركة مع الثورة السورية "إسقاط نظام الأسد بكافة رموزه وإخراج الاحتلال الروسي الإيراني من سوريا، تفكيك الأجهزة القمعية عسكرية وأمنية، الحفاظ على وحدة سوريا ورفض المحاصصة، الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب السوري وثوابته الدينية"

بدورها شددت فصائل الجيش الحر على أنه "لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، ووحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم، ومبدأ أن سوريا لجميع السوريين دون استثناء."

خطوة ضرورية

يعتبر مؤتمر الرياض خطوة ضرورية لانطلاق سلسلة من الاجتماعات الدولية، حيث من المتوقع عقد اجتماع تشاوري بين روسيا وأمريكا والأمم المتحدة يوم غد في جنيف، ويتلوه في 17 كانون الأول الجاري عقد اجتماع وزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك يعقبه اجتماع لمجلس الأمن في اليوم التالي، وبحسب تقارير اعلامية قرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعوة وزراء خارجية "أصدقاء سورية" إلى لقاء في باريس الإثنين المقبل استعداداً لمحادثات نيويورك، وسيقدم المبعوث الدولي "ستيفان دي ميستورا" تقريره حول مدى استعداده للمضي قدماً في عقد "جنيف-٣" إلى وزراء "المجموعة الدولية" في نيويورك مع سعي واشنطن لإصدار قرار دولي في اليوم التالي، يتضمن "خلاصة الاجتماع الوزاري وإمكان ضم نتائج فيينا-٢، التي تتضمن برنامجاً زمنياً للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية تبدأ بتشكيل الحكومة ثم إقرار دستور جديد، وانتهاء بإجراء انتخابات بعد ١٨ شهراً"، وأوضح المسؤول أن القرار "لن يكون تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".