"انتصار الدولة" واي دولة..

"انتصار الدولة" واي دولة..
ادرتُ  شاشة التلفاز بينما كنت جالساً اتناول الفطور، فاذا بالقنوات تبثّ الحدث الجلل الذي يحدث في لبنان. للوهلة الاولى، ينتاب الناظر للمشهد نوع من الارتياح وتفاءول، فالحدث هو عودة العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى تنظيم جبهة النصرة، ولكن... وياليتها من ولكن، سرعان ما لفت نظري على المقلب الآخر من الشاشة المقسومةِ قسمين، مشهد ترحيل الاسرى لدى "الدولة" اللبنانية. كان عِداد الاسرى لدى "الدولة" اللبنانية ١٣ اسير بينهم ٥نساء بالاضافة لاربع اطفال! بينما كان عِداد المحتجزين لدى جبهةالنصرة ١٦ كلهم عسكريين. لفتني ايضاً انّ جلّ الاسرى لدى"الدولة" ليس عليهم حكم بل هم اسرى امّا لمجرد كونهم من عرسال او لمصادفة وجودهم في عرسال كاءيهاب الحلّاق مثلاً الذي كل ذنبه انه مبعوث عوث اللاجءين الاسلامية في عرسال، او ان الاسير كان زوجاً سابقاً لعنصر "ارهابي" ولا تسقط صلة القربى الفترة الزمنية الطولية للطلاق كحالة "سجى الدليمي" طليقة "ابو بكر البغدادي" زعيم داعش منذ ٦ سنوات، بمعنى انها طليقته قبل بدء الثورة السورية، بل وقبل تاسيس داعش اصلاً.

ثمّ انتهى المشهد باستقبال السياسيين اللبنانيين للعسكريين المحرّرين في السراي الحكومي ب"طنّة ورنّة".

ووقف احدهم يتبجّح ب"الانتصار لدولة القانون". تباً لك ولمن معك في هذه المهزلة، بدل ان تتركوا اهالي العسكريين يستقبلوا اولادهم وان يفرحوا بهم هم على طريقتهم دون ان تملءوا شاشات التلفاز بعاركم، الا تستحون! عن اي دولةٍ واي قانون تتحدثون؟ عن دولة المافيات والمليشيات وقطّاع الطّرق، وعن القانون الذي يخّول لكم قطع الطرقات و اختطاف النساء والاطفال وابتزاز ذويهم والمقايضة بهم! الاٰنكم يُقال عنكم دولة فيسمّى قطع الطرقات ب"حاجز طيّار" ويصبح الخطف "اسراً" والمقايضة "مفاوضات". سحقاً لكم لقد مرغتم كرامتنا وهيبتنا في التراب. اتقايضون النساء والاطفال بالعسكريين! اهذا افضل ما لديكم! الا تستحون ان تبادلوا عسكرييكم بتامين الدواء والغذاء واعادة تاهيل المستشفى لبلدة عرسال "اللبنانية" ! والله المشهد يوم امس يُظهر جبهة النصرة بمظهر الدولة الحقّة المسوءولة عن تامين حاجيّات اهلها والحريصة على عرضها فتبادل نساءها المختطفات بعسكريين، كما يُظهر المشهد عينه عيصابة "الدولة" اللبنانية التي تبتز مواطنيها باكلهم ودواءهم وعرضهم مقابل عسكرييها!

ولكن، لما التعجب وقد تتلمذت هذه "الدولة" على يدا النظام الهالك في دمشق و عصابة حزب ايران وهما المتخصصان في مثل تلك المقايضات، فالاولى ماانفكت تحاصر المدن والاحياء كالغوطة ومخيم اليرموك وحي الوعر في حمص وغيرها وتمنع عنها الدواء والغذاء وكل سبل الحياة وتعاملها معاملة الاعداء مجرّد كونهم قالوا لا لهذا النظام الهالك، والثاني متخصص باختطاف اهل البقاع ومقايضتهم بالمال. ولاعجب ان ترى هذه العصابة "الدولة" تتعامل مع التنظيمات التي هي تعتبرها ارهابية في استرجاع اسراها بينما يوجد لديها ٦٢٨ سجيناً سياسياً لازالوا في سجون حليفها القابع في دمشق ولا تتجرّاء على طلب فتح هذا الملف، فكلٌ يتعامل مع من هو في مستواه، فما مستوى هذه العصابة "الدولة" الّا كمستوى ذاك التنظيم مع فارق انّ ذاك التنيظم لديه من الشرف والنخوة ماليس لدى هذه العصابة "الدولة".

الخزي والعار عليكم، فانتم لا تستحقون ان تكونوا لا عرباً ولا لبنانيين ولا انتم تمتّون للاسلام بصلة.

بقلم حسام الادلبي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات