شباب دمشق بين موتين

شباب دمشق بين موتين
 

بدأ النظام السوري منذ أسابيع حملة شرسة، و غير مسبوقة لسحب الشبان السوريين إلى الاحتياط ، وسوق المكلفين إلى الخدمة الإلزامية، وذلك بتكثيف دورياته وحواجزه الثابتة والطيارة، واعتماد أساليب جديدة عبر نصب الكمائن والمداهمات والحواجز المباغتة، مما أرخى بظلاله القاسية على حركة من تبقى من الشباب السوريين في منطقة نفوذ النظام، وخاصة في دمشق، وبات الشباب القاطنين في العاصمة أسرى الخوف من الحركة، والتزم الكثيرون منهم بيوتهم، أو بيوتا آمنة بالنسبة لهم، إن توفر لهم ذلك.

 الحملة المسعورة باتت هاجس السوريين الذين يصارعون كل قسوة الحياة من اجل البقاء، وبات الحديث عنها شكلا إضافيا من أشكال وجع القلوب وغصة العيون، كما بات منظر اقتياد الشباب وسوقهم ، أو تجميعهم للسوق منظرا يصدم عيون المارة يوميا وينشر مزيدا من الأسى على جو المدينة الخانق، ويجعل خيار الشباب واحدا بين موتين، فإما اختناقا وحصارا، أو موتا مؤكدا على جبهات النظام.

 وفي هذا السياق يقول الشاب احمد 35 عاما: تركت عملي الكائن في سوق سوق الخضرة ،والتزمت الجلوس في البيت، فأنا لا أضمن رجوعي إلى البيت إن خرجت منه.

 ويتابع أحمد ويقول: كان هذا السلوك مألوفا ومتبعا من قبل النظام طيلة السنوات الماضية لكن الجديد هذه المرة شدة الحملة واتساعها، واتساع قوائم الاحتياط فيها لتشمل مواليد 1973 ،أعتقد أنه النفير العام حتى لو لم يسموه كذلك .

 

وذكر مازن الموظف في القطاع العام بأن الحملة  لم تتوقف على الكمائن والحواجز في الطرقات بل اتسعت لتشمل القطاع العام من الموظفين  ضمن وظائفهم ، كما شملت القطاع الخاص والمحال التجارية والأسواق الشعبية، والكراجات العامة التي تتم مداهمتها ، واصطياد الشباب منها بطريقة تشبه الخطف تحت تهديد السلاح، ولم تسلم الجوامع منها ، وخصوصا بعد صلاة الجمعة.

 ويذكر ناشطون أن من يتم القبض عليه يخضع لدورة  قتالية سريعة في الدريج لا تتجاوز الاسبوعين، ليزج بعدها في الخطوط الأمامية من القتال، ويعلم الشباب أن من يساق منهم ، يساق إلى مصير أسود، وبالفعل فقد علقت نعوات البعض منهم، بعد أقل من شهر على اقتياده.  

 وفي ذات الوقت الذي حاول النظام فيه امتصاص الغضب الشعبي موحيا بأن الحملة هي إجراء روتيني عبر صفحات المؤيدين، وذلك  من خلال وضعهم لمدة التأجيل المسموح بها للطلاب الجامعيين، ظهرت الماكينة الدينية المرتبطة به كرأس حربة إعلامية،  ودعت إلى تشجيع الانخراط في جيش النظام، والاستجابة للحملة كما ورد على لسان الشيخ مأمون رحمة خطيب الجامع الاموي في خطبة الجمعة " تريدون كهرباء وخدمات بدون أن ترسلوا أبناءكم للقتال؟"

 من جهتها أصدرت فصائل المعارضة بيانات تدعو الشباب إلى عدم الالتحاق بجيش النظام والفرار الى المناطق المحررة ليتجنبوا هذا المصير كما ورد في بيان لألوية سيف الشام القيادة العامة الذي يقول: "وقد توجب على الشباب القاطنين في مناطق سيطرة النظام في دمشق  اختيار الطريق الصحيح  والتوجه إلى المناطق المحررة  بأي وسيلة ممكنة لحمايتهم  من أن يكونوا دروعا بشرية يحمون مرتزقة الميليشيات الأجنبية بمواجهة الثوار".

كما أعلن البيان في خطوة تشجيعية منه أن الالتحاق بصفوف الثوار أمر مفتوح لمن يرغب.

 على إيقاع  هذا الرعب والتوجس يتحرك الشبان السوريون  لقضاء حوائجهم بالحد الأدنى، في ظل هذه الحملة المسعورة، خائفين من  لحظة حظ عاثر توقعهم في براثن أجهزة النظام التي تعمل على إيصال رسائلها الواضحة لمن يعلق أبصاره على كوة في جدار الحل السياسي الذي يطبخ في فيينا.

التعليقات (3)

    ابراهيم

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    على اساس المناطق المحررة احسن يعني من تحت الدلف لتحت المزراب الله يعين

    محمود

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    والله الي رضي الزل تحت عباءت النظام في الاول لازم يتحمل بلاخر

    جورج حنا عساف

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    ما هو السبب الذي كان ولا يزال لامعا .لايمكن معالجته.نعم واحد حامل كبريته والشمس طالعه يبحث عن الفهمان.ومن المعروف ان اسرائيل لم تأخذ اللاجئين السورين باتفاق بين نتاهو وخال رئيس النظام السوري راميبموجب رشوى مسبقه.عندما طلب أعضاء الكنيسيت العرب طلبابلم شمل الفلسطنيين المقيمين بسوريا ممن تبقى على قيد الحياة.بالإنضمام الى المجتمع في الأرض المحتله. الدليل .ان اصحاب المساكن في مدينة العائدين باللاذقيه منذ عام2010 انذاربمغادرة منازلهم .لسبب هو انه سيقام فندق مشروع سياحي وما هو النفع العام.وحتما
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات