صحيفة "ذا صن" تتلاعب باستطلاع رأي وتطعن بمسلمي بريطانيا

صحيفة "ذا صن" تتلاعب باستطلاع رأي وتطعن بمسلمي بريطانيا
نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، في عددها الصادر، الاثنين 23 تشرين الثاني، استطلاع بعنوان "واحد من أصل خمسة مسلمين بريطانيين لديهم تعاطف مع الجهاديين"، واستخدمت صورة الجهادي "جون" للغلاف وهو يحمل سكيناً، للدلالة على أن "الجهاديين" المقصودين هم تنظيم "داعش".

شكل المقال صدمة للبريطانيين والمؤسسات البحثية، إذ جاءت ردود فعل كثيرة على ما نشرته الصحيفة حيث أن النسبة المذكورة في المقال (20%) عالية جداً وتخالف معظم استطلاعات الرأي التي تم القيام بها، وسرعان ما بدأت حقيقة الاستطلاع "المزعوم" بالظهور.

هل لديك تعاطف مع الجهاديين؟

تضمن الاستبيان، كما نشرته صحيفة "ذا صن"، أجابات محددة على سؤال "هل لديك تعاطف مع الجهاديين الذين يغادرون بريطانيا للمحاربة في سوريا؟"، وكانت الخيارات: عندي "الكثير، بعض، لا" تعاطف.

ولكن أحد الموظفين من الذين اتصلوا بالبريطانيين لجمع أجوبتهم على أسئلة الاستبيان، كشف لقناة "فايس" الأمريكية، التي أخفت اسمه ولقبته بـ"المجهول Anonymous"، أن جميع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، أدانوا الهجمات "الإرهابية" التي تنفذ باسم الإسلام.

لم يتم ذكر كلمة "جهاديين"

وبين أن السؤال الرئيسي الذي تم توجيهه للمسلمين البريطانيين يختلف عن ذلك الذي نشرته صحيفة "ذا صن"، حيث لم يتم ذكر كلمة "جهاديين" عند سؤال المشاركين، ولا في أي لحظة بعدها، وكان نص السؤال هو"ما مدى التعاطف مع المقاتلين المهاجرين إلى سوريا" دون أي تحديد للجهة أو المجموعة التي سيقاتلون بها.

ويضيف أن غالبية الإجابات كانت، "لا"، ليس لدي تعاطف مع المسلمين الشباب الذين يغادرون بريطانيا لينضموا للقتال في سوريا، في حين لم يعبر أي شخص عن تعاطفه بشكل كبير. ومن جهة أخرى، السؤال في حد ذاته مخادع، فما المقصود بالتعاطف؟ هل هي شفقة؟ أم هي مشاعر فقط؟.

تشعر بـ"الأسف" عليهم

لم يعط أي شخص إجابة بأنه يملك القليل من التعاطف، إلا امرأة عبرت خلال المحادثة بأنها تشعر ببعض التعاطف مع مسلمي بريطانيا الشباب، لأنه تم غسيل دماغهم، وتشعر بالأسف عليهم. هكذا تم اعتبار إجابتها بأنها متعاطفة مع المقاتلين الذين ينضمون للقتال في سوريا.

ماذا عن العدوانيين والمتعصبين تجاه المسلمين؟

وباستعراض بقية الأسئلة المطروحة يظهر مدى زيف الاستطلاع، فالأسئلة المختزلة واحتكار الإجابات بسياق محدد كان المقصود به امكانية التلاعب بتفسير الإجابات.

وعلى سبيل المثال تم طرح السؤال التالي على المشاركين بالاستطلاع: هل تعتقد أن المسلمين البريطانيين يحاولون بشكل كاف الاندماج بالمجتمع؟

تراوحت الإجابات بين نعم يحاولون بشكل كاف، أو لا بشكل غير كاف بالإضافة للعديد من الصياغات، وبنفس الوقت ظهرت الكثير من الاستفسارات حول المقصود من السؤال: ماذا تعني؟ ماذا عن العدوانيين تجاه المسلمين البريطانيين والمتعصبين؟ هل لديك سؤال عنهم؟

بيان صحيفة "ذا صن"

ورداً على الانتقادات التي لاقتها الصحيفة، وفي محاولة منها لإخلاء مسؤوليتها، والتركيز على كلمة "الاستبيان" والابتعاد عن اسم صحيفتها، نشرت صحيفة "ذا صن" يوم الثلاثاء الماضي 24 تشرين الثاني، بيان جاء فيه:

"إن صياغة سؤال (هل تتعاطف مع المسلمين الشباب الذين يغادرون بريطانيا للانضمام لمقاتلي سوريا) لم يتم اختياره من قبل الصحيفة، ولكن اختاره المسؤولون عن الاستطلاع، كما تم فعله مع الأعمال السابقة، إن كانوا مسلمين أم غير مسلمين، لإجراء مقارنة مناسبة وذات معنى في المستقبل.

لكن يوجد فرق بين العمل الذي تقدمه الصحيفة وكيف يختار عملاءنا تقديم أعمالهم. الاستطلاع لا يدعم أو يؤيد النتائج التي ظهرت. كما لم يتم مناقشة نص المقال الذي نشر أو الموافقة عليها أو على العنوان..."

أعذار باهتة

تحاول الصحيفة الاختباء خلف الأعذار الباهتة التي ساقتها في بيانها، فهي من غير بنص السؤال على صفحاتها، ووضعت صورة "الجهادي جون" بقصد واضح الدلالة، وأخفت إجابات وأظهرت أخرى بشكل متعمد.

كما أن الاستطلاعات من هذا النوع التي تستهدف شريحة معينة من الناس بناءاً على قوميتهم أو دينهم تكون، عادة، حذرة وواضحة في شكل السؤال الذي تطرحه، حتى لا يتم تفسير عملها على انه طقس آخر من الأفكار العنصرية والطائفية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات