معارك ريف حلب الجنوبي .. حرب الميليشيات الإيرانية المصيرية

معارك ريف حلب الجنوبي .. حرب الميليشيات الإيرانية المصيرية
نشرت صحيفة ( middie east eye) البريطانية، تقريراً مفصلاً عن المليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام على الأراضي السورية، من أقصى الجنوب في درعا وصولاً إلى الشمال السوري.

ميليشيات الشيعية بقيادة إيرانية

ووفق الصحيفة فإن أكثر من 30 فصيلاً عسكرياً يحمل صبغة طائفية من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية، في مقدمتها (إيران، لبنان، العراق) قد انخرطوا مؤخراً وبشكل علني ضمن المعركة الحاسمة المشتعلة في ريف حلب الجنوبي، والتي تهدف للوصول إلى معسكري كفريا والفوعة، المحاصرين من قبل جيش الفتح بريف ادلب الشرقي.

معركة ريف حلب الجنوبي، التي انطلقت أواخر أيلول الماضي، شهدت اشتباكات عنيفة وتقاسم سيطرة بين الفصائل العسكرية ومليشيا قوات النظام التي يقودها بشكل مباشر "قاسم سليماني" القائد في الحرس الثوري الإيراني.

 وعلى الرغم من حجم الخسائر التي منيت بها قوات النظام من عتاد عسكري فاق الستين آلية، بالإضافة إلى عشرات القتلى من عناصرها ، إلا أنها تقدمت وسيطرت على "تلة العيس" الإستراتيجية المطلة على طريق دمشق الدولي، منهية بذلك أولى مراحل المعركة. 

معركة وجودية

القيادي في الجبهة الشامية (حسن مخيبر) يتحدث عن معارك الريف الجنوبي، ويشرح الخطة العسكرية التي تعتمد عليها قوات النظام في الوصول إلى معسكري "كفريا والفوعة" في ريف ادلب، فيقول: اعتمدت قوات النظام في معاركها الأخيرة على استراتيجية الأرض المحروقة، عبر التغطية الجوية المكثفة من قبل المقاتلات الحربية الروسية، والقصف المدفعي الغير منقطع من المدافع والآليات المتمركزة أعلى قمة جبل عزان، وهو الأمر الذي مكنها من التقدم والسيطرة على مناطق عدة في الريف الجنوبي.

ويتابع مخيبر: من الطبيعي تقدم قوات النظام إلى هذه المناطق، نظراً للحشود الضخمة الموجودة في مطار النيرب العسكري والبلدات القريبة من خطوط الإشتباك، والتي تضم المئات من عناصر المليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية، دون التطرق إلى المليشيات اللبنانية التي أصبح دورها ثانوياً حالها كحال قوات الأسد، ومن خلال اعترافات الأسرى العراقيين واللبنانيين، نجد بأن معركة ريف حلب الجنوبي له أبعاد سياسية ومعنوية بالنسبة لقوات النظام ومن يقاتل معه، أكثر مما هي عسكرية، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في مختلف المناطق السورية.

المعارك الأخيرة في ريف حلب الجنوبي، كشفت عن ولادة مليشيا جديدة مدربة على يد الحرس الثوري الإيراني، وهي مليشيا حزب الله العراقي التي يفوق تعدادها الألفي مقاتل حسب المعلومات المتوفرة، ويقتصر تواجدها على منطقة جبل عزان، لتركز مشاركتها على تقديم الغطاء النيراني والقصف بصواريخ جديدة لم تستخدم من قبل، ويقول بعض العسكريين إن مصدرها جيش كوريا الشمالية، وتبلغ قوتها التدميرية ضعفي الصاروخ البالستي الذي تستخدمه مليشيا حزب الله اللبناني في حلب (صاروخ فيل).

الحرب الإعلامية

وعلى الرغم من تحقيق قوات النظام تقدماً ملحوظاً في ريف حلب الشرقي الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة وتوج بفك الحصار عن مطار كويرس، إلا أن الوكالات الإخبارية الإيرانية واللبنانية المقربة من النظام، كان تركز اهتمامها على معارك منطقة عزان، واصفة إياها بالمصيرية.

وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" نشرت قبل أسابيع مجموعة صور توضح المناطق التي تقدمت إليها المليشيات الشيعية التي تقودها شخصيات إيرانية. ووفق الصور كانت بلدة الحاضر قد سقطت بيد هذه الميليشيات،  وكذلك منطقة الإيكاردا وطريق دمشق الدولي، الأمر الذي يعزيه بعض الناشطين إلى أهمية المعركة بالنسبة للنظام الإيراني، والخطة التي وضعت من أجل فك الحصار عن "كفريا والفوعة" بريف ادلب الشرقي، خاصة بعد الهدنة التي تم الإتفاق عليها بين جيش الفتح وإيران، والتي تنص على خروج العائلات من المناطق الشيعية في ادلب، مقابل خروج أبناء مدينة الزبداني المحاصرة، والتي وصفها الجمهور المؤيد للنظام بالكارثة العسكرية، وفق قول الناشط الإعلامي (يمان الخطيب).

ويضيف الخطيب: من خلال زيارتي لنقاط تمركز الثوار في ريف حلب الجنوبي، لم تغب أسراب الطائرات الروسية عن سماء المنطقة، مستهدفة كل شيء حتى الأراضي الزراعية الفارغة من المنازل، كما أننا لم نشاهد "قاسم سليماني" في مطار كويرس على الرغم من أهمية المعركة هناك، على غرار حضوره بين مقاتلي حركة "النجباء العراقية" في بلدة الحاضر، الأمر الذي يفسر كمية الضخ الإعلامي لهذه المنطقة التي يتخوف النظام وأعوانه من الفشل في معركتها التي تهدف الوصول إلى ريف ادلب.

معركة ريف حلب الجنوبي، تخطت حرب السيطرة على قرى هذه المنطقة، وبات واضحاً أن هدف الميليشيات الشيعية التي جندت كل هذه الأعداد، هو الوصول من خلالها إلى بلدتي "كفريا والفوعا" بريف إدلب الشرقي، واللتين تسكنهما غالبية من الشيعة ساندت قوات النظام عسكرياً في قمع المظاهرات السلمية، ومن ثم في العمليات العسكرية ضد المناطق الثائرة في ريف إدلب، ما جعل فصائل المعارضة تفرض حصاراً عليهما. 

التعليقات (2)

    عبدالرحمن

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    لا بد من حغر اخاديد حول كفريا والفوعة. ...وملأها بالمازوت. .واشعالها بالنار. ...لتكون هاتين القريتين. ..اثرا بعد عين.....العين بالعين ...والسن بالسن.........

    أبو أحمد

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    سيهزم الجمع ويولون الدبر بانتظار سماع نبأ الدعس على قاسم سليماني أرجو أن يتم ذلك قريبا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات