10 حقائق يخشى الغرب قولها حول "الإرهاب"

10 حقائق يخشى الغرب قولها حول "الإرهاب"
تعرض الصحفية روزا بروكس في مقالها على صفحات مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية تحت عنوان "التهديد يأتي من الداخل..و9 حقائق أخرى لا يرغب الكثيرون بسماعها" ما تسميه 10 حقائق يتم تجاهلها كلما كان هناك هجوماً "إرهابياً" في العالم الغربي، وتبين الكاتبة خطأ الاستراتيجيات المتبعة في العالم الغربي لمواجهة العمليات "الإرهابية".

بعد هجمات باريس جاءت مواقف السياسيين كالمعتاد وتنافسوا لاطلاق توصيفات تعبر عن صدمتهم وقلقهم، حيث وصفه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بالهجوم "المشين والمروع" ورؤساء اليابان وبريطانيا واليابان "بالصدمة" وقال الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" بأنه "رهيب وجبان" و "نارندرا مودي" رئيس وزراء الهند وصفه بأنه "همجي" وقال "بان كي مون" بانه هجوم "دنيء".

جميع الصفات كانت صحيحة لكنها لم تكن "صادمة"، أن يقوم (إرهابيون بمهاجمة هدف غربي) هو أمر مألوف وسيتكرر في العقود المقبلة إن لم نتوقف عن النظر للإرهاب بأنه صادم ومنحرف، واعترفنا بأنها مشكلة مستمرة ويجب السيطرة عليها بدلاً من هزمها.

السياسيون لا يحبذون قول هذا ولكننا لسنا سياسيين، لذلك فلنستعرض 10 حقائق مؤلمة:

1. الحدود قابلة للاختراق

الولايات المتحدة لديها أكثر من 95,000 ميل من السواحل، واليونان لديها 6000 جزيرة، إضافة إلى بعض الأميال (10,000) من الساحل، ويمكن لأي شخص مصمم على العبور، أو يائس، أن يعبر إليها. لا يوجد أي جدار طويل بما فيه الكفاية أو مرتفع بما يكفي لردع الناس من العبور، كما أنه لا يوجد حراس يستطيعون أن يرصدوا كل شبر من الساحل أو الحدود.

2. التهديد هو في الداخل

الهجمات الإرهابية التي حدثت في لندن عام 2005 نفذها مواطنون بريطانيون، وهجمات "ماراثون بوسطن" قام بها مواطن أمريكي مقيم دائم في الولايات المتحدة، ومن الواضح أن هجمات باريس نفذها مواطنون فرنسيون. كل بلد على وجه الأرض لديه شباب غاضبين وحاقدين على مجتمعاتهم، والانترنت يوفر لهم العديد من الأيديولوجيات لتبرير غضبهم.

وبالتالي فإن إضافة المزيد من الحراس على الحدود أو منع اللاجئين من الهروب من الحرب والبؤس، الذي كان أعضاء الكونغرس حريصين عليه، لن يساعد عندما يكون التهديد موجود بالداخل بالأصل.

3. المزيد من المراقبة لن تتخلص من الإرهاب .. أيضاً

بحسب تسريبات "إدوارد سنودن" عام 2013، فإن الولايات المتحدة تراقب الكوكب بأسره، ونصف الحكومات في أوروبا تتبع النهج نفسه.

المشكلة أنه بجمع المزيد من البيانات من خلال صور الأقمار الصناعية، ولقطات الطائرات بدون طيار، ورسائل البريد الالكتروني والمكالمات الهاتفية ستزيد من صعوبة فصل الإشارة الحقيقة عن كافة الضوضاء الأخرى (الإشارات الكاذبة).

وكالة الأمن القومي الأمريكي تعترض مليارات الاتصالات باليوم، وفقاً لتحقيقات صحيفة "واشنطن بوست"، وعلى الرغم من البرامج المتطورة للكشف عن النشاط "المشبوه" وتحليلها، فإن الكثير من الوقت يضيع على النشاطات الخادعة.

4. هزيمة الدولة الإسلامية لن توقف الإرهاب

الدولة الإسلامية ليست حتى المجموعة الأكثر إرهاباً في يومنا هذا، فحركة "البوكو حرام" في نيجيريا تفوز باللقب. وبغض النظر، قبل تنظيم الدولة كان هناك القاعدة التي جلبت تفجيرات 11/9 وتفجيرات مدريد ولندن، وقبلها كان حزب الله و"حماس"، وقبل "حماس" كان هناك جماعة أبو نضال وهكذا.

يمكن أن تكون الدولة الإسلامية هي الجاذب الأكبر للشباب الغاضب حول العالم، ولكن حتى وإن تم القضاء على آخر عنصر فيها، فإن الشرق الأوسط سيظل متأججاً، كما حال الضواحي في باريس.

المشكلة ليست بالإسلام، فالمتطرفون اليمينيون في الولايات المتحدة يقتلون أكثر من الجهاديين، كالهجوم الذي نفذه الإرهابي اليميني المتطرف "بهرنغ بريفيك" عام 2011 في النرويج أسفر عن مقتل 77 شخص.

منذ عام 2006، أكثر من نصف الهجمات الإرهابية في الغرب نفذها أشخاص ليسوا مسلمين بل المتطرفين اليمينيين والانفصاليين المعروفين بـ"الذئب الوحيد"، وحتى البوذيين قاموا بهجمات مسلحة على قرية "يان ذي" في 2012.

5. لا يزال الإرهاب يشكل خطراً ضئيلاً من الناحية الإحصائية

وفقاً لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2015، فإن ضحايا الإرهاب في الدول الغربية كانوا 2.6 % بين عامي 2000 و 2014.

واحتمالية وفاة المواطن الأمريكي بصاعقة هو أقل من احتمالية وفاته على يد إرهابي. أما العنف المسلح في الولايات المتحدة، فهو قضية لن نناقشها فهي محسومة.

بشكل عام، فإن الذين يعيشون في الغرب وبعيدين عن مناطق الصراع – بغض النظر عن العنف المسلح في الولايات المتحدة- هم أقل عرضة للوفاة بسبب الإرهاب، فيمكن للمواطنين الغربيين أن يعيشوا بسلام واسترخاء.

6. لكن لا تسترخي كثيراً، لأنه على الأغلب الأشياء ستسوء قبل أن تتحسن

من المنظور التاريخي، السلام والأمن النسبي الذي يتمتع به العالم الغربي هو شاذ، حتى في عام 1850، فإن متوسط العمر المتوقع عند الولادة كان 40 سنة في معظم دول أوروبا. واليوم، إنها فوق 80 سنة. تاريخ الغرب كان عنيفاً بقدر واقع الشرق الأوسط الحديث، وتخللها فترات من السلام النسبي.

 لكن لا تعتمد على هذه الفترة من السلام الغربي النسبي، ففي يوم من الأيام جميع الاضطرابات السياسية والعرقية والدينية التي تجتاح الشرق الأوسط ستنتهي. ولكن سنرى في العقود المقبلة ارتفاعاً في الصراع العنيف، وأوروبا لن تكون بمنأى عن ذلك.

أزمة اللاجئين السوريين أعطت أوروبا فرصة لرؤية ما سيحدث إن هرب أعداد كبيرة من منطقة واحدة وحاولوا البدء في دولة جديدة. فتخيل ما سيحدث بعد عقود إن تغير المناخ ونقص الوقود والموارد وبدأت حملة جديدة لسكان المنطقة للبحث عن حياة أفضل. كما توقع أحد الطلاب بأن أجزاء من الشرق الأوسط ستصبح ساخنة جداً للسكن البشري بحلول نهاية القرن. فماذا بعد؟

7. في الوقت ذاته، يمكن للإجراءات الغربية سيئة التخطيط أن تجعل الأمور أسوء

في أعقاب هجمات باريس، أراد الغرب السعيد والمحظوظ بأن يدحر مئات الآلاف من العائلات المسلمة الباحئة عن مأوى وسلام، بمجرد أن جزءاً صغيراً منهم قد يكونون مسلحين، وهذه أفضل هدية لزيادة عمليات التجنيد في الحركات المتشددة.

 وينطبق نفس الشيء على تصعيد العمل العسكري ضد الدولة الإسلامية، فإذا أرسلنا عدد كبير من القوات البرية لسوريا والعراق للرد على هجمات باريس، فهذا سيجعلنا هدف كبير وواضح لهم، وهناك احتمال كبير أن نقصف أناس لم نكن نريد أو ننوي قصفهم وهذا لن يساعدنا على تكوين صداقات جديدة.

وإن استطعنا قصف الدولة الإسلامية، يمكن أن نكون ساعدنا بذلك المتطرفين الآخرين في سوريا أو نكون ساعدنا الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد، والذي بدوره وبمساعدة من حكام المنطقة "المتوحشين" الذين كان لهم دور في إلهام و تقوية الدولة الإسلامية، فماذا نتوقع أن يحدث في سوريا، نتخلص من الأسد أم الدولة الإسلامية؟ العراق تذكرنا بأن الطبيعة لا تحب الفراغ.

القوة العسكرية يمكن أن تمنع أو ترد على الهجمات الإرهابية، ولكن عندما لانعرف من نستهدف ولا نفهم الديناميات الإقليمية، يفضل أن يكون لنا دور صغير.

8. الإرهاب هو مشكلة يتعين إدارتها

نحن لا نستطيع الفوز بحرب ضد الإرهاب أو الإرهابيين أكثر مما نستطيع كسب حرب على الجريمة أو المخدرات أو الفقر، وعلى الرغم من أننا لا نستطيع القضاء على خطر الإرهاب، يمكننا اعتماد سياسة حكيمة وتمويل المنظمات الإسلامية المعتدلة التي تقدم بديلاً عن الإسلام المتطرف، وزيادة وعي المجتمعات بالقانون و تقديم التنبيه عن أي نشاط مشبوه، وتحفيز الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون لضمان منع أي تجاوزات.

يمكننا إيجاد طرق لجعل الهجمات الإرهابية أصعب لتنفيذ النجاح، وجعل الهجمات الناجحة مجزية بشكل أقل لأولئك الذين ينفذونها.

9. وللقيام بذلك، علينا تجاوز المواقف السياسية التي تصنف معظم المناقشات العامة حول مكافحة الإرهاب، والتحدث بصراحة حول تكاليف ومنافع المناهج المختلفة

يمكننا مضاعفة حرس الحدود والقنابل والشرطة وعناصر وكالة الأمن القومي على مشكلة الإرهاب، ويمكن أن تؤدي هذه الأمور لانخفاض المخاطر على المدى القصير، ولكن هذه الأساليب لها تكاليف مالية و بشرية وسياسية، هذا إن نفذت بشكل صحيح، وإما إن كانت خاطئة فيمكن أن تسبب برد فعل عنيف.

إن استطعنا تقليل خطر الهجمات الإرهابية بنسبة 85%، فهذا يعني أن نجعل الولايات المتحدة وفرنسا دول بوليسية، ولكن فضلنا المخاطر على المدى القصير عن التخلي عن القيم التي تجعل بلداننا ما هي عليه.

10. نحتاج لوقف مكافأة الإرهاب

يمكننا تغيير حساب الاحتمالات للهجمات الإرهابية عن طريق تخفيض مكافأتهم، فهجمات باريس حققت نجاحاً باهراً بالنسبة للدولة الإسلامية، فعلى أثرها كانت هناك رد فعل مضاد ضد اللاجئين الذي يساعد الدولة الإسلامية لتجنيد أعداد أكثر، وتوقفت السياحة حتى في أمريكا، حيث الخوف أدى لإلغاء الرحلات المدرسية إلى واشنطن، وأغلقت البورصات.

كلما زاد الغرب بالحديث حول تكثيف القنابل و حرس الحدود الشرطة، كلما زادت سعادة الدولة الإسلامية.

خطوات جدية

إن أرخص وأسهل وسيلة للحد من الإرهاب هو التوقف عن المبالغة في ردة الفعل، صحيح أن 129 شخصاً قتلوا في هجمات باريس، ولكن في كل عام يقتل 16000 شخص في أمريكا بسبب جرائم القتل (العادية)، و 30،000 يموتون بسبب السقوط العرضي، و 34،000 يموت في حوادث السيارات، و 39،000 يموت بسبب التسمم العرضي.

علينا أن نتخذ خطوات جدية لمنع المزيد من الوفيات التي تحدث ومعاقبة المسؤولين عن إلحاق الضرر عمداً، ولكننا بحاجة للتوقف عن النظر للإرهاب بأنه فريد من نوعه، كلما كنا أكثر ذعراً وبالغنا في ردة فعلنا، كلما جلبنا المزيد من الإرهاب إلينا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات