كيف انعكست هجمات باريس على اللاجئين السوريين؟

كيف انعكست هجمات باريس على اللاجئين السوريين؟
اندلعت النيران بمخيم للاجئين في فرنسا، بعد ساعات من هجمات باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً، بالتزامن مع تصاعد الدعوات في أوساط بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية وبعض السياسيين الأمريكيين لإعادة النظر في سياسة الهجرة وإيقاف تدفق المهاجرين واللاجئين من مناطق الشرق الأوسط.

وأفادت وسائل إعلام فرنسية أن النيران اشتعلت بمخيم اللاجئين يضم سوريين ، بعد هجمات باريس ، وذلك في غابات "كاليه" الفرنسية، ما أسفر عن وقوع إصابات واختناقات، حيث رجحت وسائل الإعلام أن يكون الحريق متعمداً بدوافع انتقامية.

و أكدت مصادر رسمية فرنسية أن "الحريق اندلع الساعة 11 مساءً، في مخيم يقطنه نحو 6.000 لاجئ، أغلبهم من سوريا وبلدان أخرى شرق أوسطية وأفريقية، وتم إخلاء المخيم ونقل اللاجئين إلى مركز أشرام ومراكز إيواء أخرى مخصصة للنساء، حتى يتم الانتهاء من إخماد الحريق، وأنه سيتم تزويد لاجئي كاليه بحماية رجال الشرطة".

ولم تحدد السلطات الفرنسية بعد السبب الرئيسي للحريق، لكن وسائل الإعلام تشير إلى أنه "كان متعمداً وجاء انتقاماً للهجمات الانتحارية ".

و تتخوف أوساط حقوقية من أن تشهد مختلف المدن الأوروبية حالات مماثلة، وسط وسط تصاعد الدعوات في أوساط بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية وبعض السياسيين الأمريكيين لإعادة النظر في سياسة الهجرة.

تصريحات متطرفة لليمين الفرنسي

وفي السياق، طالبت زعيمة الجبهة القومية اليمنية الفرنسية "ماريان لوبان" بأن تستعيد باريس السيطرة على حدودها بشكل نهائي من الاتحاد الأوروبي، وأن "تقضي على التطرف الإسلامي".

وقال لوبان في كلمة متلفزة يجب على فرنسا تجريم المنظمات الإسلامية وإغلاق المساجد المتطرفة وإبعاد الأجانب الذين يروجون للكراهية والمهاجرين غير الشرعيين وتجريد الإسلاميين مزدوجي الجنسية من جنسيتهم الفرنسية وترحيلهم".

دعوات لمنع السوريين من دخول أمريكا

في الولايات المتحدة، دعا اثنان من المتقدمين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة إلى أن تعيد إدارة الرئيس باراك أوباما في خططها لجلب آلاف اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال السناتور "تيد كرو"ز في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن "فكرة الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون بجلب عشرات الآلاف من اللاجئين المسلمين إلى أمريكا، ليست سوى جنون".

وكان البيت الأبيض الأمريكي أعلن في سبتمبر/أيلول زيادة عديد اللاجئين السوريين الذين ستقبلهم الولايات المتحدة خلال السنة المالية 2016 إلى 10 آلاف لاجئ، وكانت الولايات المتحدة قبلت 2000 لاجئ فقط في العام الماضي.

وقال حاكم ولاية أركنساس "مايك هاكابي" إنه ينبغي توفير ملاذ آمن للاجئين السوريين ولكن ليس بالضرورة أن يكون في الولايات المتحدة.

وأضاف "هاكابي" متحدثاً لمحطة سي أن أن " نحتاج الى عملية أفضل، وليس مجرد فتح الأبواب كما يفعلون في أوروبا".

بولندا تتنصل من تعهداتها تجاه اللاجئين

من جهته قال الوزير المكلف بالشؤون الأوروبية في بولندا "كونراد تشيمانسكي" إن وارسو لا يمكنها قبول لاجئين على وفق نظام (كوتا) الاتحاد الأوروبي، بعد موجة هجمات الجمعة في باريس.

وأضاف إن حكومته المقبلة لا توافق على التزام الحكومة السابقة بقبول حصة من اللاجئين الذين يعاد توطينهم في الاتحاد الأوروبي.

مطالبات بإغلاق الحدود 

وفي هولندا، دعا الزعيم اليمني المتطرف المعادي للإسلام، "خيرت فيلدرز" الحكومة الهولندية إلى إغلاق الحدود فوراً، متهما السلطات بتجاهل الصلة بين الإرهاب والهجرة.

وأعلن رئيس الوزراء الهولندي ،مارك روته، من حزب الشعب الليبرالي المصنف في يمين الوسط، تشديد التفتيش والتدقيق على الحدود الهولندية، قائلا إن الهولنديين "في حرب" أيضاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفاً "لسنا في حرب مع دولة أو معتقد أو مع الإسلام".

وفي إيطاليا، ادعى زعيم رابطة الوطنيين الشماليين، "ماتيو سيلفاني" وجود تطرف ديني للمهاجرين وأطفالهم بوصفه خطراً أمنياً، داعياً إلى إغلاق الحدود الأوروبية.

تحذيرات من تسلل مسلحين "داعش" وسط موجات المهاجرين

بدوره، حذر رئيس الوزراء السلوفاكي "روبرت فيتسو"، المنتمي إلى القوميين من يسار الوسط والمعارض لكوتا اللاجئين الأوروبية، من إمكانية تسلل مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية وسط موجات المهاجرين التي تصل أوروبا.

وقال للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي في بلاده "نحن نعمل مع نسختين للهجوم : تطرف السكان المسلمين في فرنسا كرد انتقامي على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، واختراق تنظيم الدولة الإسلامية لموجات الهجرة الحالية".

ويعد "فيكو" واحداً من مجموعة من قادة حكومات دول وسط أوروبا، بينهم رئيس الوزراء الهنغاري القومي "فيكتور أوربان"، الذين يتهمون المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بتشجيع تدفق المهاجرين عبر فتح أبواب ألمانيا أمام المهاجرين السوريين.

وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قال إن "إرهابيي الدولة الإسلامية أعلنوا الحرب ضد فرنسا...وقد نظموها وخططوا لها من خارج فرنسا بمساعدة أشخاص في الداخل".

وقد أدت الهجمات المتزامنة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، إلى مقتل نحو 130 شخصا وجرح 300 آخرين، إصابات 80 منهم حرجة، حسب المستشفيات الفرنسية.

وتعهد الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولوند" أمس السبت برد "قاس"، واصفاً الهجمات التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنها بأنها عمل من أعمال الحرب ضد فرنسا.

في المقابل قال تنظيم الدولة الإسلامية في إعلانه المسؤولية عن الهجمات "إنها جاءت رداَ على حملة فرنسا ضد مقاتليه".

وبث التنظيم تسجيلاً مصوراً لا يحمل تاريخاً قال فيه " إن فرنسا لن تنعم بالهدوء ما دامت تشارك في الغارات التي تقودها الولايات المتحدة ضدهم".

التعليقات (1)

    مغترب

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    هناك جهة واحدة مستفيدة من حصول رد الفعل الأوروبي والغربي ضد اللاجئين والسوريين حصرا هي نظام الإجرام في سوريا مع حلفائه القتلة من روس وعراقيين ولبنانيين حاقدين. لماذا تنحصر الكراهية ضد السوريين فقط وهم الذين هجروا من ديارهم؟ هناك من الشبيحة من لجأ إلى أوروبا وعلى الحكومات الأروبية التحقق من هؤلاء وأن يعلموا أنهم مثل داعش في الإجرام. ثم إن سكوت الدول الأوروبية عن حل المشكلة السورية جلب المشكلة لأراضيهم فليتحملوا إذاً.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات