رحيل (بطريرك العرب) يعيد طرح مواقفه ويفتح سجل ذكرياته

رحيل (بطريرك العرب) يعيد طرح مواقفه ويفتح سجل ذكرياته
تحول خبر رحيل البطريرك إغناطويس هزيم الرابع... إلى ملف مفتوح، بدت فيه شخصية البطريرك التسعيني إشكالية في علاقتها مع الثورة ومع نظام الأسد، ومع من قرأوا خبر نعيه أيضاً.

الرحيل دفع لإخراج ذكريات وأحاديث يكشف عنها لأول مرة، وخصوصاً أن البطريرك آثر الصمت... ومنها ما كشفه الكاتب البارز ميشيل كيلو في مقال أخير له، حيث روى:

(كنت أتحدث وكان يستمع، وحين كنت أتوقف كان يدلي بتعليقات ذكية ودقيقة، من دون أن يناقشني في ما كنت أقول. في النهاية، قال لي وهو يودعني: الحزب الواحد موت أكيد والقائد الواحد كارثة مقيمة. ثم أردف: يبدو انك لم تسمع بما جرى معي قبل أيام، فقد جاء شخص إليّ وقال: يريد المعلم أن يراك، سألته من هو المعلم، فأجاب بلغة استنكارية: هو رئيس فرع الأمن السياسي. قلت: يا بني، أنا رئيس الكنيسة ولا أقبل أن أرى غير رئيس الدولة. قل لمعلمك إنني لن أراه إلا وأصفاده في يدي. توقف عن الكلام قبل أن يقول بصوت هامس: كان الله في عون الشعب)!

الاب باولو طالب من القاهر على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي ( فيس بوك ) بعدم دفن البطريرك بدمشق واصفا إياه بأنه ( لم يكن يوما أداة بيد النظام الأسدي ) قائلا : (كان غبطته الراعي الشريف المحافظ على مواقف حيادية والشاهد على القيم الإنسانية والحضارية لبلدنا ومشرقنا العربي برمته إلا أنه استطاعت السلطة الطاغية أن تستغله وتسخره لأهدافها المعادية للديمقراطية بسبب ظروف شيخوخته وبواسطة رجال الدين والعلمانيين المواليين للديكتاتور والمتآمرين معه ).

كما طلب الأب باولو: ( إصدار قرار مسكوني يوضع حد لمدة خدمة البطاركة في عمر الثمانيين وهذا للحفاظ على كرامتهم وكرامة الجماعة المسيحية وعدم فتح المجال للمستفيدين والمسخرين للتدخل في الشؤون الكنسية الداخلية ولأجل عدم الخضوع للضغوطات السياسية التي تحاول دائماً أن تستغل ضعف المؤسسات لرعاية مصالحها ).

وأنهى الأب بالو تعزيته بالبطريرك هزيم متمنيا أن لايدفن بدمشق قائلأ : (إن الظروف المأساوية الراهنة تقترح لا بل تفرض أن لا تتم مراسيم دفن جثمان غبطته المرحوم في دمشق لأن هذا الحدث سوف يستخدم سياسياً من قبل النظام بطريقة تضع المسيحيين السوريين في حالة بغاية الحرج والضيق والتمزق بين المشاعر الكنسية ومشاعرهم بضرورة التخلص من هذا النظام ) مضيفأ : ( أنه من الممكن نقل جثمانه لاحقاً إلى دمشق في جو من الحرية لجميع المواطنين وحالة من تخلص كل الكنائس من وصاية هذا النظام القاتل والجلاد والمفرق بين الناس والذي يبدو وكأنه يريد أن يجر المسيحيين معه الى ما هو أشبه بالانتحار الجماعي).

وكان التقرير الذي نشرعلى ( أورينت نت ) يوم الجمعة الماضي بعنوان "البطريرك إغناطيوس الرابع يرحل غير خائف على مسيحيي الشرق! " والذي تحدث عن موقف البطريرك الراحل من الثورة السورية وعلاقته بنظام الأسد، قد أثار الكثير من الجدل وتصدر قائمة التقارير ( الأكثر تعليقا ) في الموقع لأيام عدة، لينتقل الجدل والحوار بين رواد الموقع لمناقشة الموقف المسيحي بشكل عام من الثورة السورية.

وقد وصف بعض روادّ ( اورينت نت ) التقرير بالمجامل لموقف البطريرك من الثورة والموقف المسيحي العام فعلق أحمد المسالمة (صراحة أنا أثق بالأورينت ثقة عمياء... لكن نعيكم له بهذه الطريقة ليس لائقا... فقد كان الأب اغناطيوس... موضوعا في قائمة العار... ولا يمكن تبييض صفحته ) فيما تمنى معلق أخر سامر حنا موقفا أقوى من البطريرك قبل وفاته قائلا : ( لقد كان كثير من مسيحيي دمشق يتمنون من البطريرك هزيم موقفأ مواليآ للثورة بطريقه أوضح من ذلك .... ولكن على الأقل هو يقول بما معناه ان المسيحيين والإسلام يعيشون في سوريا بسلام وإيخاء وتناغم منذ ١٥٠٠ سنه ..... أي ١٤٥٠ سنه قبل وصول العائلة المجرمة إلى الحكم وهذا الواقع لن يتغير ولا خوف على الوجود المسيحي في ظل أي حكم جديد قادم ... علماني ..إسلامي ..إخواني).

و تسائل بتعجب خبيث احد المعلقين بإسم " سوري و أفتخر" : ( لو مات البوطي هل كان سيقدم الموقع وفاته بنفس الطريقة وهل سيبحث له عن بعض الايجابيات ؟؟؟ مضيفا : ( نعم البطريرك يدرك انه لاخوف على مسيحي الشرق لانه عاش 91 عاما مع اكثرية لا تعرف الطائفية) .

و علق " سوري " : ( الأب اغناطيوس عبر حقيقة عن موقف مسيحيي سورية... قلوبهم كانت مع بشار و مع الظالم ..... ) ليأتي الرد من الدكتور سامي أكثر هدوءا بقوله : ( طولو بالكن شباب... الموقع يعمل بحرفية عالية... ولم يقل أن البطريرك كان مع الثورة... وأكثر من هيك حاططلكن شو قال عن بشار... بس كمان كانت له مواقف أحسن من غيره... وبالنهاية الموقع عم يواكب حدث رحيله... لأنهن بيحترموا القارئ... أنا شخصياً ضد هالتشنج وخصوصي أنو الرجل صار بذمة الله(

فيما وصف فراس الموقف قائلا : ( الثورات تقاس بالفعل الجمعي لا الفردي .... المسيحيون في سوريا فقدوا الكثير من تاريخهم المشرف و الوطني بإبتعادهم عن ثورة الشعب السوري و بعض الاسماء كجورج صبرا و ميشيل كيلو لا تشفع لسكوت الاغلبية و موقفها الرمادي على اقل تقدير ).

- مواد متعلقة:

- البطريرك إغناطيوس الرابع يرحل غير خائف على مسيحيي الشرق!

التعليقات (8)

    هايل هايل

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    درب يسد ما يرد وعقبال رمضان البوطي نسختك الاسلامية لعنة الله عليك وعليه وعلى روح حافظ الهالك

    أحمد المسالمة

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    ول... هذا صار مسلسل ما عاد تقرير عزاء ومواكبة خبر! بس ان طلع أو نزل... كان جبان ومتخاذل الله يستر عليه!

    شبل الأسد

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    آتعذبوا حالكن وتخترعوا قصص... البطرياك عطاكن عمره وهو ميدعي للسيد الرئيس بالنصر...

    فادي عيسى

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    االأمر الوحيد الذي كان يدعي له هو الخلاص من كل أعداء الدين والحق والإنسانية وعلى رأسسهم قاتل الأطفال المجرم بشار الأسد

    سلام سوري

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    الان هو في دار الاخرة بلا معارضة ولا مشابحة لكن السؤال الذي يحيرني فعلا : ماذا فعل المسلمون السوريون للطوائف الاخرى حتى يبدو تخوفهم من سقوط المجرمين واستلام الثوار الحكم , حقا بدأت ادرك انهم هم الطائفيون بامتياز لانهم لا يدعمون الثورة ولا يؤازيرونها فقط لانها خرجت من المساجد وقال ابنائها الله اكبر, والله اكبر على الظالمين والمتخاذلين وعلى ناكيري المعروف وحسن التعايش .......ويا حيف بس يا حيف

    he loves every one

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    he loved and helped every Syrian, he has vision for Syria to be for every Syrian ,,, and that the pure truth,,,, and no need for bad language actually orient TV must watch who commit on its pages , Syrian famous using good language

    د سامي

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    اورينت نت يتحدث بكل حيادية و دقة ....... لا يتخذ موقف بل يذكر ما يقال تماما بموضوعية.

    سوري و افتخر

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    هذا البطريرك من هؤلاء العرب ......
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات