حلب تنادي ... وين ولادي؟؟؟

حلب تنادي ... وين ولادي؟؟؟
فشل جبهات النظام المدعومة روسياً والتي فُتحت في ريف حماه وإدلب وحمص والساحل كانت لها خطة بديلة في جبهة ريف حلب الجنوبي والشرقي, وفي كل غرف العمليات دائماً ما تكون هناك خططاً عسكرية أساسية وخططاً بديلة أو ما يسمى الخطة (ب). 

عندما تقدم الدب الروسي ليكون حليفاً ومنقذاً لنظام (الأسد) وميليشياته المتهالكة, كان يدرك أن هناك وضعاً اقتصادياً متأزماً يعاني منه في الداخل الروسي, وكان يدرك أيضاً أن المعارضة الروسية لن تسانده وستجعل منه مركز رماحهم المصوبة عليه, وكان يعلم أيضاً أن طريقه للسواحل السورية لن تكون مفروشة بالورود وأنها قادمة على أنقاض فشل ثلاثي الأوجه ( حزب الله, إيران, ميليشيات الأسد), ومع ذلك أقدم على خطوته ومغامرته لسببين اثنين:

الأول: أن الوضع السياسي والعسكري في كلاً من شبه جزيرة القرم وأوكرايينا هو وضع متأزم ويجب إيجاد أوراق ضغط على المجتمع الدولي قد تغير من طريقة تعامله مع المعزول دولياً (بوتين).

الثاني: وهو الأهم, أن الرئيس (بوتين) يعتبر أن مؤامرة الرئيس (أوباما) تقضي بأن يكون مصير بشار الأسد كمصير القذافي ومن ثم يلحق بهم (بوتين) وهذا الأمر يؤرق تفكيره ويجعله يقامر حتى بمستقبله السياسي لمنع تلك (الخطة) كما يعتقد.

الأسابيع الستة الأولى للاحتلال الروسي حملت فشلاً ذريعاً في كل المعارك التي دعمتها الطائرات الروسية لحلفائها في جبهات القتال, هذا الفشل زاد من نقمة (بوتين) الذي ظن أنه ذاهب لمؤتمر (فيينا) وهو يحمل انتصارات تشفع له بفرض مبادرته السياسية التي تبقي (الأسد) وتنسف أكثر من أربع سنوات من عمر الثورة السورية, وإصرار (بوتين) على تحقيق انتصار, ظهر بانتقال القتال لجبهات حلب الجنوبية والشرقية, ولضرب عصفورين بحجر واحد, فهو سيحاول القول أن هدف حربه هي تنظيم (داعش) بدليل المعركة التي فتحها ضد التنظيم على أسوار مطار كويرس, وبنفس الوقت هو بأمس الحاجة كما (الأسد) لانتصار في معركة ذات قيمة عسكرية ومعنوية ليمحو بها صورة الخسارات المتتالية للأسد والتي تمت بوجود الداعم الروسي, ولن يكون هناك هدفاً أكبر من السيطرة على مطار كويرس ذي الأهمية العسكرية واللوجيستية لقوات النظام في مدينة حلب وريفها, ولتأمين الوصول إلى مطار (كويرس) كان لابد من تشكيل قاعدة إمداد وقاعدة انطلاق نحو الشمال تساند جبهته في السفيرة, يتم من خلالها التقدم نحو المطار شمالاً لفك الحصار المفروض عليه والذي دخل عامه الثالث, وبنفس الوقت التوجه غرباً نحو الطريق الدولي الذي يربط حلب بحماه وحمص وكذلك الاقتراب من خان طومان والزربة والطريق الواصل نحو إدلب لفك الحصار عن كفريا والفوعة, وبالتالي فصل جنوب حلب عن شمال إدلب مع ما يشكله هذا التطور من خطورة على ترابط جبهات الثوار.

الاختراق الذي أحدثه النظام بالتقدم وربط جبهة السفيرة مع جبهة جنوب حلب في منطقة الحاضر وتل العيس, يمكن أن يتمدد ويتوسع ليصل لمواقع قد تكون جداً خطيرة على مصير جبهات مدينة حلب إلا إذا كانت هناك تعزيزات وإمدادات وتحالفات تستفيد من سيطرتها على بعض النقاط الحاكمة والتي يمتلكها الثوار كرحبة الدبابات وقرية الوضيحي, لتنطلق منها بهجمات معاكسة تغير من حدود الواقع الحالي في ساحات المعارك. 

ثوار حلب بغرف عملياتهم المتعددة وبتنوع مرجعياتهم ورغم تشتت قيادتهم وبعدها عن التوحد على قلب رجل واحد, إلا أنها أيضاً وللأمانة تخوض عدة معارك بذات الوقت وعلى جبهات متعددة تجبرها على تبعثر جهودها, فمن جبهة حي الشيخ مقصود مع الانفصاليين الأكراد, إلى جبهة داعش في الشمال والشمال الشرقي في تل مالد وتل قارح وحربل في محيط مارع, إلى جبهات النظام وحلفائه شمالاً وجنوباً في باشكوي وسيفات وحول نبل والزهراء, بالإضافة إلى تأثير قصف الطيران الروسي الذي لا يكاد يغادر سمائها حتى يعود, وتأكيداً لوحدة كل الشعب السوري الثائر خرجت جماهير إدلب لنصرتهم ومؤازرتهم بمظاهرة تطالب جيش الفتح برص الصفوف ونجدة أخوانهم في حلب ... فلبوا النداء.

لا ننكر القول أن جبهات حلب أصبحت الآن تشكل ميزان القوى وبيضة قبان الثورة رغم أهمية بقية الجبهات وخصوصاً جبهتي حماه والساحل التي تنشط بها ميليشيات النظام وجهود الطائرات الروسية, وتلك الأهمية تفرز خطورة وتفرض التزامات على كافة الثوار والفصائل بأن يكونوا على قدر المسؤولية التي أناطها بهم الشعب السوري الحر وهم بالتأكيد أهل لتلك الثقة, وعلى الرغم من ثقل المسؤوليات والجبهات المفتوحة إلا أن خطورة ما يحصل في جنوب حلب يدفعنا للمناداة بإنقاذ الوضع هناك ولو كان على حساب بقية الجبهات, فتأثير ما يمكن أن يكتسبه النظام من السيطرة على الحاضر وتلة العيس والبرقوم ومدرسة تل حديا ووصوله للتأثير على طريق حلب-سراقب سيكون له عواقب جمة قد لا تستطيع الثورة وثوارها من تحمل تبعات خسارتها, خصوصاً إذا ما أعاد النظام ترتيب تموضع ميليشياته وقام بتجهيزها وتحصينها هندسياً في حال استقرت تلك المناطق تحت سيطرته.

حلب هي ربع سكان سوريا بثقلها البشري وعاصمتها التجارية بثقلها الاقتصادي.

حلب هي منبع البطولة والعطاء وما بخلت يوماً بدمائها في سبيل الثورة.

حلب الآن تنادي أبناءها الشرفاء ليذودوا عن حياضها لتبقى في عرين الثورة.

أهل حلب المهجرون والنازحون يستصرخون كل الشرفاء لتأمين عودتهم لبيوتهم وقراهم كي لا تدنسها أقدام الطغاة.

حلب تحتاج اليوم عونكم يا شرفاء الأمة وشرفاء سوريا .... ولا نظنكم تخيبون الرجاء.

التعليقات (3)

    قلبي يتقطع

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    رسالتي الى جميع الفصائل ان يتوجهو لتحرير حلب ومن ثما يعودو لجبهاتهم لان ترك جيوب خلفهم تعيق تقدمهم وبد مانحارب على جبهات عده ونخسر الشهداء كرمال تقدم بسيط نتوحد ونصبح قوه من الصعب كسرها وبالله عليكم انكنتم قد خرجتم من اجل الله فدعو الخلاف جانبا لان الخلاف لايرضي الله

    قلبي يتقطع

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    رسالتي الى جميع الفصائل ان يتوجهو لتحرير حلب ومن ثما يعودو لجبهاتهم لان ترك جيوب خلفهم تعيق تقدمهم وبد مانحارب على جبهات عده ونخسر الشهداء كرمال تقدم بسيط نتوحد ونصبح قوه من الصعب كسرها وبالله عليكم انكنتم قد خرجتم من اجل الله فدعو الخلاف جانبا لان الخلاف لايرضي الله

    البحر الأبيض المتوسط

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    انا بصراحة ماقريت المقاول بس حبيت اطلب من العميد احمد رحال انوا اشوفك بالجبهات وليس على صفحات مقالات وهاد طلب من اخ ومو القصد فيه الا الاستفادة من خبراتك عالارض بدل توزيعها بمقالات ولقاءات تلفزيونية
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات