هذه الجملة الأخيرة التي نطقها الشهيد" محمد قطيفان" قبل استشهاده بعدة أيام في تقرير أعدته قناة الجزيرة عن قصة حياته في الثورة، لما تحمله من تفاصيل تنمّ عن شجاعة باتت شبه نادرة في الوقت الذي يتدافع فيه السوريون هرباً من الحرب وطلباً للجوء والأمان.
من مؤسسي الجيش الحر بدرعا
لايوجد في درعا من لا يعرف الأخوين محمد وأحمد القطيفان، ولاسيما بطولاتهما في اقتحام الأربعاء الأسود عام 2012، حين حاصرت قوات النظام وشبيحته الحي الذي يقطن فيه الشقيقان، آنذاك قاما بعمل بطولي وذلك بتهريب عناصر من الجيش الحر الذي كان قيد التأسيس، وقاما بإنقاذ أرواح الكثيرين قبل أن ينضما إلى صفوف الجيش الحر حين اتخذ صفته الرسمية، حيث شاركا حينها بتحرير درعا البلد. ولمدة ثلاثة أعوام قارعا براميل الموت وقوات النظام وشبيحته.
استشهاد وهجرة
يقول مراسل الأورينت" محمد فالوجي" "في نهاية عام 2013 استشهد أحمد مما دفع بالعائلة إلى إجبار الشقيق محمد إلى الهجرة حفاظاً على حياته، ولاسيما بعد استشهاد صديقهم أيضاً " محمد أصفري" وهو مصور في قناة الجزيرة، وكحال معظم السوريين الذين سلكوا درب اللجوء لم تكن رحلته هينة بالمطلق، إذ اتجه الي الجزائر ومن ثم إلي تونس وبعدها إلى ليبيا، وعاني الكثير حتي وصل إلى السواحل الإيطالية، وحين بلغ بر الأمان في ألمانيا عاش لمدة عام وحصل على الإقامة لمدة 3 سنوات التي يسعى إليها معظم السوريين اليوم، إلا أنه لم يمضِ عاماً على وجوده في ألمانيا حتى قرر محمد أن يترك دراسته ويعود مع مجموعة من أصدقائه الي سوريا، ليلتحق مرة أخرى بصفوف الجيش الحر، وحين عاد إلى درعا البلد تزوج غير أنه استشهد بعد شهرين من عودته".
ما ضل حدا بالبلد
ولأن قصته تحمل في طياتها من البسالة والإقدام الكثير، في وقت تغطي فيه وسائل الإعلام محاولات السوريين في السعي إلى اللجوء والابتعاد عن الحرب، تم إعداد تقرير بعنوان" هذه قصتي" مع قناة "الجزيرة"، وكان ذلك قبل استشهاده بعدة أيام، أراد محمد من خلاله أن يرسل رسالة لكل السوريين بأن كل ملاجئ الأرض لا تمنحنا شعور الأمان والانتماء وبأن نار الوطن جنة، رسالة تعبر عن شخص يدرك حجم المسؤولية السورية اليوم، وبأن الأرض تحتاج لمن يحميها ويصونها.
لم يبخل محمد بمستقبله بل حتى بأمانه، الذي يشتهيه الكثير من السوريين اليوم، وقدم لسوريا دمه مرتاح الضمير.
التعليقات (7)