جاءت هذه الخطوة دفاعاً عن أهالي المناطق في دوما والغوطة، بهدف الحد من استهداف المدنيين والأبرياء الذين يتعرضون للقصف العشوائي المكثف، وبمختلف أنواع الأسلحة بدءاً من القصف بالبراميل المتفجرة الأسدية إلى القنابل العنقودية- المحرمة دولياً-التي يستخدمها حليفه الروسي.
وذكرت مواقع تابعة للغوطة الشرقية، أنه تم إلى اليوم نشر مئة قفص، يحتوي كل قفص على ما يقارب السبعة أشخاص من العلويين ومن المتوقع أن يصل عدد الأقفاص إلى الألف في الأيام القليلة القادمة أي ما يقارب السبعة آلاف علوي.
ويتوقع أهالي الغوطة أن تخفف هذه العملية من المجازر التي تتم بحقهم وحق أطفالهم، وقد عبر أحد المواطنين في الغوطة قائلا:" إن كانت طائراتكم ستحرق نساءنا وأطفالنا، فلتحرق نساءكم وأطفالكم معنا".
ونحن اليوم نتساءل إلى أي مدى سيؤثر هذا المشهد في شعور الأسد، وكيف سيستقبل مشهد أبناء طائفته في أقفاص، هل سيشعر بفداحة جرمه بعمليات القصف التي يستهدف فيها المدنيين والأبرياء وهل سيتحرك للدفاع عن البسطاء من أبناء ملته ويوقف جرائمه حفاظاً على حياتهم وولائهم له، أم أنه يعجز عن اتخاذ قرار فهوأيضاً أسير في القبضة الروسية القوية ويخشى أن تضغط الأصابع الروسية على عظامه فتفتتها.
قضية الأسرى العلويين في شوارع الغوطة ودوما، لن تكون من أوليات الأسد حسب تاريخه الحافل، وهذا ما يدركه العلويون تماما، فلم يقايض يوماً على ضباطه الأوفياء، بل تركهم تحت أيدي الثوار يتوسلون بالدموع ونداءات الاستغاثة دون جدوى وهذا ما شهدناه حقيقة على مواقع التواصل مسجلا بالصوت والصورة، في المقابل شهدنا لهفته للمقايضة على أسرى من إيران وحزب الله في مواقع متعددة.
مشاهد إنسانية قاسية نأسف لها وتحز في نفوسنا، نساء ورجال في أقفاص من الحديد، يتجرعون الذل والرعب وينتظرون الموت، ولكن لم تبقَ وسيلة دفاع عن النفس والأطفال والأعراض وإيقاف الانتهاكات إلا هذه، فأهل دوما والغوطة بشر وبينهم أطفال ونساء يذوقون أنواع التعذيب والقهر والحصار، وينتظرون الموت من كل مكان وقد ثاروا على الظلم والطغيان من أجل أن تتحقق العدالة الإنسانية والكرامة والحرية لأبناء سوريا جميعا، لكن العالم بأسره رفض حقه في الإنسانية وصمت أمام تحويل سوريا إلى حقل تجارب أسلحته المبتكرة ولم يجد موقفاً فعلياً يرفع عنه شيئاً من المعاناة، فما وجده كلمات تناصره لا تسمن ولا تغني من جوع ، واليوم بات خبر استشهاد مئة من الأطفال والنساء إثر قصف النظام لسوق شعبي أو بناء سكني، لا يستدعي أكثر من مروره في شريط إخباري لأقل من دقيقة.
صواريخ النظام التي تضرب المشافي ليقتل كل من فيها من جرحى ومصابين وأطفال خدج وأطباء وعاملين، ربما يستدعي ظهور متحدث إعلامي من إحدى الجمعيات الإنسانية على إحدى القنوات للإدانة فقط، دون أي رد فعل عملي من شأنه إيقاف هذا الوضع المشين بكل المقاييس.
البلاد هجرها أهلها، ومن بقي منهم صامداً يحق له الحياة، ولكن للأسف بات الثوار يستعملون أسلحة لا إنسانية ( الدروع البشرية) وهذه الدروع من أهلنا في سوريا، ربما ذنبهم الوحيد انتماؤهم إلى الطائفة العلوية، يعرضون اليوم داخل أقفاص في الأسواق الشعبية والمناطق غير الآمنة، بطريقة مذلة ومهينة. فهل يلتفت إليهم الأسد الذي يزعم حمايته لهم، ويوقف القصف على دوما والغوطة، أم سيتركهم يتمزقون بالصواريخ الروسية ويحترقون بالقنابل العنقودية المتطورة.
ونتساءل روسيا التي تهدف إلى حماية الأقليات كما تدعي كيف ستحمي حلفاءها الآن، نحن لا نظن أن هذا المشهد الذي يذل الأسد، سوف يؤثر في تعديل المخطط الروسي وملك الغابة الذي فرض شريعة الغاب في البلاد من أقصاها إلى أقصاها لم يبق على الكرسي إلا ظله. يظل التدخل الروسي والإيراني ويشرعه.
اليوم الإدعاء الروسي في اختبار المصداقية، هذه الدروع البشرية حليفته التي ناصرته وأيدته هل سينقذها من قبضة الثوار أم سيستمر في تدمير الحجر وحرق البشر.
نحن لا نتوقع استجابة من الظل لأنه لوكان الأسد حقيقة لا ظلاً لمات قهراً أوانتحر. فهل سينتحر الأسد؟
التعليقات (7)