"تجار المعابر" مع تركيا.. استغلال وإبتزاز ونصب

"تجار المعابر" مع تركيا.. استغلال وإبتزاز ونصب
بعد أن أغلقت الحكومة التركية حدودها رسمياً أمام تدفق اللاجئيين السوريين الفارين من الموت الذي يلاحقهم جراء القصف بكل أنواع الأسلحة من قبل نظام الأسد، والتي تضاعفت أعدادهم بعد العدوان الروسي، لم تقتصر معاناة اللاجئين فقط عند محاولتهم العبور إلى الداخل التركي، عبر المعابر غير الشرعية، حيث يخضع اللاجئون لعملية ابتزاز ممنهجة من قبل "تجار المعابر".

"أبو أحمد" أحد اللاجئيين السوريين من بلدة "كفر حلب" التابعة لريف حلب، قرر الفرار إلى تركيا مع أسرته المكونة من 7 أفراد جلهم دون العاشرة، بعد تدمير منزله إثر إلقاء طيران الأسد المروحي براميل متفجرة  فوقه، قال لـ "أورينت نت" إنه قرر اللجوء إلى تركيا عن طريق سائق سيارة أجرة يعمل على نقل السوريين من ريف حلب إلى الحدود التركية، والذي ضمن بدوره تأمين عبور "أبو أحمد" وأسرته  إلى داخل الداخل التركي، عبر "سماسرة تهريب البشر"  مقابل مبلغ 10 آلاف ليرة سورية عن كل شخص من أفراد أسرته.

يتابع "أبو أحمد" أنه تفاجأ عند وصوله إلى قرية "خربة الجوز" الحدودية، حين رأى مئات الأسر العالقة في القرية، بسبب انتشار قوات الجمارك التركية (الجندرما) على كامل الحدود، ومنعها دخول أي سوري تحت طائلة السجن والإعادة إلى الداخل السوري.

وأردف "أبو أحمد" قوله " إن السائق اتصل بالدلال "المهرب" لتأمين الوقت المناسب "ليلاً" لإدخاله هو وأسرته إلى الأراضي التركية، عبر طرق جبلية وعرة".

في تمام الساعة الثانية عشر منتصف الليلة، طلب "المهرب" من "أبو أحمد" المسير إلى الداخل التركي عبر فتحة في الشريط الحدودي، وما هي إلا بضع أمتار داخل الأراضي التركية، أوقفتهم دورية لـ"الجندرما" تحت تهديد السلاح، الأمر الذي دفع "المهرب" إلى الفرار، تاركاً "أبو أحمد" وأسرته، حيث اقتادتهم "الجندرما" إلى سجن مخفر قرية حدودية تركية تدعى "كوتشي"، وبعد سلسلة من الشتائم والاهانات، تم إيداعه هو وأسرته في السجن لمدة 24 ساعة،  إلى جانب حشد كبير من السوريين كانت "الجندرما" ألقت القبض عليهم خلال محاوتهم عبر الحدود من طرق جبلية أخرى .

وقدر "أبو أحمد" عدد المحتجزين معه بحوالي 1200 شخص بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، وفي اليوم الثاني تم استجوابهم وتوثيق بياناتهم، ومن ثم دفعتهم "الجندرما" إلى الجانب السوري.

 بعد محاولات عبثية تكللت بفشل "أبو أحمد" في العثور على "المهرب" الذي فر بميلغ 80 ألف سوري، اضطر إلى تكرار المحاولة مع دلال "مهرب" جديد بتكاليف جديدة.

تمكن "أبو أحمد" من العثور على "دلال جديد"، واتفق معه على ذات الأجرة السابقة عن كل شخص من أسرته، وبالفعل دخلت هو و أسرته الأراضي التركية، بعد منتصف الليلة الثانية، حيث تسلمه "دلال" تركي في قرية "كوتشي"، وليبدأ الفصل الجديد من المعاناة والتكاليف.

تمكن "الدلال" التركي من تأمين سيارة لنقلهم إلى مدينة أنطاكيا، وذلك مقابل أجور مرتفعة، لا يمكن لمواطن سوري لاجئ دفعها، حيث زعم "الدلال" التركي أن السيارة ستعبر طرق جبلية، بعيدةً عن حواجز الجيش والشرطة التركية، المنتشرة على معظم الطرق في المنطقة، وذلك مقابل  ثمانية آلاف ليرة سورية مقابل وقام ابو أجرة كل راكب من أسرته.

في النهاية، وبعد معاناة كبيرة وصل "أبو أحمد" وأسرته إلى مدينة انطاكيا، بعد أن استنفذت رحلة وصوله إلى تركيا كافة الأموال التي رصدها لهذه العملية، ليبدأ من جديد رحلة البحث عن عمل يستطيع من خلاله إيجاد مأوى لأسرته وإطعام أطفاله.

التعليقات (3)

    وليد العمري

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    يعطيكم العافية

    محمود عبد الله سهل الغاب قرية التوينة

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    بو أحمد في ؟؟؟ وما الفائدة من الكلام الفارغ ؟؟ نرجو من جبهة النصرة الموجودة بكثافة جانب خربة الجوز أن تنهي هذه المهزلة وان تأمن الطرقات للعائلات اللاجئة مجانا أو اذا لزم الأمر تعين عدد من المهربين واعطائهم راتب شهري وأي تاجر بشر يعبث مع احد اللاجئين او يحاول سلبهم أموالهم يحول للمحكمة مباااشرة

    ابو جابر

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    يا شباب ممكن حدا يكتبلنا اسم (كوتشي) بالتركي أو يقلنا اين تقع بالضبط ؟؟
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات