أطفال حي الوعر المحاصر هدف متعمد لقناصي النظام ..

أطفال حي الوعر المحاصر هدف متعمد  لقناصي النظام ..
أفاد ناشطون في حي الوعر الحمصي الذي يعج بالمدنيين (حوالي 150 ألفاً) من المهجرين من أحياء حمص المختلفة، بقيام قناصي النظام الذين يحيطون بالحي من جهاته الأربع في الآونة الأخيرة باستهداف أطفال المدارس بشكل عام والذكور منهم بشكل خاص في عملية القنص التي تتم عبر أسلحة القنص الحديثة والمتطورة، عبر استهداف كل الأجسام الحية أمامها، والتي اشتراها النظام من الصين في الاشهر الأولى من الثورة بحسب ما ذكرت مواقع الكترونية موالية للنظام . 

وبحسب الناشطين فإن أكثر ما يثير المخاوف خلال هذه الأيام  في عمليات القنص هذه هو تعمد قناصي الأسد استهداف الأعضاء التناسلية والأماكن الحساسة للأطفال الذكور. 

ويرى مراقبون أن عمليات الاستهداف الممنهجة التي يقوم بها القناصة التابعين للنظام تأتي استكمالاً لعملية الإبادة الطائفية الجماعية التي يقوم بها الأسد ضد المعارضين له.. وهو يستهدفهم هذه المرة - بحسب مايراه المراقبون - عبر القضاء على مستقبلهم الوجودي المتمثل بأطفالهم الذي يمثلون الغد والأمل المشرق لهم وللوطن بشكل عام.!

فيما يرى البعض في هذه السياسة الأسدية إجراماً مدبراً بحق أبناء المكون السني الأكبر في البلاد .. ويريد بفعلته هذه إيصال رسالة واضحة لهم مفادها أنه لا يستهدف قتلهم فحسب.. بل غايته هي استهداف أساس بقائهم أيضا عبر ( قطع نسلهم ) .

وكانت  مصادر خاصة ب " أورينت نت "من داخل حي الوعر الذي تحاصره قوات الأسد منذ أكثر من عام ونصف أكدت  أن عدداً ليس بالقليل من الأطفال الذي أصابهم قناصو الاسد يرقدون منذ أسابيع في المشافي الطبية الميدانية التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الفنية المؤهلة وقلة التجهيزات الطبية ونقص الأدوية.

وأكدت المصادر ذاتها أن أكثر من عشرين طفلاً من الذكور قد استشهدوا خلال الأشهر الست الماضية نتيجة إصابتهم بطلق ناري في في منطقة الخصيتين والمثانة . 

"أبو خالد "أحد الآباء المكلومين بفقدان فلذة كبدهم تحدث لـ" أورينت نت" بحرقة قائلاً :

خلال شهر نيسان من هذا العام كان ابني"ضياء" ابن العشر سنوات عائداً للبيت من مدرسته حينما استهدفه أحد قناصي أبراج الجزيرة الثامنة الخاضعة لسيطرة النظام والميليشات الشيعية، وتابع أبو خالد: تم اسعاف ابني إلى أحد المشافي الميدانية، حيث تبين إصابة منطقة العانة لديه بطلق ناري وحدوث تمزق للأوردة والأوعية الدموية الأمر الذي أدى إلى حدوث نزيف حاد لديه فارق على إثرها الحياة بعد ثلاث ساعات.

ولفت" أبو خالد" إلى أن جميع المناشدات التي أطلقها أهالي الوعر للعناصر الطائفية المتواجدة عند حاجز المزرعة(دوار مصفاة حمص) لم تفلح بإقناعهم لإسعاف الطفل إلى أحد مشافي حمص القريبة.

وكانت قوات الأسد قد استهدفت بصاروخ أطلق من مبنى(المخابرات الجوية) بتاريخ 18 / 11 / 2013 وبشكل متعمد مشفى(ابن الوليد) الكائن في الحي المذكور والمتخصص بطب الأطفال والولادة والنسائية، مما أسفر عن استشهاد عشرات الاطفال حينها.

ولعل آخر المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق أطفال الوعر كانت مجزرة مدينة الأطفال خلال أيام عيد الأضحى الفائت( 26 / 9 )الأمر الذي أدى إلى ارتقاء 30 شهيداً جلهم من الأطفال واصابة أكثر من مئة طفل بجروح مابين متوسطة وبالغة.

وعلى مبدأ المثل الشعبي القائل: "بيقتل القتيل وبيمشي بجنازته"  فقد أوعز رأس النظام بشار الأسد مؤخراً إلى مايسمى ب(مدير أوقاف حمص بزيارة الأطفال الجرحى الذين سمح النظام بنقل بعضهم إلى مشافي حمص لتلقي العلاج بعدما أحدثت المجزرة - بحسب مايرى مراقبون- استنكارا دولياً واسعاً كونها متعمدة لمنطقة( مدينة ملاهي) تكتظ بالأطفال.

وفي السياق ذاته ذكر أحد الأطباء المقيمين في الوعر أن النظام الذي يمنع دخول المواد الغذائية إلى الحي لم يسمح بدخول" حبة دواء واحدة" إلى الحي المذكور منذ خمسة أشهر.

يُذكر بأن هدنة لوقف إطلاق النار تمت في أواخر العام الماضي وقعها وجهاء الحي والفصائل الثورية مع النظام، إلا أن الأخير بخروقاته العسكرية المتكررة واستهدافه المدنيين في الحي بشكل متعمد حال دون تنفيذها بحسب ما ذكر ناشطون من داخل حي الوعر الذين يشيرون إلى أن النظام لم يلتزم مطلقاً بتنفيذ ما نصت عليه بنود الهدنة التي من المفترض أن تُفضي إلى تسوية مشابهة لما حدث في حمص القديمة في 9 أيار من العام المنصرم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات