ميليشيا تابعة لإيران تتبنى الهجوم على مخيم لـ"مجاهدي خلق" في بغداد

ميليشيا تابعة لإيران تتبنى الهجوم على مخيم لـ"مجاهدي خلق" في بغداد
تعرض مخيم "ليبرتي" القريب من مطار بغداد الدولي، والذي يتجمع فيه أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، مساء أمس الخميس للقصف بالصواريخ، مما أدى لمقتل أكثر من 23 شخصاً بينهم امرأة.

وقال بيان للجيش العراقي أن أكثر من 15 صاروخ سقط على المخيم بينما قالت أوساط المعارضة الإيرانية بأن عدد الصواريخ يقارب 80 صاروخاً "سقط أكثر من 80 صاروخا من مختلف الأنواع على ليبرتي حيث أوجدت حفرا بعمق مترين وقطر ثلاثة أمتار ونصف متر نتيجة هذه الاصابات وكانت شدة الانفجارات حدا نسفت العديد من الكرفانات وسقطت أو تحطمت الكثير من الجدران الخرسانية للحماية."

أمريكا تندد!

وقالت "خلق" أن " حجم الخسائر والحرائق في ليبرتي كبير جدا. عدد كبير من الكرفانات تعرضت للحريق والمجاهدون يسعون بكل ما لديهم من امكانيات في اخماد الحرائق" وقالت المنظمة في بيانها أن "عملاء قوة القدس" وبتنسيق مع "حكومة العراق" هم من قاموا بتنفيذ الاعتداء بأوامر إيرانية.

من جانبها قالت قيادة عمليات بغداد في بيان لها "تم إطلاق 15 صاروخا من البكرية إلى محيط وداخل مخيم ليبرتي"، وأضاف البيان أن الشرطة عثرت على الشاحنة التي أطلقت منها الصواريخ دون ذكر شيء عن هوية من قام بالهجوم.

وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بيان أن "مقيمين بالمعسكر سقطوا بين قتيل وجريح في الهجوم"، واضاف ان حكومة الولايات المتحدة على تواصل مع المسؤولين العراقيين لضمان أن يقدموا "كل المساعدة الطبية والطارئة الممكنة للضحايا". وحث كيري أيضا الحكومة العراقية على تعزيز الامن في المعسكر والقبض على المسؤولين عن الهجوم.

ميليشيا تابعة لإيران تتبنى!

وفي تطور لافت سارعت وكالة "فارس للأنباء" للقول إن قائد ميلشيا "جيش المختار" العراقية، التابعة لإيران، "واثق البطاط"  تبنى عملية مهاجمة معسكر ليبرتي في بغداد، وميلشيا "جيش المختار" هي إحدى الميليشيات الشيعية التي أنشأتها إيران في العراق.

ونقلت "فارس" عن البطاط قوله أن "جيش المختار الذي يتألف من عوائل ضحايا الانتفاضة الشعبانية قد أعلن مرارا لزعماء زمرة المنافقين بضرورة مغادرة الاراضي العراقية على وجه السرعة الا انهم رغم التسهيلات المقدمة من الدول الاوروبية واميركا اصروا على احتلال جزء من اراضينا وهذا الامر ارغمنا على هذا الرد".

kyCzLDO0j8w

منظمة "مجاهدي خلق"

هي أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية. تأسست المنظمة عام 1965 وعلى أيدي مثقفين إيرانيين أكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه. تعود سابقة استخدام هذه التسمية (المجاهدين) في إيران إلى سنة 1906 في "الثورة الدستورية" حيث كان يطلق على المناضلين من أجل تحقيق الحرية، بحسب موسوعة "ويكيبيديا".

وبعد سقوط نظام الشاه نتيجة "الثورة الإيرانية" والتي أدت منظمة مجاهدي خلق دورًا كبيرًا في انتصارها بعد أن أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعددًا كبيرًا من أعضاء قيادتها ظهرت خلافات بينها وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع محتدم يستمر حتى الآن.

وقامت الحكومة الإيرانية ضمن هذا الصراع بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها ولكن المنظمة شدت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجها حتى إسقاط السلطة الإيرانية الحالية.

وتعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جزءاً من ائتلاف واسع شامل يسمى بـ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب و550 عضواً بارزاً وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط إضافة إلى قادة ما يسمى بـ "جيش التحرير الوطني الإيراني" الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والذي يتمركز حتى اليوم في معسكر أشرف في العراق وتكونت أغلبية قادته من النساء.

والمنظمة يتزعمها مسعود رجوي الذي يتولى في الوقت نفسه رئاسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" والقيادة العامة لـ "جيش التحرير الوطني الإيراني". 

وفي آب 1993 انتخب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" بالاجماع مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية وهي تتولى مسؤولية الإشراف على نقل السلطة "بشكل سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الإيراني الحالي" حسب تعبير المجلس.

في تشرين الثاني 2008 وبعد معركة استمرت سنوات أمام القضاء الأوروبي، ألغت محكمة العدل الأوروبية قرارا سابقا من الاتحاد الأوروبي يقضي بتجميد أموال منظمة مجاهدي خلق بسبب إدراجها على "اللائحة الأوروبية للمنظمات الارهابية". 

حيث اعتبرت المحكمة في قرارها "أن قرار الاتحاد الأوروبي انتهك حقوق الدفاع لعناصر مجاهدي خلق بعدم امدادهم بالمعلومات الجديدة التي تبرر إبقاءهم على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية....وبرفضها إعطاء المحكمة بعض المعلومات المتصلة بالمسألة". 

وبهذا القرار حصلت منظمة مجاهدي خلق بما كانت تطلب به بشأن تأكيدها عدم ضلوعها في أي نشاطات إرهابية. ويعتبر صدور هذا القرار تأكيدا لمنظمة مجاهدي الشعب الذي أكدت على الدوام عدم ضلوعها في أي نشاطات إرهابية، حصلت على ما تطالب به بعد معركة استمرت سنوات أمام القضاء الأوروبي. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات