الحادثة التي كان يمكن أن تعتبر فعلاً جنائياً قد يحصل في أي زمان ومكان، تحولت إلى حدث سياسي طائفي في سياق الوضع السوري، فالقتلة ينتمون إلى منطقة القبو العلوية المؤيدة للنظام، والضحايا ينتمون إلى الطائفة الإسماعيلية، التي عرف عنها موقفها المؤيد للثورة السورية. وضمن هذه المحددات جاءت أغلب ردود الفعل على ما حدث، ولتتجاوز في عنفوانها قضية المواقف الحالية من النظام والثورة، ولتعيد أصداء عداء تاريخي بين الطائفتين، لم تستطع الدولة السورية بأنظمتها المتتالية، أن تنهيه أو تساهم في جعله من تفاصيل الماضي المنسية.
وإذا كان النظام السوري قد لجأ ومنذ بداية الثورة إلى جعل الطائفية سلاح يستخدمه متى يشاء ضد المنتفضين عليه، عبر ادعاء حمايته للأقليات وعبر استتاره بالطائفة العلوية، التي ظل موقفها كجماعة دينية غائباً عن ساحة الثورة، بينما قام عموم أفرادها بالوقوف إلى جانب النظام، فإن حادثة آل عطفة طرحت أسئلة حقيقية حول البعد الطائفي الذي يحكم عقلية من قاموا بالجريمة، سيما وأن الضحايا كانوا ينتمون إلى طائفة محسوبة على الأقليات.
هنا وفي هذه الدراسة سنمر على تاريخ العلاقة بين الطائفة العلوية وبين الطائفية الإسماعيلية، في سياق التحولات التي شهدتها سوريا منذ بداية القرن العشرين، وحتى بداية الثورة السورية، وصولاً إلى تبيان الدور الذي لعبته الطائفة الإسماعيلية في سياق الثورة.
التعليقات (1)