نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريراً عن الجنود الروس في سوريا وما قالوه لقناة "فرانس 24" الفرنسية، حيث تحدث الجنود الروس عن تجربتهم مع عناصر النظام السوري، وقالوا بأنهم باقون للنهاية "كنا هناك منذ البداية، وسنبقى حتى النهاية"، ولكن لا هم يعرفون ولا أي شخص آخر يعرف متى (النهاية) ستأتي.
يبيعون كل شيء للعدو
وجاء في المقابلات مع الجنود الذين طلبوا إخفاء وجوههم، أنهم لا يعرفون كم من الوقت سيتطلب بقائهم في سوريا، ولكنهم افترضوا أن المدة لن تكون طويلة، بحسب رأيهم، لأن الحملة تسير "بشكل جيد".
ويقول أحد الجنود، الذي عرفته "فرانس 24" بأنه مستشار عسكري أرسل إلى اللاذقية للمساعدة في تدريب "الجيش السوري"، بأنه ليس سعيداً مع المتدربين السوريين، وقال"أنت تعرف، السوريون لديهم كل ما يحتاجونه (بما يتضمن) الدبابات.. ولكنهم فاقدو العقل"، وشرح فكرته بمقارنة سلوك "الجيش السوري" بالشيشان "هؤلاء الرجال يبيعون كل شيء للعدو".
وتجدر الإشارة إلى أن موسكو في بداية الحرب الشيشانية قامت بتقديم الدعم المالي لجماعات المعارضة الشيشانية، للإطاحة بـ "دزخوكار دوداييف" الذي أعلن استقلال الشيشان عن روسيا في أوائل التسعينيات، قبل أن تقوم روسيا بارسال قواتها البرية في 1994 بداية حرب الشيشان.
جنرالات الـ58 أرسلو إلى هنا
وسأل جندي روسي آخر المراسلة الفرنسية، إذا كانت تتذكر الحرب بين روسيا وجورجيا في 2008، عندما دعمت روسيا الانفصاليين من "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية"، واحتلت لفترة وجيزة عدد من مدن جورجيا "هل تتذكرين الحرب في أوسيتيا؟ هؤلاء هم نفس الجنرالات من جيش الـ58 الذين أرسلوا إلى هنا. إنهم الجنرالات الذين يقودون العمليات العسكرية هنا".
وكما أشار الجندي إلى الجيش الـ58 الذي هو فرع من فروع الجيش الروسي الذي ساعد في قيادة عملية التوغل في جورجيا عام 2008.
لا يبدو بوتين أنه فكر عميقاً بالتدخل
وعلّقت "آنا بورشجيفسكايا"، باحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لمجلة "فورن بوليسي" أن الادعاءات إذا كانت صحيحة عن وجود الـ58 في سوريا، فإنه قد يكون مؤشراً على أن موسكو مستعدة لأن تبقى لمدة طويلة في سوريا وقالت "بوتين ليس شخص استراتيجي، لا يبدو أنه قد فكر عميقاً بتدخله السوري".
عملهم الأساسي هو القصف كماتدعو احتياجات الوضع
كما وقال "مارك غاليوتي" أستاذ في جامعة نيويورك وخبير في الأمن الروسي لصحيفة "فورن بوليسي" أنه من الصعب تأكيد مثل هذه التفاصيل الدقيقة كتحديد من موجود على أرض الواقع في اللاذقية، ولكن إن كان هناك أفراد من الـ58، فهي على الأرجح أقلية صغيرة قد نقلوا من مراكز أخرى للإشراف على عمليات محددة في سوريا.
أما الغالبية العظمى فهي من القوات الجوية، لأن عملهم الأساسي هو قيادة الطائرات والقصف، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، والتي تشكل العبء الأكبر من التواجد الروسي في سوريا وقال "يتم سحب الروس من قطع ووحدات أخرى للأماكن المتاحة، وكما تدعو احتياجات الوضع"
قتلت عصفورين بحجر واحد
ومن ناحية أخرى أضاف "غاليوتي"، بحسب تقارير مختلفة من وسائل الإعلام الروسي، أن معظم عمليات تجنيد الروس تكون من منطقة "دونباس" بأوكرانيا، وفي هذه الحالة تكون روسيا قد فازت في كل الأحوال، وتكون قد حولت الصراع من دونباس إلى سوريا، كما قال "إذا استطعت الحصول على المتطوعين من دونباس ونقلتهم لسوريا، تكون قتلت عصفورين بحجر واحد، وحصلت على جثث دافئة (طازجة) في سوريا وأقل في دونباس".
تقرير فرانس 24 الذي وردت فيه اللقاءات مع العناصر الروس
التعليقات (2)