صنم غسان عبود وحضارة الاختلاف

صنم غسان عبود وحضارة الاختلاف
من يقرأ ويتابع الجدل الكبير والاختلافات العميقة والهجوم الدائم وحلقات الردح، ويرى كمية الاختلاف والمختلفين في صف الثورة ومن طرفها قد يشعر بالقلق البانكيموني ويسأل نفسه هذه الحرية يلي كان بدنا ياها ؟، وقد يلعن بعدها تلك الساعة، لكن نعم يا سادة هذه هي ضريبة الديموقراطية التي يدفعها الإنسان وهو سعيد، وهذه هي الحرية التي تبني الأمم،ادخلوا هناك إلى صفحات أتباع النظام وإعلامه، هناك في عالم النمطية والتشابه، ستجدون كل الآراء الركيكة تدور في فلك القائد الواحد، هناك حيث لا مكان للإبداع فالقطيع متفق على مبدأ " لا اختلاف ولاخلاف"،  اختلاف أهل الثورة كالنهر يدفع كل الأوساخ بعيداً ولايقف في طريقه حجر مهما كبر حجمه، وتوافق زبانية النظام كالمستنقع الآثن مليىء بكل الآفات والأمراض، وفي أشد حالات الهجوم والتهجم سنجد الكثير من الإيجابيات وإليكم السلبي والإيجابي منها.

مبدعي كفرنبل وحكايا الأصنام  :

في حادثة الهجوم الكبير اليوم على مبدعي المدينة التي سحرت العالم بذكائها، كفرنبل، كتب أحد المعلقين  : " صحيح أن غسان عبود قدم لثورة الكثير من ماله ووقته، ولم يأخذ منها شيء، لكنه لم يمت بعد لتضعوا صورته مع أيقونات الثورة "، ورغم بساطة التعليق إلا أنه يدل على جزء من العقلية السورية، صحيح أنه في زمن الثورات تدمر كل الأصنام، ولكن هل ممكن لعاقل أن يعتقد للحظة بأن غسان عبود يفكر أن يصبح ديكتاتورا، ومتى؟  في نفس الزمن الذي تزيل فيه المخابرات الجوية أصنام الاسد الأب من الساحات السورية لكي لا تدعس في الأقدام، عن أي دكتاتورية نتكلم، والأسد الابن الذي كان يحكم بلدين منذ فترة ليست ببعيدة يخرج ويعود تحت جنح الظلام كاللصوص، فهل أصبح أمامنا حلان لاثالث لهما إما ان نحطم الجميع، ونساوي بين من يسرق الوطن بمن فيه، ومن يقدم من ماله ليساعد أهله في أسوء ظروفهم، دعونا نختلف مع أفكار غسان عبود ماشئنا، ولا نختلف بأنه قدم مالم يقدمه غيره من رجال الأعمال السوريين، اختلفوا مع مبدعي كفرنبل ولا تهاجموهم ولا تنصبوا أنفسكم أولياء عليهم، فمن ثار على مرتزقة الأرض لا يغريه المال.

حضارة الاختلاف :

تابعت بمتعة الجدل القائم على صفحات موقع أورينت نت بين الكاتب خليل مقداد والناطق بإسم جيش الإسلام، اسلام علوش، ورغم القضايا الحساسة التي طرحها الطرفين وقوة الأفكار المناقشة، الا أنها حالة يجب أن تعمم في ثقافة الحوار السوري، نعم ليس هناك أحد فوق النقد ولكن لنمارس هذا الحق بإحترام وبصدق، لا لمصالح ضيقة وغايات شخصية، زهران علوش وغسان عبود ليسا فوق النقد ولكنهما جزء حقيقي من ثورتنا، وإذ يدركان أنه " من تصدر لخدمة العامة فلا بد أن يتبرع ببعض من عرضه  على الناس " فعلينا أن ندرك أنه " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " لكي لا نفقد المروءة بيننا.

التعليقات (3)

    محمد تلبيسة

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    ونعم الرأي أخي همام .. لازم نكون إيد وحدي متل ما الشبيحة ضابين على بعضهن

    لا مجال للمقارنة

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    أنت تقارن زهران علوش المتنفع بغسان عبود الذي قدم للثورة وهذا ظلم واضح بين تهدف من خلاله الى تلميع صورة علوش وعصابته

    مقالك حلو ولكن

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    مقالك حلو الى ان نسفت مافيه في اخر مقطع و عدت بنا خمس،سنوات الى الوراء لايمكن ان تشمل غسان عبود الرجل الثوري المعطاء برجل متل زهران علوش رجل عسكزي له اخطاءه و له مواقفه، العسكري ينقد عند الخطأ يا سيد لانه خادم للثورة لا سيدها و يعمل لها و لا تعمل لديه ، هذا تولد الطواغيت
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات