أورينت نت تحاور حملة الرقة تذبح بصمت بعد حصولها على جائزة لجنة حماية الصحفيين

أورينت نت تحاور حملة الرقة تذبح بصمت بعد حصولها على جائزة لجنة حماية الصحفيين
حملة"الرقة تذبح بصمت"باتت معروفة للصحافة العالمية بقدرتها على تغطية الأخبار في مدينة الرقة، الذي يتخذ منها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصاراً ب"داعش"، عاصمةً له، إلا أن فريق الحملة يعتبر نشاطه ليس مقتصراً على الجانب الإعلامي، وإن كان يشكل الجانب الأكبر من نشاطه، والذي أسفر عن موقع إلكتروني بالعربية والإنكليزية، يصدر الأخبار والتقارير والأفلام، ويروجها على شبكات التواصل الإجتماعي.

منذ سيطرة داعش على الرقة، يعد الفريق تقارير إعلامية عن مدينة تعتبرها المنظمات الصحافية الرسمية والأهلية، أكثر منطقة بالعالم خطراً على عمل الصحفيين، وتقديراً لجهود الفريق حصل مؤخراً على جائزة"لجنة حماية الصحفيين"الدولية والتي تتخذ من مدينة"نيويورك"الأمريكية، مقراً لها.

صحيفة"أورينت نت"أفردت لقرائها حواراً مع عضو فريق الحملة الموطن الصحفي عبد العزيز الحمزة، وأحد مؤسسيها، للحديث عن الجائزة الأخيرة واستراتجية عمل فريق الحملة في مدينة الرقة.

أورينت نت:حصل فريق حملة الرقة تدبح بصمت على جائزة لجنة حماية الصحفيين، هل تعتقد أن العامل السياسي غالب على منح الجائزة؟

الحمزة:التنافس على الجائزة كما هو متعارف عليه كل عام، كان تنافساً محتدماً، مثلاً من المنافسين على الجائزة، كانت مذيعة تعمل في قناة"الإخبارية"التابعة للنظام. لا يمكنني إنكار توافر العامل السياسي ولكنه ليس الغالب، ربما عوامل المهنية والدقة والشجاعة هي المحددات الأبرز في شروط منح الجائزة، خاصةً الشجاعة في تعامل الفريق مع العنف الذي ينشره التنظيم، ورصد الفقر جراء الحرب التي يشنها التحالف الدولي على مدينة الرقة، المعقل الأساسي للتنظيم.

أورينت نت:تتحدث عن الشجاعة، هل تقصد الكلفة الباهظة التي دفعها الفريق على المستوى الشخصي لأعضائه؟

الحمزة:تماماً، أقصد الكلفة الباهظة من الرأسمال البشري للفريق، كما تعلم المعتز بالله إبراهيم أحد أعضاء الفريق، أعدمه التنظيم، كذلك الحال أعدم التنظيم والد حمد الموسى أحد أعضاء فريق الحملة، ناهيك عن المضايقات التي يتعرض لها أهل وأقرباء الفريق وحتى أصدقائهم، والمصير الحتمي بقطع روؤسهم في حال افتضاح أمر العاملين داخل المدينة، ناهيك عن إصدار إحكام بهدر دم كافة أعضاء الفريق وتكفيرهم من قبل التنظيم بوصفهم مرتدة. نتيجةً للتضحيات سالفة الذكر نحن نهدي هذه الجائزة لأرواح شهداء الفريق وذويهم.

أورينت نت:ماذا عن القيمة الجوهرية والمضافة للجائزة؟

الحمزة:القيمة الجوهرية لا تكمن بالقيمة المادية للجائزة، بمقدار ما هي حافز لفريق حملة الرقة تذبح بصمت للاستمرار بنشاطهم. أما عن القيمة المُضافة فهي فرصة لتوسيع علاقاتنا مع أعرق المنظمات المعنية بالصحافة والصحفيين، وفرصة للتعريف بالحملة على أهم منابر بالعالم، وتوسيع شبكات علاقاتنا مع أهم الشخصيات الإعلامية بالعالم.

أورينت نت:ما هي مصادر تمويل الحملة؟

الحمزة:سؤال جيد، كثر اللغط بما يخص هذا الموضوع، نحن لا نتلقى تمويل من أي دولة أو جهة رسمية، الموقع له مصدر تمويل من منظمة غير حكومية، وباقي النفقات من منشورات وماشابه، نقوم بتغطيتها ذاتياً عبر تكافل أعضاء فريق الحملة.

أورينت نت:منذ سيطرة التنظيم على مدينة الرقة، أعد فريق الحملة الكثير من الأخبار والتقارير والأفلام. هل استطاعت الحملة تغطية الحدث بكافة تفاصيله؟

الحمزة:لقد بذلنا كل بوسعنا من أجل تغطية كل التفاصيل التي تحدث في المدينة. كان لدينا فريق من أفضل الإعلاميين، الذين اشتغلوا بالتغطية الإعلامية أثناء سيطرة النظام على المدينة. حصلنا على أكبر قدر من المعلومات الحقيقية التي تمكنا من الحصول عليها عبر اختراق التنظيم، كذلك الحال بالنسبة لعدد كبير من الوثائق كمرجع لمصداقية الأخبار المتداولة، واستفدنا من شبكات معارفنا الاجتماعية بالمدينة والقرى والبلدات، كمرجع للتحقق من مصداقية المعلومات التي كانت تصل لأعضاء الحملة. وكان لدينا معلومات شبه مؤكدة من المقر الرئيسي للتنظيم في مدينة الرقة، نعتمد في مصادر أخبارنا على ما يتداول بين الناس وما نتمكن من الحصول عليه من اختراق التنظيم، ولا نعتمد على ما ينشر من تقارير صحافية غالباً ما تكون بلا فائدة يرجى منها.

أورينت نت:تحدثت كثيراً عن إختراق التنظيم. ما شكل هذا الإختراق؟

الحمزة:لا أحد يستطيع الزعم أنه يستطيع إختراق القيادات العليا للتنظيم بالمدينة، ولا نملك معلومات دقيقة عن هذه القيادات ووظيفتها، ولكن بالعموم نستطيع الحصول على معلومات عبر القيادات الدنيا والتي غالباً ما تملك شيء من المعلومات عّم يحدث بالتنظيم وما يتعلق بمهامهم وتكوينهم ونشاطاتهم. وفي الغالب الأعم القيادات التي تم إختراقها غالباً ما تملك الكثير من المعلومات عن أمكنة الإعتقال وتوقيت الإعدامات التي يقوم بها التنظيم في المدينة وريفها والقرارات التي تمس حياة الناس وأساليب معاشهم، وهذا كفيل بمساعدتنا على القيام بنشاطنا على وجه يشابه النموذجي.

أورينت نت:كيف ترى الفروق بتعامل التنظيم مع الإعلام بين العراق وسوريا؟

الحمزة:مثلاً مناطق سيطرتهم في مدينة الرقة عليها تشديد إعلامي أكبر مما هو حاصل في العراق، التنظيم في العراق يسمح بدخول بعض وكالات الأنباء العالمية والصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين، بشريطة نقل ما يريدوه التنظيم. هذا الشيء نادر الحصول في الرقة، وذلك لكون الحاضنة القبلية للتنظيم موجودة في العراق على عكس الحاصل في سوريا، لا يوجود بنية اجتماعية قبلية واسعة لاحتضانهم في الرقة، لذلك نجدهم يخافون كثيراً في الرقة ولا يعتبرونها مناطق سيطرة تدين بالولاء.

أورينت:أنت تتحدث عن شيء مختلف عمل يحصل في تكريت وباقي مناطق نفوذهم في العراق؟

الحمزة:نعم، في مدينة الرقة القواعد مختلفة عما يحصل في العراق، عمليات العقاب من إعدام وجلد ورجم وإتلاف المواد التي يحظرها التنظيم من قبيل الخمور والدخان، لا يمكن لأحد أن يصورها غير التنظيم، على عكس العراق التي تتواجد فيها وكالات الأنباء العالمية والصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين، ولديهم علاقات مع التنظيم تمكنهم من العمل، في الرقة منطقة نفوذ لا يمكن لأحد من هؤلاء أن يتعامل مع الحدث فيها، التنظيم لا يسمح بالرقة بتصوير هذه الأشياء، ولا يتجرأ أحد في المدينة من التصوير بالطرقات، وسيكون مصيره قطع رأسه عن جسده، هناك مقاربة خاطئة بمقارنة أساليب وطرق التنظيم بين سوريا والعراق، وعقد مقارنات سياقية، الوضع مختلف جذرياً، ما يسمح به التنظيم في العراق لا يسمح به في سوريا.

أورينت:كيف تقيم العمل في البداية، ومالذي أختلف الآن؟

الحمزة: التنظيم لديه خبرة في الإعلام ووكالات الأنباء ويحسن التصرف، لذلك بالبدايات الكل كان يفضّل الحصول على المعلومات من هذه الوكالات التي تتميز بالخبرة وقدرتها العالية على استعمال الكاميرا وأساليب التحرير عالية الدقة، ولكن مع مرور الوقت أصبح الكل يعي أن ما يقوم هؤلاء بتصويره، هو ما يريدوه التنظيم، لذلك في الرقة مثلاً، أصبحت فريق حملة الرقة تذبح بصمت مصدر للأخبار والتقارير والأفلام وحتى الصور الفوتوغرافية. الفريق أكتسب خبرة خاصةً في مجال التصوير واستعمال الكاميرات الصغيرة المخفية، أصبحت الصور المسربة من أمكنة عامة ومواقع للتنظيم، أكثر جذابيةً من الصور التي تنقلها وكالات الأنباء وغالباً ما تظهر أرتالاً للتنظيم وتظهر جبروت وقوة التنظيم، نحن نفعل العكس لا نحاول إظهار ما يرغب التنظيم بترويجه من صور تحاول إرهاب الناس، وتظهر التنظيم بصورة سوبرمانية. 

مثلا، للتوضيح أكثر نشرنا صوراً مراراً تظهر التنظيم مرعوباً نتيجة الغارات، وكيف يتعامل مع الناس بخشونة وعنف على عكس ما يروج، وتحديداً في حملة"الرقة تزدهر"كرد على حملتنا. التنظيم لديه خبرة مع وسائل الإعلام التقليدية، لكنه لا يملك خبرة كافية في مجال الإعلام البديل وقدرته على إحداث الفرق.

أورينت نت:هل أضعفت غارات التحالف الدولي-العَربي قدرة التنظيم عسكرياً؟

الحمزة:بكل تأكيد الغارات أفقدت التنظيم شيء من قدراته العسكرية، ولكن الغارات لم تستطع شُل حركته الكلية، وتمكنت أيضاً من صورته الإعلامية التي حرص عبر تمثيل العقوبات من إعدامات ورجم وجلد على تصديرها للمتلقي، ولكنها غير كافية المطلوب إجتياح بري، ويجب أن يكون لعشائر الرقة من السنة العرب دور كبير من أجل القضاء على التنظيم.

أورينت نت:غارات النظام، ماذا بشأنها؟

الحمزة: غارات النظام على عكس النقاط البنكية للتحالف لا تستهدف سِوى مواقع مدنية، وتحرص على ضرب البنية التحتية للمدينة، وهذا يضر بالمدنيين أكثر مما يضر بالتنظيم، وهذا ما يهم النظام، النظام يعتبر التنظيم حليف أكثر من أنه عدو.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات