قنابل روسيا في سوريا .. "غبية "

قنابل روسيا في سوريا .. "غبية "
مرّ أسبوعان منذ بدأت الحملة الروسية على سوريا، وما تضمنته من غارات جوية على الكثير من المناطق غرب سوريا ووسطها، والمجازر التي ارتكبتها الطائرات الروسية بحق المدنيين أثناء قصفها لكل ما تدعي أنه مقر "للإرهابيين". ويذكر أن الحملة الجوية التي أطلقتها القوات الروسية ترافقت بحملة إعلامية واسعة امتدت لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والوسائل الاعلامية بكافة أشكالها، وكانت إحدى النقاط التي ركزت عليها الحملة الاعلامية الروسية هي الأسلحة الروسية المتطورة ومدى فعاليتها ودقتها وقدرتها على تدمير الأهداف "بدقة متناهية" حسب الزعم الروسي ، سواء بالقنابل الذكية الموجهة بالليزر والأقمار الصناعية أو"الصواريخ الخارقة للتحصينات" وغيرها من الأسلحة مما تحاول روسيا تسويقه لدول العالم الثالث، وقد تحدث الروس ومن دار في فلكهم بإسهاب عن قنابلهم الذكية و صواريخهم الموجهة وأنواعها وخصائصها ونشرت عدة فيديوهات و صور عن اقلاع الطائرات الروسية وهي تحمل هذه الذخائر ثم تلقيها على الأهداف التي تحتوي بداخلها "الإرهابين "<1>.

استعراض عضلات :

 

قد يكون أكبر عمل استعراضي للقوات الروسية حتى الآن خلال الحملة الحالية هو إطلاقها للصواريخ الطوافة من بحر قزوين تجاه الأراضي السورية مروراً بإيران فالعراق . لكن الحركة الاستعراضية التي أُريد من ورائها استعراض هذه الصواريخ تسببت بكارثة عندما فشلت أربعة صواريخ وسقطت على إيران، أما الصواريخ التي وصلت سوريا فلا يعرف تماماً ماذا أصابت ؟، إذ يوجد فيديو عرّفه ناشروه بأنه "إسقاط طائرة استطلاع روسية"<2> لكنه يبدو في الواقع حطام أحد تلك الصواريخ التي سقطت في العراء في ريف حلب بدون أن يكون هناك أي دليل على وجود هدف ذي قيمة عسكرية في مكان سقوطه.

قنابل موجه "دقيقة":

يدعي الروس أن قنابلهم الموجة التي أعلنوا عن استخدامها في سوريا تصيب أهدافها بهامش خطأ لا يتجاوز الخمسة أمتار أو مترين فقط لبعض القنابل، لكن الفيديوهات التي نشرت عن أحدث قنابلهم الذكية تكذب ذلك . فقد نشر الروس فيديو عن إلقاء قاذفة سوخوي 34 لقنبلتين موجهتين بالأقمار الصناعية من نوع KAB-500 و التي يظهر في الفيديو الذي يوضح مكان سقوطها أنها سقطت على أبعاد تصل إلى أكثر من عشرين متراً من طرف الهدف وحوالي خمسين متراً من مركز البناء الذي يبدو أنه الهدف . حيث ألقت الطائرات الروسية عدة قنابل مفردة (ما يؤكد أنها موجهة) و لكن ثلاثاً منها لم تصب الهدف ووقعت بعيداً عنه في حين أصابته القنبلة الأخيرة على الرغم من كون البنائان المستهدفان كبيرين<3> <4>.

قنابل عنقودية:

حتى القنابل العنقودية "الذكية" المضادة للدبابات التي ألقتها الطائرات الروسية فشلت في الانفجار عندما أطلقت تجاه منطقة مفتوحة خالية في ريف حلب، لتتحول تلك القنابل إلى تقرير كتبته منظمة مراقبة حقوق الإنسان عن استخدام روسيا لقنابل عنقودية "محرمة دولياً".

صواريخ الراجمة سميرتش <5>:

أحد نماذج الصور المميزة من الحملة الروسية على سوريا هو مشهد صواريخ الراجمة سميرتش غير المنفجرة والتي ظهر الكثير منها في المناطق التي قصفتها القوات الروسية و قوات النظام في ريف إدلب و حلب و حماة .

حيث كثيراً ما يعثر على هذه الصواريخ الضخمة و قد انغرست في الأرض بدون أن تنفجر .

فعلى الرغم من ضخامة هذه الصواريخ والمستوى التقني لها حيث تحتوي منظومة استقرار لتثبيتها ضمن مسارها لكنها كثيراً ما تفشل.

قنابل غير موجهة :

تستخدم القوات الروسية القنابل والصواريخ الموجهة بشكل محدود جداً خلال عملياتها الجوية لكنها تركز على القنابل و الصواريخ غير الموجهة بشكل أساسي .

فإضافة لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن "دقة" قنابلها الموجهة فقد نشرت سابقاً عدة فيديوهات عن الغارات التي شتها طائراتها بقنابل غير موجهة.

يظهر في الفيديو الأول لحظة القصف من طائرة مسيرة تراقب العملية، حيث سقطت ما يقارب الستة قنابل على الأرض في مناطق متباعدة ونشرت كماً ضخماً من الشظايا (ما يوحي بأنها قنابل شديدة الانفجار كثيرة الشظايا من نوع OFAB500 أو OFAB250 التي تنفجر مطلقة كماً كبيراً من الشظايا، والهدف الأساسي منها هو الأفراد إضافة للعربات منخفضة أو معدومة التصفيح) . في حين يظهر في فيديو أخر مصور من طائرة مسيرة أيضاً منطقة أخرى قصفتها الطائرات الروسية .

 تظهر في هذا الفيديو آثار القصف والمناطق التي سقطت عليها القنابل بُعيد القصف بدقائق، حيث ألقت الطائرات ثمانية قنابل أيضاً سقطت في مناطق متفرقة ضمن مساحة مربع طول ضلعه 100 متر على الأقل .

وقد أظهرت الكاميرا مناطق سقوط القنابل بدقة، حيث انتشرت ست قنابل في منطقة فارغة مكشوفة خالية من أي هدف أو أي شيء يمكن استهدافه، في حين سقطت قنبلة واحدة فقط على منزل مدني متسببة بحريق كبير .هذه الغارة حصلت في منطقة مفتوحة ولو حدثت في منطقة ذات كثافة سكانية لتسببت بمجزرة حقيقية ( هذا ما يظهره القسم الثاني من الفيديو). فيظهر في نفس الفيديو قصف منطقة مدنية (بقنبلتين على الأقل) سقطتا متباعدتين مسافة بحدود الخمسين متراً ويلاحظ من الفيديو ضخامة الانفجار<6> . لكن الضربة استهدفت منطقة مدنية مأهولة هذه المرة ما يعني عدم اكتراث روسيا بالمدنيين إطلاقا ً وهذا ما تؤكده فيديوهات أخرى، فجميع الفيديوهات عن الضربات الجوية الروسية تحمل نفس المشاهد من سقوط عدة قنابل دفعة واحدة على مساحة واسعة محدثة انفجاراً ضخماً ودماراً هائلاً سواء في مناطق مدنية أو مفتوحة<7>.

GQU42F5LKNM

روسيا و التحالف :

لمعرفة مستوى دقة الضربات الروسية التي تشنها قاذفات الروسية تجدر مقارنتها بدقة و فاعلية الضربات التي تؤديها طائرات عاصفة الحزم مثلاً و التي تستخدم أساساً ذخائر موجهة أمريكية بشكل أساسي ، حيث تظهر الفيديوهات التي تنشرعن العمليات التي تقوم بها طائرات الحملة مستوى الدقة لهذه الضربات و مستوى فاعليتها بشكل متفوق يتخطى بكثير دقة الغارات الروسية التي لا تختلف كثيراً عن غارات نظام الأسد خلال السنوات الخمس الماضية.

خلاصة:

روسيا بإعلانها عن دقة أسلحتها فهي تنفي عن نفسها تهمة قتل المدنيين و ارتكاب المجازر التي تحدث عند قصفها لمراكز الثوار القريبة من المناطق المأهولة، إضافة إلى أنها تروج لبضاعتها من الأسلحة "الذكية" التي لم تستخدم قبلاً في أي حرب سواء طائرات سوخوي التي أرسلتها أو قنابلها الموجهة بالأقمار الصناعية وصواريخها الطوافة.

هوامش :

<1>أكثر ما تحدث عنه الروس هو قنابلهم KAB-500 و KAB-250 و لا يبدو أنهم نشروا أي مقطع لصواريخهم الموجهة من النوعين الذين تحدثوا عنهما أيضا و هما KH-25 و KH-31 .

<2> ( حجم الحفرة التي أحدثها سقوط الصاروخ في خان العسل). 

https://www.youtube.com/watch?v=OQgPIxaGE50

<3>مستوى دقة منظومات تحديد الموقع بحدود عشرة أمتار .

 <4> فيديو مكان سقوط القنابل:

https://www.youtube.com/watch?v=pBEkjj9PL5I

<5>استخدمت هذه الراجمة بكثافة بخاصة في قصف المناطق المختلفة بالصواريخ العنقودية حيث يبلغ مداها حوالي تسعين كم .

هذه الصواريخ لم تفشل في الانفجار في سوريا فقط بل في أوكرانيا أيضاً كثيراً ما تشاهد وقد انغرست في الأرض دون أن تنفجر .

<6>الفيديوهات :

https://www.youtube.com/watch?v=GQU42F5LKNM

https://www.youtube.com/watch?v=8GcInc5mvkQ

<7>ثماني قنابل ألقتها الطائرات الروسية لو كان وزن القنبلة 250 كغ لكانت النتيجة طنين من القنابل ولو كانت 500 كغ لكانت النتيجة إلقاء الطائرات الروسية لأربعة أطنان من القنابل على منزل في العراء .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات