تركيا تحذر أميركا وروسيا: دعم القوات الكردية في سوريا "أمر لا مزاح فيه"

تركيا تحذر أميركا وروسيا: دعم القوات الكردية في سوريا "أمر لا مزاح فيه"
استدعت أنقرة السفيرين الروسي والأمريكي للمطالبة بإيضاحات حول المساعدات العسكرية للميلشيات الكردية في سوريا، في حين حذر مسؤول تركي كلاً من واشنطن وموسكو، أن بلاده لن تقبل أن يحقق فصيل كردي مكاسب على الأرض قرب حدودها في شمال سوريا.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن أنقرة استعدت صباح اليوم الأربعاء السفيرين الروسي والأمريكي للمطالبة بإيضاحات حول المساعدات العسكرية المقدمة للأكراد في سوريا.

يأتي ذلك بعد يومين على قيام طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي بإسقاط 50 طناً من الذخيرة للقوات الكردية في مدينة الحسكة شمال سوريا، لتتبعها إلقاء شحنتي أسلحة وذخائر في منطقة عين عيسى بريف الرقة، وتسلمتها أيضاً الميليشيات الكردية.

هذا وأعلنت ميليشيا "وحدات الحماية الكردية" ومجموعة من الفصائل المسلحة قبل أربعة أيام  عن توحيد جهودها العسكرية في المرحلة المقبلة، في إطار قوة مشتركة باسم "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم فصائل كردية وعربية وسريانية، كتمهيد للسيطرة على مدينة الرقة وقرى أخرى في محافظات حلب والحسكة.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أنها ستقدم معدات وأسلحة "لمجموعة مختارة من قادة الوحدات" حتى تتمكن من تنفيذ هجمات منسقة في مناطق سيطرة تنظيم داعش، وذلك بعد فشل برنامج تدريب خمسة آلاف معارض سوري معتدل.

وفي السياق، كشف مسؤول تركي لصحيفة "الشرق الأوسط" عن إمكانية عبور قوات كردية نهر الفرات لتوسع نطاق سيطرتها في مناطق على الحدود التركية انطلاقا من كردستان العراق باتجاه مناطق ساحلية مطلة على البحر المتوسط، مشدداً بالقول ":هذا خط فاصل بالنسبة لنا. لا مزاح في هذا".

ودعمت أمريكا ميليشيا "وحدات الحماية الكردية" التابعة لحزب "الإتحاد الديمقراطي" ذراع حزب (PKK) الإنفصالي في سوريا، كقوة فعالة في محاربة تنظيم داعش، في حين تخشى تركيا من أن التقدم الذي تحققه ميليشيا الوحدات باتجاه حدودها، سيزيد التطلعات الانفصالية بين الأكراد الأتراك في جنوب شرقي البلاد.

وأضاف "المسؤول التركي الذي فضل عدم الكشف عن إسمه "أن حزب الاتحاد الديمقراطي يتقرب أخيراً من الولايات المتحدة وروسيا، مشدداً على بلاده تعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" جماعة إرهابية ونريد من كل الدول التمعن في تبعات تعاونها.

ولفت إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي" يحاول السيطرة على أراض تقع بين جرابلس وأعزاز إلى الغرب من الفرات، بدعم وتأييد روسي إيضاً، مؤكداً في الوقت نفسه بأن أنقرة لن تقبل بهذا مطلقاً.

وتشك تركيا أن روسيا التي تشن غارات جوية في سوريا بدأتها منذ أسبوعين تقدم الدعم أيًضا لميليشيا وحدات الحماية الكردية.

وأكد المسؤول أن تركيا عبرت عن مخاوفها هذه خلال اجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

يذكر أن تركيا اتهمت القوات الكردية تكراراً بالسعي إلى "تغيير التركيبة السكانية" في شمال سوريا، من خلال إجبار السكان العرب والتركمان على النزوح من المنطقة.

 كما يشار أن منظمة العفو الدولية، أعلنت أمس الثلاثاء، أن التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل الذي تقوم به القوات الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها، يشكل "جرائم حرب".

التعليقات (1)

    أحمد

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    هذا يؤكد المشروع الانفصالي الكردي ودعم أمريكا وروسيا له, والأكراد يحاولون أن يكون لهم منفذ على البحر لأن كيانهم المسخ محصور في محيط معادي دون وجود منفذ بحري. الأكراد يجب ألا يعبروا الفرات بل على العكس يجب دفعهم شرقا وإعادتهم من حيث أتوا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات