ماذا جرى في سوتـشي؟

ماذا جرى في سوتـشي؟
في مدينة سوتشي الروسية، التقى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع مفاجئ تصدر أجندته الملف السوري، بل وكان البند الوحيد على الأجندة، ولذلك يمكن تعريفه بأنه لقاء لاستبيان المواقف واستيضاح الرؤى، بعد أن أصبح التدخل العسكري الروسي في سوريا أمراً واقعاً، ومستمراً وفق محددات روسية بعيدة عما هو معلن.

 وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اللقاء أن الرياض تنظر بقلق للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، وأن هذه العمليات العسكرية يمكن أن تفسر على أنها تحالف بين روسيا وإيران، لكنه عرج على المبرر الروسي إذ قال "إن الرئيس بوتين أوضح أن الهدف الرئيسي لهذه العمليات هو محاربة داعش"، وفي هذا الهدف يمكن أن تتقاطع أهداف البلدين، لكن على صعيد ما يجري فعلاً على الأرض فلا يمكن أن تكون الرياض مرتاحة للعمليات العسكرية الروسية التي تستهدف مواقع الجيش الحر تحديدا، وتسهم إلى حد كبير في تقوية شوكة تنظيم الدولة في عدة مناطق كما جرى قبل أيام في ريف حلب الشمالي، كما تسهم في مساعدة قوات الأسد في هجماتها البرية على مناطق محررة في ريفي حماة واللاذقية، وقد يكون الوزير السعودي أراد أن يستغل اللقاء لإيصال الرسالة واضحة عندما قال "إن المملكة ترغب في عملية سياسية انتقالية تفضي إلى إزالة الأسد من السلطة، وأنها ملتزمة بدعم المعارضة السورية المعتدلة" وفي هذه النقطة تتنافر تماما أهداف البلدين.

واكتفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتعليق على مصير بشار الأسد بالقول إن المحادثات لم تسجل أي تقارب بشأن مصير الأسد، وأضاف أن الرئيس فلاديمير بوتين "يتفهم قلق السعودية إزاء الوضع في سوريا". هو القلق إذاً، الذي دفع موسكو لإجراء سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب وغربيين بعد أن بدأت عملياتها العسكرية في سوريا.

 وفي هذا الإطار صدر بيان للرئاسة المصرية قبل أيام عن اتصال هاتفي بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، تناولا خلاله العمليات العسكرية، التي قالت مصر على لسان وزير خارجيتها أنها تدعمها، وكذلك أعلن الكرملين عن زيارة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى موسكو، وهذا كله قد يفسر سعي روسيا المحموم لإقناع الأطراف العربية التي ترى أن أهداف عملياتها في سوريا تقود انقلابا على كل ما يمكن وصفه بمساعٍ سياسية للحل، وأن جنوحها للخيار العسكري الساعي لإنقاذ الأسد، هو بمثابة عداء للمحور الداعم للشعب السوري إن كان في الرياض، الدوحة أو أنقرة، ويبدو أنها عمدت لتخفيف التوترات الناتجة عن خياراتها من خلال حملة "علاقات عامة" مع الدول "السُنية" التي ترى أن روسيا اليوم تضع قوتها في محور إيران، بغداد، الأســد الذي يمكن وصفه بالمحور "المعادي".... فهل تنجح موسكو بمساعيها؟ سؤال يحتاج فقط لقليل من الوقت لنشهد الإجابة على الأرض فمستقبل العمليات العسكرية القريب سيجيب عن سؤال: ماذا جرى في سوتشي؟

التعليقات (2)

    مغربي

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    بسم الله نتمني من السعودية الضغط علي روسيا لانه بامكانها فعل دلك او تسليح الثوار بصواريخ مضادة لطائرات لتجعل أسطول روسيا مقبرة في سوريا حينها سوف تري كل الشبيحة سوريا و العراق ولبنان يحربون مثل الفئران

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    لن يسمح بصوارخ ارض جو لانها اذا ضهرت في سوريا فأنها سوف تظهر في سيناء واليمن والعراق وافغنستان
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات