أورينت نت تفتح ملف سجون داعش السرية في ريف حلب

أورينت نت تفتح ملف سجون داعش السرية في ريف حلب
منذ نشأته اهتم تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " بالسجون والمعتقلات السرية التي تندرج في سياسة التنظيم، وهي إحدى أهم مقومات الدولة الوليدة التي تسحق كل مخالف لفكرها.

حرص التنظيم منذ نشوئه على إنشاء عشرات السجون السرية، ليزج فيها الألاف من المعتقلين من سورية والعراق أو حتى أولئك الذين التحقوا بالتنظيم بعد إعلانه من مختلف دول العالم ولم يعودوا يطيعون الأوامر الموجهة لهم من قبل القيادات العليا في التنظيم.

وتتركز السجون الأبرز لدى تنظيم الدولة بالنسبة لولاية حلب كما يطلق عليها التنظيم في مناطق (منبج، الباب، جرابلس)، وفيما بعد نقل التنظيم ثقله من مدينة جرابلس إلى مدينتي مسكنة ودير حافر جنوب شرق حلب، بعد أن تعرضت السجون السرية في مدينة جرابلس إلى حملة جوية عنيفة من قبل التحالف الدولي مطلع العام الحالي والتي أدت إلى تدمير السجون المركزية فيهما على خلفية عدد من الغارات الجوية التي طالت المباني الرئيسية، والتي أدت لمقتل العشرات من السجناء وفرار عدد آخر.

"أورينت نت " سلطت الضوء على هذا الملف المهم في قلب مناطق سيطرت تنظيم الدولة، من خلال أشخاص تمكنوا من الفرار من سجون الباب وجرابلس، بالإضافة لشهادات مباشرة من نشطاء في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا، وتحديداً من شرق حلب.

سجون جرابلس السرية

الناشط عبد الرحمن جرابلسي ، أكد خلال تصريحه لـ" أورينت نت" أن مدينة جرابلس كانت تحتوي على أكبر السجون السرية في المنطقة، وكانت تضم المئات من السجناء الذين يتم تحويلهم من عدة فروع في المنطقة الشرقية من حلب، وفي سجن المدينة كان عناصر التنظيم ينفذون الأحكام التي كان غالبها " القتل.

 وأضاف جرابلسي، منذ نهاية العام الماضي وبعد أن طال السجن قصف مركز من قبل طيران التحالف تم نقله إلى مناطق أخرى لتتركز على وجه الخصوص في منبج ومسكنة، وأكد أنه لا يوجد داخل المدينة سجن مركزي، وذلك بحكم قربها من جبهات القتال مع الأكراد التي تتخذ من بلدة الشيوخ مقرات لها والتي لا تبعد عن جرابلس إلا خمسة كيلو متر فقط، كما تسبب قصف طائرات التحالف الدولي للمركز الثقافي الذي كان سجنا مركزيا في المدينة.

واعتبر  أن السجون الموجودة الآن في المدينة بمثابة النظارة التي تشبه إلى حد ما معتقلات نظام الأسد المؤقتة، حيث أن المعتقلات هي عبارة عن مخفر يتم حجز المعتقل فيه لأيام معدودة ومن ثم يتم تحويله إلى السجن المركزي إما في الباب أو منبج.

وأشار جرابلسي إلى أن تنظيم " داعش " ، اتخذ من منازل المدنيين المطلوبين له في المدينة مخافر لاحتجاز المعتقلين بشكل مؤقت، خوفا من غارات التحالف وتحسبا لأي ضربة متوقعة، مثل منزل شخص يدعى فرج الغريب المطلوب للتنظيم منذ احتلال المدينة، وأثناء الاعتقال في المخفر أو المعتقل يتعرض المعتقل للعديد من وسائل التعذيب من قبل ملثمين عادة كالكهرباء والبلنكو ( تعليق المعتقل من يديه بواسطة سلاسل حديدية )، ومن أهم المتهمين بتعذيب المعتقلين في المخفر شخص يدعى ( أبو عمر الشامي ) وهو من أبناء مدينة جرابلس و أبو حديد وهو مدير السجن و شخص يدعى أبو معروف إضافة إلى بعض الأمنيين في المدينة منهم : نجيب العلي ( أبو شام ) و أحمد الجادر ( أبو عائشة).

السجون السرية في مدينة منبج

أما عن السجون في مدينة منبج القريبة من نهر الفرات ، يتخذ التنظيم من المركز الثقافي والفندق الرئيسي في المدينة سجونا مركزية له، وهي من أكبر السجون في منبج وفي ولاية حلب عامة بحسب ما يدعي التنظيم، يتم فيها التحقيق باستخدام وسائل تعذيب (كالشبح والضرب بالعصا وبعض الأدوات الحديدية).

أ.م والذي فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي تخوفا من داعش، وهو أحد السجناء الفارين من سجون التنظيم في مدينة منبج، أكد لأورينت نت أن التنظيم يحتجز في سجون المدينة الألاف وهم في حالة مزرية للغاية، فهناك المئات من الغرف والزنزانات داخل كل سجن، وأضاف أن المعتقلين ينتمون بالعادة إلى مناطق مختلفة من محافظة حلب وبعضهم من محافظات أخرى، كما أكد بأن التنظيم يتعمد إبعاد كل سجين عن منطقته، تلافيا لأي هجوم محتمل من قبل عائلة المعتقل وذويه، الذين يمنعون من الزيارة.

دير حافر ومسكنة تقعان الى الجنوب الشرقي من حلب وهما مركزا ثقل للتنظيم في الشرق السوري وبالقرب من خطوط المواصلات التي تصل ولايتي حلب والرقة، فسجون التنظيم في منطقة دير حافر تشمل سجنين، السجن الأول وهو سجن للتحقيق يقع في مقر ما يسمى بالشرطة الإسلامية (أو ما يعرف بمخفر أو مفرزة) ويتراوح عدد السجناء فيه ما بين الـ30 سجينا و100 سجينا وتكون أحكامهم في أغلب الأحيان جنح وجنائية، ويوجد عدد قليل من السجناء السياسيين (المعارضين لسياسة التنظيم أو المتهمين بانتمائهم للجيش السوري الحر أو لنظام الأسد) ويتم ترحيل عدد كبير منهم إلى السجن الثاني والرئيسي في مدينة دير حافر، أو إلى سجون أخرى كالباب ومنبج.

فالسجن الأول يقع وسط المدينة ويتم تعذيب المعتقلين بكافة أنواع التعذيب كالجلد والشبح والكهرباء والتهديد بالذبح كوضع سكين كبيرة على رقبة المعتقل لإجباره على الاعتراف وإلا سيتم ذبحه، ويتم تقديم ثلاث وجبات طعام للمعتقلين داخل السجن وفي أغلب الأحيان تكون كميات الطعام كافية، إضافة إلى ذلك يتم إخضاع المعتقلين لدورات شرعية كما يوجد شاشة عرض داخل السجن يعرض فيها مشاهد لقطع الرؤوس يقوم بها عناصر التنظيم ضد من يسمونهم الصحوات المرتدين والكفار، ويسمح لهؤلاء المعتقلين بالزيارة من قبل ذويهم بعد فترة أسبوعين وتكون مدة الزيارة ربع ساعة فقط .

أما السجن الثاني، فيقع شمالي المدينة ضمن مبنى حكومي عام، وهو عبارة عن طابقين ويتراوح عدد سجنائه بحدود 50 سجينا وهذا الرقم قابل للزيادة والنقصان، ولا يوجد داخل هذا السجن عدد كبير من المحكومين بالإعدام حيث يتم ترحيلهم خلال يوم أو يومين إلى الباب أو منبج ، ويسمح لهم بالزيارة ومشاهدة ذويهم والمعاملة تكون نوعا ما أفضل من المعاملة في السجن الأول سجن التحقيق. وتضم مدينة مسكنة هي الأخرى سجناً مركزيا سريا لكنها تستقبل بالعادة المتهمين بجنايات جرمية يعتبرها التنظيم مبرراً لإقامة دورات شرعية ، كالمدخنين ومانعي الزكاة والمختلسين لأموال الدولة ، ولجنايات أخرى.

السجون في مدينة الباب

يوجد فيها سجن سري وحيد وهو سجن المحكمة الإسلامية، تبلغ مساحة المهاجع في هذا السجن أصغر بكثير من مساحتها في سجن تدمر كما أكد أنور محمد، وهو أحد الفارين من سجن مدينة الباب مع مجموعة من المعتقلين منتصف الشهر الثالث من العام الحالي، وأضاف أنور أنه يتم الزج بحوالي 55 سجيناً في غرفة لا تزيد مساحتها عن 30 م2، ومهجع آخر تبلغ مساحته 150 م2 يحتجز فيه التنظيم ما يقارب 210 سجناء.

أما فيما يتعلق بالمنفردات، أشار أنور إلى أن حالتها سيئة للغاية، حيث لا تزيد مساحة المنفردة في سجن المحكمة في مدينة الباب عن 20 X 40 سم، حيث لا يجد المعتقلون في سجون التنظيم ما ينامون عليه سوى مساحة صغيرة من أرضية السجن، حيث ينام السجناء على أرجل بعضهم البعض بسبب ضيق المساحة.

وتشتهر سجون التنظيم ومعتقلاته بكثرة الأحكام التي تقضي بقتل المتهمين، حيث تنفذ الأحكام بالعادة في الساحات العامة في مدينة منبج، ومعظمهم يتم إطلاق الرصاص الحي مباشرة على الرأس و منهم من يقطع رأسه، ويتم تحويل المعتقل إلى الجهات الأمنية، ومن ثم يصدر القاضي الحكم، ليعود الأمنيون من جديد ليقوموا بتنفيذ الإعدامات، وذلك ضمن الساحات العامة وبعض الأماكن المعروفة في المدينة ( لدوارات وبجانب الحدائق وضمن الساحات العامة)، وبعضهم يتم إعدامهم في أماكن مجهولة ولا يعرف أين تدفن جثثهم، والتهم التي تكون نهايتها الحكم بالإعدام كما جرت العادة لدى التنظيم، (الردة، التعامل مع فصائل الثوار، التعامل مع قوات النظام، سب الذات الإلهية) وهي حالات تستوجب بحسب التنظيم الإعدام المباشر.

التحقيق في السجون

يشرف عليهم أمير الأمنيين في المدينة ( أمير ديوان الحسبة )، أما بالنسبة للأشخاص الذين ينفذون حكم الاعدام فهم مجهولين من خارج المدينة وفي الغالب يكونوا عناصر أجنبية " مهاجرون " .

وتعتبر مدينة منبج مركز ولاية حلب بالنسبة لتنظيم الدولة وذلك لحجمها الكبير وعدد سكانها الكبير أيضاً، وهي تأوي نازحين من عدة مناطق ولذلك فعدد سكانها يزيد عن نصف مليون، ولدى المدينة ريف واسع يتبع له ، ومن هنا يمكن أن نقول إنها المعقل الأبرز لسجون التنظيم السرية والمركزية .

التعليقات (3)

    يحيى حسن

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    كان يذهب إلى كردستان العراق و تم القبض عليه من قبل تنظم الدولة الإسلامية

    محمود العراقي

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    بارك الله فيكم يرجى التعاون لاجل الانسانيه لان هناك كثير من المعتقلين لدى داعش نقلهم اليى الاراضي السورية فان كان بالامكان نشر اسماء اسرى عراقيين لان كثير من الثكالى لاتعرف مصيرابنائهم ولكم من الله الاجر والثواب

    يحيى خضر حسن

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    الجنسية :كرد يحيى كان يذهب الى كردستان العرق وتم القبض عليه من قبل ؟ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية:
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات