الإسناد الناري القريب بحوامات مي-24 في معارك سوريا.. التمويه أولاً

فتعددت أساليب استخدام هذه الطائرات  و تنوعت لكن النظام استخدم  المروحيات بأنواعها بطريقة مختلفة عن التي صممت لها أساساً.

فمن غير المعتاد استخدام مروحيات مي-24 في عمليات من سقف إرتفاع عالي يصل حتى 5 كيلومترات فباستثناء القنابل  لم تصمم معظم أسلحتها للعمل من هذه الإرتفاعات، لكن نظام الأسد اضطر لدفع طائراته للعمل من هذه الإرتفاعات تلافياً لوقوع المزيد من الخسائر فيها   و خصوصاً المروحية التي يمكن استهدافها بمضادات الطائرات بحكم سرعتها المنخفضة نسبياً .

لكن الأمر الطارئ حالياً هو عودة ظهور هذه المروحيات في عمليات ضد الثوار على ارتفاعات منخفضة جداً لا تتجاوز المائة متر .

فقد نشرت عدة فيديوهات توثق التكتيكات التي تستخدمها الحوامات الروسية في معاركها ضد الجيش الحر ،  حيث تطير هذه الطائرات على ارتفاعات منخفضة مستفيدة من سرعتها و مرونتها النسبية و تجهيزها بمجموعة من التجهيزات المضادة للصواريخ الحرارية، اضافة لانخفاض تاثير الصواريخ الحرارية المضادة للطائرات على هذه المروحيات عند العمل على سقف ارتفاع منخفض .

ظهر في هذه الفيديوهات استخدام  هذه الطائرات لرشقات صواريخ  غير موجهة و المدفع الرشاش المزدوج عيار 30 ملم  كسلاح أساسي، لكنها تستطيع اضافة لذلك استخدام صواريخ موجهة مضادة للدبابات تستطيع اصابة الدبابات حتى 6  كم موجهة راديوياً لم تمتلكها طائرات النظام من نفس النوع.

الهجوم على إرتفاع منخفض  و بكثافة نارية عالية له أثر نفسي كبير اضافة للأثر العسكري ، لكن الحوامة في هذه الحالة ستصبح عرضة مباشرة  للإصابة بنيران بمختلف انواع الأسلحة الموجودة في ميدان المعركة ، و مراهنة الروس على تدريع طائراتهم ليست في محلها فعلى الرغم من الإدعاء الروسي بتدريع طائرات مي-24 ضد المقذوفات من عيار 23 ملم إلا أن التجربة السورية أثبتت تأثر هذه المروحيات بهذا العيار و بالعيارات الأكبر  57 ملم و 37 ملم  اللذان يتوافران في يد الثوار بأعداد مقبولة.

كذلك فالقواذف الكتفية المضادة للدبابات ذات المديات التي تصل حتى 500 متر تعتبر سلاحاً مناسباً للرمي على هذه الطائرات عندما تطير على إرتفاعات لا تتجاوز 100 متر و بخاصة عند توفر رماة محترفين ، فحجم الطائرة و هشاشتها تجاه هذه النوعية من القذائف يجعلها سريعة التأثر بها حيثما أصيبت.

أضعف أجزاء بدن هذه  الطائرة هي الزجاج الأمامي و الجانبي للطاقم اضافة  للذيل و يمكن استهدافهما بمعظم أنواع الأسلحة  و بخاصة العيارات 12,7 ملم فما فوق  .

على الرغم من  فاعليتها النسبية لكن مي -24 في سوريا لم يعرف عن تزويدها بكاميرة رؤية ليلية حتى الآن ما يعني انخفاض  فاعليتها للعمليات الليلية و بخاصة من الأرتفاعات المنخفضة بسبب ضعف القدرة على المناورة بسبب انخفاض قدرة الطيار على الرؤية على الرغم من ارتدائه لمنظار رؤية ليلية.

لا تملك روسيا في سوريا سوى عدة حوامات  من هذا النوع لا تتجاوز في أعلى الاحتمالات 12 طائرة  و لكنها من الممكن أن تعمل بالتوازي مع طائرات الإسناد الناري القريب سوخوي-25 في فتح ثغرات لقوات النظام البرية .

التمويه أولاً :

يعتبر التمويه الجيد وسيلة أساسية لتجنب التعرض لرمايات هذه الطائرات ، فالتمويه الجيد حتى لو كان مرتجلاً يعتبر فعالاً ضد هذه الطائرات بسبب تخلف وسائل السطع البصري فيها و اعتمادها على تجهيزات لا تعطي الكثير من الامكانات و بخاصة في ضروف الرؤية الضعيفة .

فشباك التمويه  الملائمة للون البيئة  حتى لو كانت مرتجلة  و التخفي بين الأحراش و الأشجار و الغابات و بين الابنية يعتبر مفيداً جداً   و كسر الشكل الخارجي للعربات و الدبابات باضافات تمويهية من أغصان و شباك تمويه و  غيرها من الأمور  يعتبر عاملاً أساسياً في عدم اكتشافها .

التنقل المستور  و عدم التنقل في المناطق المكشوفة  يعتبر مهماً أيضاً   اضافة لعدم التنقل في أرتال كبيرة  و  وجود  وسائط دفاع جوي في كل مجموعة من العربات .

عدم تجمع العربات و الأفراد في مكان مكشوف و خاصة خلال الكمائن يعتبر  مصيرياً فتجمعهم و بالأخص في مناطق مكشوفة قد يفسد الكمين  بسبب إمكانية  سطع خطوط تقدم القوات البرية بالطائرات بدون طيار ما يعني إمكانية الإلتفاف حول الكمين و تطويقه أو استهداف القوة المشكلة للكمين .

دائما ما كان رماة الصواريخ  الموجهة المضادة للدبابات يظهرون مكشوفين  و بدون تمويه في الفيديوهات التي عرضت عن  استهداف الدبابات  (على الرغم من كونها تعتبر  شكلاً من الكمائن) و هذا يعتبر  استهتاراً فعلى الأقل كسر شكل القاذف بشباك التمويه لتخفيض احتمال اكتشافة أو الرمي من وراء مستر أو جدار بعد وضع شبكة تمويه بشكل مظلة  فوق موقع تمركزه لمنع اكتشاف موقع القاذف  بالطائرات من دون طيار  .