الكنيسة الروسية تعلنها حربا مقدسة والأنطاكية تبرر

الكنيسة الروسية تعلنها حربا مقدسة والأنطاكية تبرر

ترافق الغزو الروسي لسورية مع تصريح لأحد باباوات كنيسة موسكو وسائر روسيا يمجد فيه شن بوتين للحرب على الشعب الروسي ويلبسه هالة من القداسة عندما وصف التدخل بالحرب المقدسة على الإرهاب، فهل هي فعلا حرب مقدسة، وماهو الإرهاب بنظر كنيسة روسيا الأرثوذوكسية، وبأي حق تبرر تدخلا خارجيا روسيا في بلد عانى شعبه من القتل والتهجير على يد نظام مجرم وميليشيات طائفية شيعية، لتخرج علينا كنيسة انطاكية وسائر المشرق ببيان توضيحي أكد التواطئ الكنسي الأرثوذوكسي مع نظام الأسد وأسياده الروس والفرس.

تبرير غير مقنع

وفسر الماء بعد الجهد بالماء, هذا هو لسان حال التوضيح الذي أصدرته بطرقية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس حول تصريح الحرب المقدسة المثير للجدل الذي أدلى به رئيس دائرة العلاقات بين الكنيسة والمجتمع في الكنيسة الروسية المتقدّم في الكهنة فسيفولد تشابلين، حيث يقول التوضيح: لقد توجهت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للقيادة الروسية ولباقي الدول والمنظمات العالمية داعيةً ألا يبقوا غير آبهين تجاه شعب سورية والشعوب الأخرى في المنطقة”، مشيراً الى انه “لا من شائعات بل عبر اتصال شخصي وتواصل مع قادة دينيين في الشرق الأوسط عرفنا وأُعلمنا عن حال الويل التي سادت الناس الذين باتو هدفاً للمتطرفين والإرهابيين فقد تابع المسيحيون الأرثوذكس ظروف العيش القاسية الكثير لمسيحيي المنطقة وحوادث الخطف والذبح المقيت تجاه الأساقفة والرهبان والتدمير البربري للهياكل المقدسة، لافتاً الى ان الضرر أيضاً لا يستثني المسلمين في تلك الديار التي هي مقدسة بالنسبة لكل أتباع الديانات الابراهيمية.

وتابع لقد اتخذت روسيا الاتحادية قراراً مسؤولاً باستخدام قوتها العسكرية لتحمي الشعب السوري الذي ضربته المحن التي جلبها الارهابيون بتعسفهم. ننيط بهذا القرار عودة السلام والحق لهذه الأرض القديمة، “ونحن إذ نتمنى السلام لشعوب سوريا والعراق وبقية الدول في الشرق الأوسط نصلي ألا تتخذ المعركة الصعبة المحلية أبعاد الحرب الكبرى وألا يفضي استخدام السلاح. إلى موت مواطنين كما ونتمنى عوداً آمناً لكل جنود القطع الروسية إلى ديارهم .. إنتهى التوضيح!

تواطئ مع نظام الأسد وتبرير للإحتلال الروسي الإيراني لسورية:

إن قراءة متأنية للتوضيح أنف الذكر تظهر وبما لا يدع مجالا للشك عدم موضوعية هذه الكنيسة، لابل وتواطؤها مع عصابة بشار وذلك للأسباب التالية:

البطرقية تؤكد ان شهاداتها ومعلوماتها موثقة وليست أخبارا او نقلا وهو ما يحملها كامل المسؤولية عما تطلقه من تصريحات.

التوضيح يصر على توصيف التدخل الروسي بأنه تدخل لصالح الشعب السوري وليس إعتداء عليه.

التوضيح يتحدث عن التطرف وجرائم هدم كنائس وذبح بحق بطارقة وأساقفة لم يذكر عددهم لكنه يتناسى المجرم الحقيقي الذي قتل وهجر ودمر.

بطرقية أنطاكية لم تذكر شيئا عن الشعب السوري المسلم الذي يقتل على يد النصيرية والشيعة بل صورته على أنه جماعات متطرفة إرهابية.

البطرقية ربما لا تعلم أن هناك أكثر من 1500 مسجدا لأهل السنة قد دمرت على يد النصيرية والصفويين.

البطرقية لا تعلم عن عشرات الألوف من النساء اللواتي تم إنتهاك حرماتهن وشرفهن على يد عصابات بشار الأسد وميليشيات إيران.

التوضيح لا يدين عصابة الأسد بل يصور الضحايا في سورية والمنطقة على انهم مسيحيون فقط ويتناسى أكثر من مليون قتيل سوري ونصف مليون معوق وعشرة ملايين مهجري ومئات الألوف من المعتقلين.

التوضيح لا يتطرق للإحتلال الإيراني لسورية ويبرر له من خلال تبريره للإحتلال الروسي وهذا التبرير يعتبر بحد ذاته جريمة.

عودة الحملات الصليبية

لقد اعمى التطرف والحقد هذه الكنيسة من خلال مواقفها المسيسة التي ووضعتها في نفس حلف الإجرام النصيري الصفوي والإحتلالين الإيراني والروسي لسورية حتى لم تعد ترى من جرائم الأسد وحلفائه شيئا، وهي ربما لا تعلم أن الغارات الروسية قد قتلت من المسلمين السوريين في يومين أكثر مما قتل من المسيحيين على يد الجماعات الجهادية على مدى خمس سنين، وان من يقتل من المسيحيين هم من عناصر نظام الأسد وميليشياته الطائفية.

لعل الكنيسة الأرثوذوكسية لا تدرك خطر تصريحاتها التي تشرعن للإحتلال والعدوان الروسي على سورية وتلبسه هالة من القداسة، فتعبير الحرب المقدسة الذي أطلقته كنيسة موسكو وسائر روسيا دعما لبوتين قد يضع جميع مسيحيي الشرق في مواجهة دموية مع إخوتهم المسلمين الذين عاشوا معهم بوئام على مدى قرون طويلة لم يحدث ان قام المسلمون خلالها بارتكاب أي جرائم بحق المسيحيين كما فعلت الحملات الصليبية بالمسلمين ومذبحة بيت المقدس خير شاهد ودليل.

إدانة شعبية مسيحية

إن مما يبعث على الإرتياح قليلا هو توافق عدد من المنظمات المسيحية والشخصيات وبعض رجال الكهنوت المسيحي السوريين على بيان ينددون من خلاله بالتدخل الروسي وإرهاب السلطة والتحالف الدولي على حد سواء، ويؤكدون فيه إنتمائهم الوطني ورفضهم لكافة أشكال الظلم والإجرام أيا كان مصدرها وهم بهذا الموقف ينئون بأنفسهم عن الكنسية التي تحاول توريطهم في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وكما فعلت إيران بأشياعها العرب، صراع قد يهدد باجتثاثهم فيما لو تطور إلى حرب دينية شاملة لن تبقي ولن تذر.

لقد كان حريا بكنيستي روسيا وأنطاكية ومن خلال موقعهما الديني المؤثر أن تصدرا ما يمكن إعتباره رسالة سلام تطمئن المسلمين بدل الإفتراء وتزييف الحقائق وتبرير العدوان وإلباسه هالة من القداسة التي إن دلت على شيئ فإنما تدل على ان الكنيسة الأرثوذوكسية تسعى لأن تكون رافعة راية الحملات الصليبية الجديدة في منطقتنا.

في أوكرانيا كان مبرر التدخل المعلن كما يقول الروس هو إنقاذ إخوتهم الناطقين باللغة الروسية من الأوكرانيين, أما في سورية فقد خرجوا علينا بمصطلح غريب يقول إن سورية هي أرضهم المقدسة, لكنهم وفي كلتا الحالتين ينفون التدخل العسكري رغم انه واقع تثبته الأحداث.

التعليقات (2)

    أسامة

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    أستاذنا الفاضل خليل هذه حرب على هوية سوريا ( الاسلامية السنية ) تشترك فيها قوى خارجية و اخرى داخلية من ( حلف الاقليات ) كفى المسلمين رومانسية و عيش في الاحلام و الاوهام و اختلاق للأعذار لمن يساهم بقتلنا بالقول و الفعل الكنائس في العالم العربي كلها مؤيدة لبشار الاسد سواء في سوريا او لبنان او مصر بل حتى في فلسطين مثل الممانع و المقاوم عطا الله حنا و شبيحة صيدنايا و وادى النصارى و محردة و سقليبيية و الشبيحة الارمن و السريان موغلين في دم اهل السنة بتحريض من قادتهم الروحيين و و وجهاءهم الاجتماعيين

    ماجد

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    اتفق الامريكان و الروس على سوريا ( علمانية ) لتظل موحدة و نقول للروس و الامريكان و من تحالف معهم سوريا اسلامية سنية و سيطبق فيها شرع الله و من لا يعجبه شرع الله من الاقليات فليحكموا المناطق التي يعيشون فيها بالقانون الذي يختاروه بدون ان يفرضوه على اهل السنة ان كانوا اقلية في منطقة ذات اغلبية من الاقليات أما السلكين الامني و العسكري فهم يجب ان يكونا حصرا في اهل السنة و من الممكن ان يكون الاقليات وزيرا او سفيرا و لكن بعيدا عن الامن و العسكرية
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات