دفاعاً عن المشروع الوطني وليس عن حزب الشعب الديمقراطي السوري

دفاعاً عن المشروع الوطني وليس عن حزب الشعب الديمقراطي السوري
يرى الكاتب السوري طارق عزيزة في مقال نشرته جريدة"الحياة"، أن"حزب الشعب الديمقراطي السوري"يعيش أزمة هي الأخطر في تاريخه. الكلام ليس صادراً عن معاينة أو تجربة، ويبقى قابلاً للنقد والتحقيق، الحزب منذ بداية الثورة حتى الآن يعيش حالة حزبية إنقطع وجودها في العالم العربي، بل الأصح لم تعش، ولا يتعدى الحديث عن أزمة يعيشها الحزب، مجرد روايات وأحاديث عن أشياء لم تكن موجودة أصلاً، وتبقى الأشياء الموجودة أن الحزب وقيادته وكوادره عايشت الأحداث السياسية السورية منذ اندلاع الثورة السورية، وأحدثت فرقاً ملموساً.

وكتابة التاريخ الحديث لحزب الشعب الديمقراطي، كان مسوؤلية خطيرة، حيث عرف الحزب خارج الحاضنة الحزبية منذ رفرف علم الاستقلال في شوارع المدن السورية، مطالباً برحيل النظام، هذه المسوؤلية الخطيرة لم تكن ملقاة على عاتق منظماته بالخارج أو على عاتق أعضاء سابقين باللجنة المركزية للحزب، كانت عضويتهم بالحزب قد علقت منذ المؤتمر الأخير للحزب سنة٢٠٠٥، نتيجة عقدهم تسويات مع أجهزة الأمن السورية، أثناء تواجد الأمين العام وكوادر الحزب بالمعتقلات.

فماذا تحقق حتى اليوم؟

لا شك عندما نتطلع اليوم إلى دور الحزب في المشهد السياسي السوري، نجد أعداداً كبيرةً من قيادته وكوادره في معتقلات النظام، ونجد القسم الأخر ما زال صامداً في أقبية منتشرة على كامل الجغرافية السورية، كل هذه التضحيات صنعت تاريخ الحزب الحديث.

لسنا الآن بصدد تقويم أهمية التضحيات الهائلة التي قدمها الحزب قيادةً وكوادراً، ولكن نريد أن نحدد ملامح المشروع الوطني، الَذِي يتبناه الحزب بالداخل، والمشروع السياسي الذي يتبناه رفاق يبحثون عن موطئ قدم في البازار السياسي.

يجب أن نعترف أن شخصية الأمين العام الأسبق وعضو اللجنة المركزية الحالي رياض الترك، الشخصية الأبرز التي أسهمت في صناعة تاريخنا السياسي-الديمقراطي، الشخصية التي أفدنا منها جميعاً، بينما هو يعاني من أزمة صحية ما زال يعمل بصمت، بينما الكثير من رفاق المهجر والقيادات السابقة، أصحاب التاريخ من التسويات مع أجهزة الأمن السورية، يثيرون الكثير من الضجيج. عن هذه الفترة المهمة الحساسة من تاريخ بلدنا، لا نملك الكثير من الشخصيات الوطنية المعارضة لبقاء"مملكة الصمت"متمسكة بزمام الأمور، بينما نملك أكداساً من مخبري الأمس، مناضلي اليوم، وتبقى وجهة نظر، تمثل جزءاً من الحقيقة، لا تمثل الحقيقة كاملةً.

من هنا يأتي ترحيبنا بأي جهد يحتوي الاختلاف في وجهات النظر داخل حزب الشعب الديمقراطي، وستكون مفيدةً بلا شك، للغد وما بعده. ولكن تبقى وجهة النظر التي تمثل المشروع الوطني ليست بكفة واحدة مع عدَد محدود، يمثلون وجهة نظر البازار السياسي.

ما خطر في ذهني وأنا أقرأ كلمات الكاتب عزيزة على صفحة جريدة"الحياة"، هو كيف يحاول وضع مشروع وطني بكفة واحدة مع مشروع سياسي؟ في فترة تعتبر الأكثر حساسيةً واضطراباً في تاريخ سوريّا الحديث. تجسد في محاولة الكثير العبث بحزب وطني مثل حزب الشعب الديمقراطي، ومحاولة تصوير الاختلاف داخله على أنه انشقاقات، واستغربت لأنه يتحدث عن كيان شبيه بالميت، ويحدد ورثته.

لقد نسي السيد عزيزة أنه يتحدث عن حزب وطني عرفه الشارع السوري منذ عقود، وساهم في اندلاع الثورة السورية، ولم يفرق عزيزة بين حزب قيادته وكوادره بالداخل وتمثل شريحةً واسعةً من المشروع الوطني السوري، وبين بعض رفاق المهجر الذين يمثلون شريحةً من  سوق البازار السياسي.

التعليقات (2)

    قارئ

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    دفعني المقال لقراءة ما كتبه الكاتب طارق عزيزة في جريدة الحياة فبدا لي أن السيد أحمد صلال يتحدث عن شيء آخر ولا يناقش ما ورد في مقال عزيزة. مقال عزيزة في الحياة عرض مشكلة يمر بها الحزب ووجهة نظر كل طرف فيه دون أن يسيء إلى الحزب أو ينكر تاريخه النضالي. وكأن السيد صلال في مقاله هذا لا يريد أن يرى المشكلة التي يمر بها حزب الشعب ولم تعد سرا وأكثر من هذا كأنه يريد أن يختصر المشروع الوطني السوري بحزب له ما له وعليه ما عليه.

    مطلع

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    ان من يدخل حزب الشعب لمدة أربعة أشهر ، وينصب نفسه بنفسه بعد ذلك قيادة مؤقتة ، ويجمع في خطوة لاحقة ماهب ودب ، ويسمي ذلك بالمؤتمر لاعلان دمشق ، لايمكن اعتباره ولابأي شكل من الأشكال لامنقسما ولامنشقا ولا مسبب أزمة ، بل ............ أترك الاجتهاد للقارئ
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات