في عام 2011 بدأ مشوار الشعب السوري بالتعرف على عناصر وميليشيات و مرتزقة من شتى أنحاء العالم، حيث عملت الأطراف الداعمة للنظام السوري على ضخ ميليشياتها ومرتزقتها تحت شعارات وتبريرات وادعاءات مختلفة، مع التأكيد على الهدف الأوحد وهو الدفاع عن الأسد وقمع ثورة الشعب السوري.
لكل ميليشيا قدِمت إلى سورية تبرير تسوقه لبيئتها، افتتحها ميليشيات إيران بكذبة "الدفاع عن المقدسات الشيعية" في سوريا، بينما بررت بعض الأحزاب والمنظمات والتيارات الفلسطينية واللبنانية رفد نظام الأسد بالميليشيات والمرتزقة تحت شعار "الدفاع عن القومية العربية والقضية الفلسطينية"، وذلك في محاولة لتلك الميليشيات تشريّع وجودها في مكان يبعد عشرات الكيلو مترات عن بلادهم.
ومؤخراً كثرت التقارير التي تؤكد وجود عشرات المرتزقة الروس يقاتلون ضمن ميليشيات إلى جانب قوات نظام الأسد، وبعد تزايد الوجود العسكري الروسي الرسمي في سوريا، عملت عدة جهات على تجنيد مرتزقة روس مقابل مبالغ مالية.
البارود يصنع التاريخ
وفي السياق أعلن موقع الحركة التطوعية العسكرية الروسية على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت فتح فيه باب "التطوع" على أساس تعاقدي ولمدة ستة أشهر كحد أدنى للراغبين في القتال بسوريا، وذلك تحت ذريعة إعادة الإستقرار في المنطقة، وتعزيز الوجود العسكري والسياسي الروسي في سوريا، وللحيلولة دون تشكيل حيث الموالية لأمريكا أو النظام الديني المتطرف الذي يهدد كامل حضاري العالم.
ونوه الإعلان الذي كان تحت شعار "البارود يصنع التاريخ" إلى أهمية الدور القيادي الروسي من أجل إقامة العدل والتصدي للإمبريالية والشر، معتبراً في نهاية الإعلان أن كل شيئ سينتهي بالنصر.
وسبق للحركة التطوعية نفسها أن جندت ميليشيات ومرتزقة للقتال إلى جانب العصابات الإنفاصلية المدعومة من موسكو في وجنوب شرق أوكرانيا.
واستعبد مراقبون انخراط هؤلاء المرتزقة في صفوف القوات الروسية النظامية في سوريا، مؤكدين في الوقت نفسه أن هذا الإعلان يهدف إلى تعزيز القوة العسكرية للميليشيات الروسية التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد قبل إعلان روسية بدأ عملياتها العسكرية في سوريا.
المرتزقة الروس في سوريا منذ 2013
وخلال السنوات الماضية من عمر الثورة السورية، رصد النشطاء والثوار نشاطاً عسكرياً لمرتزقة روس في عدة مناطق من سوريا، حيث كانت معظم الميليشيات الروسية ترافق الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، وسجل في العام 2013 مقتل "الكسي ماليوتي" كأول مرتزق روسي في سوريا خلال معارك مع الثوار في منطقة "السخنة" بريف حمص.
وفي العام ذاته، كشف موقع " فونتانكا" الروسي عن تواجد ميليشيا "الفرقة السلافية" الروسية في سوريا من أجل القتال إلى جانب قوات الأسد، حيث عملت مجموعة مقربة من المخابرات الروسية على تشكيل ميليشيات، من خلال نشر إعلانات على المواقع الروسية تطلب جنوداً وضباطاً متقاعدين من الذين قاتلوا في شمال القوقاز وطاجكستان، مقابل مردود مادي يقدر بـ5000 دولار.
كما نشرت صحيفة "fontanka" الروسية في عام 2013 شهادات لمرتزقة روس، معظمهم من العسكريين المتقاعدين، قاتلوا إلى جانب قوات الأسد والمليشيات الشيعية على عدة جبهات سورية، مقابل راتب شهري يصل إلى 4000 دولار.
و ظهر مؤخراً المتهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، المرتزق الروسي "آرسيني سيرجيفيتش بافلوف" قائد "كتيبة سبارطة" وهو يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الفرقة الرابعة بقيادة "ماهر الأسد".
حيث بثت وكالة "فرانس برس" شريط فيديو يظهر "بافلوف" وهو يطلق النار من رشاشه الآلي في منطقة يعتقد أنها في الساحل السوري، واضعاً على ساعده شعار"سوريا الأسد، الفرقة الرابعة".
والجدير بالذكر أن "مصطفى جميلوف" عضو مجلس النواب الأوكراني (الرادا) ورئيس الأقلية التتارية في شبه جزيرة القرم أكد مؤخراً أن روسيا استقبلت عشرة جثث لجنودها قتلوا في سوريا.
أخيراً ووسط التراخي الدولي وبالتحديد الأمريكي الأقرب إلى التواطئ في موضوع الغزو الروسي لسوريا، وبالتزامن مع تعطيل صلاحيات مجلس الأمن بالتوافق مابين تلك الدول، تواصل الطائرات الروسية استهداف المناطق المدنية ومقرات الثوار، في حين تتكشف يوماً بعد يوم استراتيجية بويتن في سوريا، والتي قد تحقق مؤقتاً مكاسب سياسية لبلاده ، على أن تتضمن تلك الاستراتيجية استقدام المرتزقة والميليشيات الروسية التي سيكون هدفها الوحيد قتل الشعب السوري.
التعليقات (2)