وفي لقاء الرئيسين في نيويورك لم يتجاوب بوتين مع طلب أوباما بأن يستهدف الدولة الإسلامية ويتجنب المعتدلين، ومن هنا، لايمكن أن يتهم أحدٌ بوتين أنه نكث بوعده.
وكان بوتين في خطابه قد شدد على عدة أمور أولها ضرورة تعزيز سلطة الدولة كي يبرر لنفسه التدخل لصالح نظام الأسد.، والأمر الثاني الذي تبغاه روسيا من فعلتها هو أن تكون قوة عسكرية ضاربة في الشرق الأوسط، في حين يتجلى مفاد الأمر الثالث بالقضاء على مجموعة الشيشان التي أتت إلى سورية. فهو لايريدهم أن يعودوا إلى سوريا بعد أن تذوقوا الدم في سوريا. أما الأمر الرابع يتمثل في تقوية بوتين لكيانه الداخلي وخاصة بعد العزلة التي نتجت عن أحداث أوكرانيا.
تبدو سياسة بوتين غاية في القباحة. فالتقارير عن استهداف الغارات الروسية لمدنيين سوريين بدأت ترد، وبذلك تنجز هذه السياسة الأهداف التي رسمها لها بوتين.ومن جانب آخر فإن سياسة أوباما متفكرة ومتأنية وعقلانية، ولكنها تثبت عدم جدواها. ويعتقد الساسة الأمريكيون أن سياسة بوتين ستثمر عداء سنياً مستحكماً لروسيا، ولكن على المدى القريب، هاهو بوتين يحجز لنفسه مكاناً على طاولة القر ار في الشرق الأوسط. حال التوجه إلى تسوية سلمية.وهذا يضع أوباما أمام أحد خيارين: إما أن يقبل الأسد في تسوية أو أن يدعم مناوئيه ليعادلوا كفة الصراع.
غير أن أوباما يبدو غير جاهز لأي من التوجهين، حيث قال في مؤتمره الصحفي الجمعة" إنه على الفرقاء أن يتعايشوا، فلا يمكن لأي انخرط عسكري أمريكي أن يحل المشكلة".
إن الرئيس الأمريكي على حق بألا يدفع القوات العسكرية الأمريكية إلى أرض الصراع، فعقد من الحرب في العراق لقّن أمريكا درساً صعباً. ومنطقة عازلة – اقترحها منتقدوه لن تكون بلا ثمن
يبقى تصميم بوتين وتردد أوباما الوصفة الأنجع لمزيد من الحرب في سورية... ودون مخرج أو حل.
للاطلاع على نص المادة انقر هنا
التعليقات (1)