خرج كيري ولافروف بتصريحين مسائيين مقتضبين بعد أن قضيا معظم النهار معا قائلين: إن المسؤوليين العسكريين من الجانبين سيجتمعان لتجنب المواجهة في عملياتهما على الأرض السورية.
وقال كيري على عجالة: "لدينا الكثير من العمل لننجزه كي نفهم سرعة التدخل الروسية في سوريا"
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد خفف من قلق الغرب ، مقترحاً عليهم الانخراط في الحرب السورية بقيادة بلده.وعبَّر مسؤولو الإدارة الامريكية قائيلين :إن هذه الضربات الجوية الروسية تظهر ضعف روسيا، وقال السكرتير الصحفي في البيت الأبيض "جوش إيرنست" إن هذه الضربات تظهر فقدان النفوذ الروسي في آخر معقل لها في الشرق الأوسط .
وكان كيري قد فعل قصار جهده لإيجاد أرضية مشتركة بين أعضاء التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
يبدو شركاء الولايات المتحدة في تحالفها ضد تنظيم الدولة متفاجئين أيضا من سرعة العمليات الروسية التي انطلقت حتى قبل أن يشرعوا بمحادثاتهم العسكرية. حيث أعلمتهم روسيا بعملياتها قبل ساعة فقط :الأمر الذي يبدو أنه فاق كل الشكوك والتوقعات الامريكية المتأخرة.
في أقل من ساعة ،أكدت التقارير الطلعات الجوية الروسية ،وعقد مجلس الأمن لقاء حول مكافحة الإرهاب الذي كان قد أُقر مسبقا على جدول أعماله ،وترأسه لافروف الذي قال : "إن بلده جاهزة لفتح قنوات إتصال قوية مع الولايات المتحدة."
كرر الحلفاء الأوربيون تصميم كيري في عبارته :"لايمكن أن تكون الإجابة موجودة بتحالف عسكري مع الأسد،"،مؤكدين التزامهم بالتحالف الأمريكي ورفض أي دور للأسد.لقد كان لقمع النظام السوري الوحشي لخصومه ومعارضيه السياسيين دورا في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.وقال وزير الخارجية الفرنسي فابيوس:"إن سفاحاً كالأسد لايمكن أن يكون في مستقبل سوريا."
اقترح كيري في جلسة مجلس الأمن رؤيته :أن مناقشات الاستراتيجية ستجلب زيادة في الغارات الجوية الأمريكية ضد تنظيم الدولة.الضربات الجوية الأمريكية ستستمر على الرغم من الضربات الجوية الروسية في مناطق مختلفة من سوريا.
أضاف المسؤولون في الإدارة الأمريكية إنهم لا يعارضون مبدائيا الغارات الجوية الروسية في سوريا ،وكرروا دعوتهم لروسيا الانضمام إلى التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة.
ويبدو أن الروس قد قاموا بما حذرت منه الإدارة الأمريكية مسبقا ألا وهو استهداف المعارضة السورية، بدلا من استهدافهم تنظيم الدولة الإسلامية ،هذا التنظيم الذي قررت روسيا بإزالته.
وقالت هيثر كونلي "إن مايبدو جليا هو نية روسيا هزيمة المعارضة السورية التي تستهدف الأسد في الساحل السوري"،وأضاف"إن دقة المقاتلات النفاثة الروسية ترسل اقتراحات بجهد مبيت لحماية الأسد.
وفي الوقت ذاته تقول الولايات المتحدة إن وجودَ الأسد سيمنع أي مفاوضات للتسوية في سوريا .أما بوتين فقال إن سقوط الأسد يعني انهيار مؤسسات الدولة في سوريا. لقد دعم بوتين نظريته ليس فقط باستعراض القوة التي جعلت أمريكا تتخبط بل باستخدامها أيضا. وأكد مستشار الرئيس بيدن" أن بوتين يريد أن يكون طرفا قويا على الطاولة في سوريا.
التعليقات (3)