اتفاق هش في الشيخ مقصود والقوات الكردية تتحضر لمعركة جديدة

اتفاق هش في الشيخ مقصود والقوات الكردية تتحضر لمعركة جديدة
تطورات متسارعة في تفاصيل التوتر الأخير الذي تجدد بين الثوار في حلب، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والذي بدأ في حي الشيخ مقصود في المدينة، ثم انتقل إلى الريف الشمالي في محيط مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا التوتر بين الجانبين، منذ طرد قوات النظام من الحي في نيسان\أبريل 2013، إلا أن الأمور اقتربت هذه المرة من حافة الانفجار، قبل أن تتوصل غرفة عمليات فتح حلب إلى اتفاق جديد مع القوات الكردية.

وينص الاتفاق على معالجة النقاط التي تسببت بالتوتر الأخير، وخاصة تلك المتعلقة بفتح معبر تحت إشراف القوات الكردية، مع المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في حلب، وإعادة انتشار الثوار في الحي بعد انسحابها منه، إلى جانب تأمين الطرقات والمعابر التي يستخدمها المدنيون في حلب وعفرين.

ورغم ذلك هناك مخاوف من انهيار هذا الاتفاق في أي لحظة، ولا يتعلق الأمر هنا بانعدام الثقة بين الطرفين،أو عدم توقيع جبهة النصرة على هذا الاتفاق، بل بأبعاد أخرى، غالباً ما تستخدم الخلافات حول إدارة حي الشيخ مقصود واجهة للتغطية عليها.

ويبدو أن الترتيبات الجديدة التي تتسابق أطراف عدة على فرضها في ريف حلب الشرقي، الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" كان السبب الحقيقي للتصعيد الإعلامي الأخير بين القوات الكردية والعديد من الفصائل، التي تشترك في مخاوفها مع تركيا من تنامي قوة الـ(PYD) حسب بعض المحللين.

وبهذا الصدد، فقد علمت "أورينت نت" من مصدر قيادي في "قوات حماية الشعب الكردية" أن الولايات المتحدة توصلت إلى قناعة نهائية بعدم جدوى الاعتماد على فصائل المعارضة في حربها ضد تنظيم الدولة في الشمال، بعد التأكد من المعلومات التي تحدثت عن قيام آخر دفعة دخلت إلى سوريا من الملتحقين ببرنامج التدريب الأمريكي، بتسليم جزء من الأسلحة والمعدات التي حصلوا عليها إلى جبهة النصرة.

وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أن واشنطن أوعزت لقوات الـ(PYD) بالاستعداد للمرحلة القادمة من المعركة ضد تنظيم الدولة، وطلبت من قيادة الحزب التعاون مع قوة (بيشمركة روجآفا) التي ستقدم لها الولايات المتحدة أسلحة ثقيلة ومعدات متطورة، تعارض أنقرة أن يحصل عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK).

وتتكون قوة (بيمشركة روجآفا) من مقاتلين أكراد سوريين، تابعين للمجلس الوطني الكردي، المدعوم من قيادة إقليم كردستان العراق، وجرى تدريبهم بإشراف البيشمركة الكردية العراقية.

وتربط المجلس الوطني الكردي في سوريا علاقة متأزمة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده صالح المسلم، حيث سبق وأن أعلن قائد وحدات الحماية الكردية التابعة للحزب في مؤتمر صحفي عقده مطلع هذا الأسبوع، عدم السماح لقوة (بيشمركة روجآفا) بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات في سوريا.

لكن المصدر السابق كشف عن توصل الجانبين لاتفاق يوم الخميس الماضي في مدينة أربيل شمال العراق برعاية أمريكية، تمهيداً للهجوم على مدينة (جرابلس) على الحدود السورية-التركية، شمال شرقي حلب.

وهذه المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، تعتبر جزء من خريطة المنطقة الآمنة، التي سعت تركيا إلى انشائها في ريف حلب، إلا انها اصطدمت برفض أمريكي، لكن مع ذلك، فإن أنقرة تعتبر وصول قوات الحزب الكردي إلى هذه المدينة تهديداً جدياً لأمنها القومي.

تطور يخشاها كذلك الثوار، الذين يتخوفون من نجاح الـ(PYD) بربط مقاطعة عين العرب-كوباني بمقاطعة عفرين، ما يجعل من (اقليم غرب كردستان) في سوريا أمراً واقعاً، خاصة بعد سيطرة القوات الكردية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة، الامر الذي حقق لها ربطاً بين عين العرب ومنطقة الجزيرة في محافظة الحسكة.

لكن قيادة غرفة عمليات فتح حلب، رفضت أن يكون التصعيد الذي حصل في الشيخ مقصود مؤخراً بطلب من الحكومة التركية أو غيرها، وأكدت لـ"أورينت نت" أن ما جرى كان بسبب المعلومات التي تحدثت عن نية الجانب الكردي فتح معبر في الحي مع مناطق سيطرة النظام، وسقوط ضحايا من المدنيين على طريق الكاستيلو، الذي يعتبر شريان المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب على يد من يعتقد أنهم مقاتلو الحزب الكردي.

واعتبر الرائد ياسر عبد الرحيم قائد (غرفة عمليات فتح حلب) أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الجانبين مساء الثلاثاء، سينزع فتيل التوتر، خاصة وأنه يعالج جميع نقاط الخلاف بين الثوار وقوات الحماية الكردية، وخاصة تلك المتعلقة بالمعبر مع مناطق سيطرة النظام، وتأمين طريق الكاستيلو، وإعادة انتشار الثوار في حي الشيخ مقصود، وإطلاق سراح المعتقلين لدى الجانبين.

وطالب عبد الرحيم مختلف الأطراف بالالتزام بالاتفاق وتغليب المصلحة العامة للشعب السوري، والحفاظ على علاقة الأخوة بين العرب والأكراد، كما ناشد الجميع تجنب التصعيد الإعلامي والتحقق من الاشاعات قبل تداولها، خاصة وأنها لا تخدم سوى أعداء الشعب وتهدف إلى اشعال الحرب بين الجانبين حسب قوله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات