ازدواجية أمن المطارات التركية.. وصبيحة تُقلق السوريين

إجراءات صارمة يفرضها موظفو مطار "صبيحة" في اسطنبول على السوريين القادمين إلى تركيا، ففي الآونة الأخيرة تكررت حالات إيقاف العديد من الأشخاص واحتجازهم لأسباب مختلفة، ثم إعادة بعضهم إلى المناطق التي قدموا منها.

احتجاز لأسباب مختلفة

يوم السبت الفائت 26 - 9- 2015، قام أمن مطار صبيحة باحتجاز أكثر من 10 شباب سوريين، واقتيادهم إلى غرفة مجاورة لمكتب الأمن، وهو ما أكده أحمد القادم من الإمارات في زيادة لأصدقائه في اسطنبول، قائلاً " بعد دخولي إلى المطار قام الضابط بفحص جواز سفري ثم طلب مني الوقوف جانباً، وبعد دقائق تم اقتيادي إلى غرفة مجاورة يتواجد بها العديد من الأشخاص، وعند سؤالي للضابط عن سبب إيقافي كان الجواب بأن جواز السفر مزور، رغم سفري إلى دول عدة دون مشاكل، وبعد مرور 30 ساعة تم إرجاعي إلى الإمارات.

فهذه ليست الحالة الأولى، حيث حذر سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من القدوم إلى تركيا عبر مطار صبيحة، طالبين من الجميع التوجه إلى مطار أتاتورك، والذي يعد إجراءاته أسهل نسبياً، حيث تم إيقاف عشرين شخصاً بتاريخ 4-5-2015 في مطار صبيحة لأكثر من أسبوعين قبل أن يتم ترحيلهم إلى البلاد التي قدموا منها.

وخلال حديثنا مع يمان الذي تم احتجازه في مطار صبيحة قبل شهر، أكد أن التهمة التي وجهت له كانت تزوير الختم على لصاقة تمديد جواز السفر، فأصدر الأمن التركي قرارا بإعادتي إلى الدوحة، وأثناء تواجدي في غرفة الاحتجاز مدة 24 ساعة، صادفت العديد من الأشخاص الذين تم احتجازهم لأسباب تتعلق غالبيتها بتزوير جوازات السفر، ولكن هناك حالات تم إيقافها لأسباب تتعلق بمخالفة المدة المسموح التواجد بها في تركيا دون دفع الغرامة المترتبة عليها وهي 575 ليرة تركية.

تصرفات فردية

وأشار "مصطفى أوزجان" صحفي تركي لأورينت نت، إلى أن ما يحدث أحيانا من تجاوزات داخل المطارات التركية وخاصة مطار صبيحة، هي تصرفات فردية من قبل الضباط المسؤولين عن أمن المطار، ولا يوجد أي قرار رسمي من قبل الحكومة بتشديد الإجراءات على السوريين القادمين إلى تركيا.

وتابع أوزجان، يتعمد بعض ضباط المطارات المحسوبين على الأحزاب المعارضة لـ حزب " العدالة والتنمية، التصرف مع السوريين بشكل سيء حتى ينقلوا صورة سلبية عن حزب العدالة، وهذا أمر مرفوض كلياً.

أما فيما يخص ازياد حالات إرجاع السوريين من مطار صبيحة تحديداً، اعتبر أوزجان، من المحتمل أن يكون غالبية الضباط المسؤولين عن المطار من حزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان، على اعتبار أن كل منطقة في اسطنبول مسؤول عنها الحزب الفائز في الانتخابات البلدية.

وبعد تأكدنا أن المنطقة التي يقع فيها مطار صبيحة تابعة لحزب العدالة والتنمية، عاودنا الاتصال بأوزجان والذي نوه، أن قرارات تعيين الضباط تقع على عاتق وزارة الداخلية، ومن الممكن أيضا أن يكون هناك اختراقات داخل حزب العدالة لتشويه صورته، فبعض الضباط رغم انتمائهم لحزب العدالة إلا أنهم يتصرفون تصرفات مغايرة لسياسة الحزب.

الخيارات القانونية

وحول الخيارات القانونية التي يمكن أن يتخذها الأشخاص المحتجزون في المطارات التركية، أكد "غزوان قرنفل" رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا: "في حال كان سبب الإيقاف تزوير جواز السفر لن يكن بإمكان الشخص فعل أي شيء سوا طلب الاتصال بأحد الأشخاص لإخباره بمكان تواجده، عندها سيقوم أمن المطار بإرجاعه إلى البلد الذي قدم منه في مدة لا تتجاوز 48 ساعة، ومنعه من العودة مجددا خلال 90 يوماً.

وفي حال قدم السوري على طلب لجوء لإدخاله إلى تركيا، فهناك مرحلتان يمر بهما المتقدم للجوء، الأولى لا تتجاوز 3 أيام للمقابلة وتقديم الوثائق، وبعدها هناك مدة 5 أيام ليتم إرسال الرد من “أنقرة” على قبول اللاجئ أو رفضه، وأغلب الحالات التي شاهدتها جاءت بالرفض، لأن القانوني التركي يشدد على طلبات اللجوء الدائمة حتى وأن كانت مقترنة بالوثائق المطلوبة.

فالتشديد الأمني على المطارات تزايد مع بداية العام الحالي بشكل ملفت، على الرغم من إصدار الحكومة التركية العام الفائت قرارا يسمح للسوريين الذين يحملون جوازات سفر نظامية - منتهية الصلاحية من الدخول إلى أراضيها، والذي طبق لعدة أشهر فقط.